«القوات اللبنانية»: نواجه مع الشيعة السياديين خطر المشروع الإيراني و«حزب الله»

TT

«القوات اللبنانية»: نواجه مع الشيعة السياديين خطر المشروع الإيراني و«حزب الله»

نفى رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان، أن يكون الخلاف السياسي مع الطائفة الشيعية، معلناً: «إننا والشيعة السياديين نواجه خطر المشروع الإيراني و(حزب الله)».
ورأى قيومجيان، في حديث إذاعي، أن «الاستراتيجية الدفاعية هي مواربة إثر وجود سلاح (حزب الله) وارتباطه بالمحور الإيراني»، مشدداً على أن الحل الوحيد هو تسليم هذا السلاح. وقال: «لا داعي للمزايدة، وإذا كان هناك احتلال فعلي فلتكن مقاومة جماعية والجيش اللبناني لديه كل الدعم ويمكنه الدفاع عن لبنان، وعلى (حزب الله) أن يتحول إلى حزب سياسي لبناني»، مشيراً إلى أن «الانتخابات هي العنوان لكل التحركات».
وقال قيومجيان إن «طرح الشيعية السياسية مغلوط»، متوقفاً عند «الوضع الشاذ في البلد بهيمنة حزب يشكل ذراعاً للحرس الثوري الإيراني». وأوضح: «الخلاف الجوهري ليس على حقوق الطوائف ولا مع الطائفة الشيعية الكريمة، بل نحن والشيعة السياديون نواجه خطر المشروع الإيراني و(حزب الله)» في لبنان، مضيفاً: «إيران تسعى إلى بسط هيمنتها في الشرق الأوسط عبر المكون الشيعي تحت شعار المقاومة، ويخطئ من يظن أن مقايضة العقوبات أو غيرها يمكن أن تدفع إيران إلى التخلي عن الحزب في لبنان»، مشدداً على أن «المهادنة لن تنفع». وقال: «نحن اليوم في حقبة هيمنة (حزب الله) وإيران»، مضيفاً: «المشروع إما أن يبقى لبنان أو لا يبقى»، معتبراً أن «الأخطر من السلاح غير الشرعي هو الارتباط باستراتيجية قوة إقليمية، وعلى الحزب أن يعرف أنه لا يمكنه فرض سلطته عبر السلاح»، ومشدداً على أن «الانتخابات هي الحل الوحيد للمواجهة السياسية».
وتطرق قيومجيان إلى دعوة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إلى تطوير «اتفاق مار مخايل» مع الحزب، قائلاً: «حديث باسيل عن ضرورة تطوير (اتفاق مار مخايل) يقصد منه أنه غطى الحزب مسيحياً ووطنياً، ولكنه لم يأخذ ما يطمح إليه شخصياً، أي الرئاسة وأوراق اعتماد وغيرها». ودعا باسيل للطلب من الحزب إعادة جلسات مجلس الوزراء، قائلاً: «التعطيل هو نتيجة التحقيقات بملف تفجير مرفأ بيروت. لا ننظر بموضوع تفجير مرفأ بيروت من باب طائفي، وهذا صراع وطني، والتحقيق هو جامع، وجعل القضية طائفية هو خطأ كبير، لذا اتركوا المحقق العدلي يعمل بهدوء».
وانتقد قيومجيان، باسيل، مذكراً أن «النظام نفسه هو الذي أتى بميشال عون رئيساً وبالتسويات»، ورأى أن «باسيل حول نفسه إلى حفار قبور فاشل وحول (العهد) إلى جثة سياسية»، مضيفاً: «يقومون بتضليل الناس عبر العودة إلى نغمة الحرب كونية التي تستهدفهم وما خلونا ليبرروا فشل (العهد). هذا النهج يمارسه عون منذ عام 1988، يومها، أزال السوري جثته السياسية، أما اليوم فصناديق الاقتراع في الانتخابات ستزيل هذه الجثة». وأكد قيومجيان أن «ورقة جبران باسيل الرئاسية محروقة فهو مرفوض من قبل الجميع ومكروه من قبل الناس، وعليه عقوبات دولية، لذا الأجدى به أن يقلع عن هذا الحلم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.