«مجموعة أوتاوا» تشرع في إصلاح «التجارة العالمية»

دعوة أوروبية لمشاورات مع روسيا بشأن قيود تصدير الأخشاب

استضافت كندا اجتماعاً افتراضياً لـ«مجموعة أوتاوا» لدفع العمل بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية (رويترز)
استضافت كندا اجتماعاً افتراضياً لـ«مجموعة أوتاوا» لدفع العمل بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية (رويترز)
TT

«مجموعة أوتاوا» تشرع في إصلاح «التجارة العالمية»

استضافت كندا اجتماعاً افتراضياً لـ«مجموعة أوتاوا» لدفع العمل بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية (رويترز)
استضافت كندا اجتماعاً افتراضياً لـ«مجموعة أوتاوا» لدفع العمل بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية (رويترز)

استضافت وزيرة التجارة الدولية وترويج الصادرات والأعمال التجارية الصغيرة والتنمية الاقتصادية الكندية، ماري نغ، اجتماعاً افتراضياً لـ«مجموعة أوتاوا» لدفع العمل بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية.
وخلال الاجتماع، الذي حضرته أيضاً المدير العام لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو إيويالا، أكد الأعضاء التزامهم بمواصلة الزخم نحو تحقيق نتائج قوية في التجارة والصحة وإصلاح منظمة التجارة العالمية، وكذلك بشأن المفاوضات المتعلقة بدعم مصايد الأسماك والزراعة.
وأكدت الوزيرة الكندية مساء أول من أمس (الخميس)، الدور المهم لمنظمة التجارة العالمية في ضمان مساهمة نظام التجارة العالمي في إنهاء الوباء والأزمات الصحية العالمية في المستقبل. والتزمت المجموعة بالعمل معاً بشكل وثيق لمعالجة الحواجز التجارية في السلع الطبية الأساسية، بما في ذلك قيود التصدير والتخليص الجمركي والشفافية وتبادل أفضل الممارسات بين القطاعين العام والخاص.
كما ناقشت الوزيرة ونظراؤها في «مجموعة أوتاوا» الخطوات التالية بشأن أولويات إصلاح منظمة التجارة العالمية، واتفقت المجموعة على تكثيف مشاركتها مع الأعضاء الآخرين لاستعادة نظام تسوية المنازعات لمنظمة التجارة العالمية يعمل بكامل طاقته.
كما التزم المشاركون في الاجتماع بتحسين الشفافية في منظمة التجارة العالمية، وشجعوا المشاركة الواسعة من جميع الأعضاء لضمان تلبية منظمة التجارة العالمية لاحتياجات الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
وقالت ماري نغ: «بصفتها رئيس مجموعة أوتاوا، تلتزم كندا بمواصلة العمل عن كثب مع شركائنا الدوليين لتعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد مع منظمة التجارة العالمية في جوهره. نحن نركز على النهوض بمبادرات منظمة التجارة العالمية الرئيسية والحفاظ على الزخم فيما يتعلق بالتجارة والصحة ومفاوضات دعم مصايد الأسماك وإصلاح منظمة التجارة العالمية لدعم انتعاش اقتصادي عالمي قوي ومستدام وشامل من جائحة «كوفيد - 19»».
وفي شأن منفصل، كشفت المفوضية الأوروبية أمس (الجمعة)، أن الاتحاد الأوروبي بصدد طلب إجراء مشاورات مع روسيا في منظمة التجارة العالمية بشأن قيود التصدير التي تفرضها الأخيرة على المنتجات الخشبية، بما في ذلك إقرار زيادة كبيرة في رسوم التصدير على بعض المنتجات الخشبية وانخفاض حاد في عدد نقاط العبور الحدودية التي يمكن من خلالها تصدير المنتجات الخشبية. وذكرت المفوضية في بيان صحافي أن هذه القيود تُلحق ضرراً كبيراً بصناعة معالجة الأخشاب في الاتحاد الأوروبي، والتي تعتمد على الصادرات من روسيا، وتخلق حالة من عدم اليقين بشأن سوق الأخشاب العالمية، مع الإشارة إلى أن بروكسل انخرطت مراراً وتكراراً مع روسيا منذ أن أعلنت موسكو هذه الإجراءات في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، ولكن دون جدوى، حتى دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) الجاري.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يواجه حالياً تحدياً في زيادة رسوم التصدير على بعض المنتجات الخشبية، فرغم التزام روسيا بتطبيق رسوم التصدير بمعدلات أقصاها 13% أو 15% لكميات معينة من الصادرات، أصبحت تُطبق اليوم من خلال سحب حصص التعريفة الجمركية رسوم تصدير بمعدل أعلى بكثير يبلغ 80%، وبالتالي فإنها لا تحترم التزاماتها بموجب قانون منظمة التجارة العالمية.
أما التحدي الثاني، فتمثل في تقليص عدد نقاط العبور الحدودية للصادرات الروسية من المنتجات الخشبية إلى الاتحاد الأوروبي؛ حيث خفضت روسيا عدد نقاط العبور الحدودية التي تتعامل مع صادرات الأخشاب إلى الاتحاد الأوروبي، من أكثر من 30 إلى نقطة واحدة فقط (لوتيا، في فنلندا). ومن خلال حظر استخدام نقاط العبور الحدودية الحالية القادرة تقنياً على التعامل مع مثل هذه الصادرات، تنتهك روسيا مبدأ منظمة التجارة العالمية الذي يحظر مثل هذه القيود؛ حسب البيان.
وأخيراً، أكدت المفوضية أهمية إجراء مشاورات لتسوية المنازعات في هذا الملف باعتبار ذلك أولى الخطوات في إجراءات تسوية المنازعات بموجب قوانين منظمة التجارة العالمية.


مقالات ذات صلة

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:36

خاص مسؤول في «مجموعة الـ20»: التزام دولي باستعادة 1.1 مليار هكتار من الأراضي هذا العام

نبّه مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي، إلى مدى خطورة تدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض)

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية، حيث تنوي تزويد الوزارات والوكالات والمدن والمحافظات والجمعيات والشركات بنشرة اقتصادية لرفع وعي الجهات المعنية لديها بالسوق السعودية خصوصاً، وأسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عموماً، وفق معلومات لـ«الشرق الأوسط».

وكان رئيس الوزراء الفيتنامي، فام مينه تشينه، الذي زار الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للمشاركة في المؤتمر السنوي لـ«مـبادرة مستقبل الاستثمار»، قال إن بلاده تتطلع إلى جذب مزيد من الاستثمارات السعودية، خصوصاً في مجالات التحول الرقمي، والطاقة المتجددة، والحوسبة السحابية، والمدن الذكية، التي توليها اهتماماً خاصاً بصفتها جزءاً من استراتيجيتها التنموية الطموح.

وبلغت صادرات السعودية إلى فيتنام خلال العام الماضي 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، بتراجع 28.2 في المائة عن المستوى الذي كانت قد بلغته، في حين بلغت الواردات من هانوي 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، بارتفاع قدره 31.9 في المائة.

ووفق المعلومات، فقد أبلغت وزارة الخارجية الفيتنامية سفارة السعودية في هانوي عزمها إصدار النسخة الرابعة من النشرة الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بهدف تعزيز التعاون متعدد الأوجه بينها وبين السعودية وكذلك دول الشرق الأوسط وأفريقيا، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والعمالة والسياحة.

الاستيراد والتصدير

ووفق المعلومات، فقد طالب اتحاد الغرف السعودية كل القطاع الخاص في السعودية بالتسجيل عبر رابط مخصص للاستيراد والتصدير في فيتنام ولفرص التجارة (فعالية تجارية ومعارض) خلال النصف الأول من 2025.

يذكر أن صادرات السعودية الرئيسية غير النفطية إلى فيتنام تتمثل في اللدائن ومصنوعاتها، والمطاط، ومنتجات الصناعات الكيماوية وما يتصل بها، وكذلك المعادن، بينما تشمل الواردات من هانوي الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاءها، والوقود والزيوت والشموع المعدنية، والحديد والصلب (فولاذ).

وبنهاية العام الماضي، حققت فيتنام نمواً إيجابياً في رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر مع السعودية بلغت نسبته 21.3 مليون ريال، مقارنة بنهاية عام 2022 حيث كانت النسبة 18.3 مليون ريال.

من جهة أخرى، تقلّصت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة إلى الاقتصاد السعودي في العام السابق بـ3.1 مليون ريال؛ أي بنسبة 67.5 في المائة مقارنة بعام 2022.

وفي تلك الفترة، لم تشهد قيمة التدفقات الخارجة لشركات الاستثمار الأجنبي المباشر الموجودة في الاقتصاد السعودي أي تغيير، حيث ظلت ثابتة عند 0.0 ريال سعودي منذ 2022. نتيجة لذلك؛ وصل صافي التدفقات في 2023 إلى 3.1 مليون ريال، قياساً بالعام ما قبل الماضي، حيث بلغ حينئذ 9.4 مليون ريال.

مذكرة تفاهم

وكانت السعودية وجمهورية فيتنام الاشتراكية وقعتا في أكتوبر الماضي مذكرة تفاهم، ترتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي في عدد من القطاعات الحيوية. كما تهدف إلى دعم التجارة الثنائية والاستثمار، مع اهتمام خاص بمجالات الاقتصاد الرقمي، والصناعة، والخدمات ذات الصلة، حيث يتمتع كلا البلدين بإمكانات كبيرة للنمو في هذه القطاعات. وتشجع مذكرة التفاهم بناء الشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين.

وسينفَّذ التعاون في إطار هذه المذكرة عبر بناء العلاقات بين المنظمات المهنية، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض والاجتماعات المشتركة، مما يعزز التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الاقتصادية.

وتشمل المذكرة أيضاً الترويج لإنشاء مشروعات مشتركة وشراكات اقتصادية، مع التركيز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.

وسيعمل الجانبان على تبادل المعلومات حول التجارة والاستثمار، وتكثيف الزيارات والفعاليات المشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، وذلك بما يتماشى مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في كلا البلدين.