شهادة رجل الأعمال ساويرس تدعم صحافيي «الجزيرة» المتهمين في مصر

أسرة فهمي تطالب بترحيله أسوة بالمتهم الأسترالي

شهادة رجل الأعمال ساويرس تدعم صحافيي «الجزيرة» المتهمين في مصر
TT

شهادة رجل الأعمال ساويرس تدعم صحافيي «الجزيرة» المتهمين في مصر

شهادة رجل الأعمال ساويرس تدعم صحافيي «الجزيرة» المتهمين في مصر

أدلى نجيب ساويرس، أحد أبرز رجال الأعمال في مصر، بشهادته أمس خلال محاكمة اثنين من صحافيي قناة «الجزيرة» التلفزيونية، في ما يعرف بـ«خلية ماريوت». وجاءت الشهادة لتدعم موقفهما في القضية، بعد أن طلب من المحكمة «ضرورة التمييز بين الصحافيين ووسائل الإعلام التي يعملون لصالحها، والتي يمكن أن تُخرج المواد التي يرسلونها إليها على غير حقيقة الوضع الذي تتناوله».
وجرت إعادة محاكمة الصحافيين محمد فهمي، الذي يحمل الجنسية الكندية، والمصري باهر محمد، بعد أن ألغت محكمة النقض في يناير (كانون الثاني) حكما صدر بسجنهما سبع سنوات، بعد إدانتهما بنشر أخبار كاذبة عن مصر لمساعدة جماعة إرهابية، في إشارة إلى «الإخوان المسلمين».
وكانت مصر قد أفرجت مطلع العام الحالي عن الصحافي الثالث المتهم في هذه القضية، وهو الأسترالي بيتر غريست، تطبيقا لقانون صدر حديثا، ورحلته إلى بلاده.
وقالت مروة عمارة، خطيبة الصحافي فهمي، إن خطيبها تسلم أمس جواز السفر الكندي الخاص به، بناء على طلب من المحكمة، وطالبت السلطات المصرية بمساواته بالصحافي الأسترالي، وترحيله إلى كندا، مع استبعاده من القضية. ومن جهته، عرض فهمي، الذي تخلى عن جنسيته المصرية، على الصحافيين جواز سفر كندي مؤقت، قال إنه تلقاه من السفير الكندي.
وحضر ساويرس كشاهد نفي للاتهامات، بناء على طلب دفاع المتهم فهمي، وأعرب ساويرس أمام المحكمة عن مساندته لفهمي، الذي أمضى أكثر من عام في السجن قبل الإفراج عنه في فبراير (شباط). وقال إنه قابل فهمي عدة مرات في أماكن عامة خلال التحضير لإجراء الأحاديث الصحافية، وإن حوارات عديدة كانت تدور بينهما، ويستطيع أن يجزم من خلالها بأنه لا ينتمي لجماعة الإخوان، مشيرا إلى أنه كان يعرف أن فهمي شارك في ثورتي «25 يناير» و«30 يونيو».
وأشار ساويرس إلى أن كل قناة من القناتين («الجزيرة الإنجليزية» و«الجزيرة مباشر مصر») لها إدارة مستقلة عن الأخرى، مشيرا إلى أنه لا يعرف ما إذا كانت «الجزيرة الإنجليزية» تملك تصريحا بالبث من داخل مصر أم لا، لافتا إلى أن معظم القنوات الأجنبية تتخذ من الفنادق الكبرى مقرا لها للقيام بعملها، وأنه وفقا للعرف المتبع فإن تلك المحطات تبث من أي مكان ما دامت تملك ترخيصا بذلك.
وكانت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا قد كشفت أن عددا من المتهمين هم من أعضاء تنظيم الإخوان، وأنهم أمدوا الجماعة بأموال وآلات بغية إلحاق الضرر بالمصلحة العامة، وإثارة الفتنة بين المواطنين، علاوة على بثهم معلومات وأخبارا كاذبة بصورة متعمدة، مستهدفين خلق صورة غير حقيقية عن الأوضاع التي تمر بها البلاد، والإيهام دوليا بأن مصر تشهد اقتتالا وحربا أهلية.
وقد قررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة 28 أبريل (نيسان) الحالي، كما طالبت النيابة العامة بتقديم ما يفيد بتسليم المتهم الأسترالي بيتر غريست إلى بلاده.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.