حفلات رأس السنة تنعش العاصمة اللبنانية

ملحم زين ومعين شريف وجورج وسوف أبرز نجومها

ملحم زين يحيي حفلة منتظرة في فندق هيلتون وسط بيروت
ملحم زين يحيي حفلة منتظرة في فندق هيلتون وسط بيروت
TT

حفلات رأس السنة تنعش العاصمة اللبنانية

ملحم زين يحيي حفلة منتظرة في فندق هيلتون وسط بيروت
ملحم زين يحيي حفلة منتظرة في فندق هيلتون وسط بيروت

أبت بيروت إلا أن تخلع عنها رداء الحزن والكآبة في ليلة رأس السنة، نفضت غبار المآسي، ووضعت جانباً أزماتها كي تستقبل العام الجديد كعادتها بالفرح والغناء. وما فاتها من حفلات ونشاطات في هذه المناسبة بسبب انتشار الجائحة في الأعوام السابقة، تحاول اليوم تعويضه من خلال تنظيم عشرات الحفلات الغنائية الموزعة على فنادقها وأماكن السهر.
إذا ما قمت بجولة سريعة على عدد من الفنادق اللبنانية وأماكن السهر، لا بد أن تلفتك الحجوزات العديدة التي تسود مطاعمها المحتفلة بالعيد.
فكما في فندق «الهيلتون»، وسط بيروت، كذلك الأمر بالنسبة لفنادق أخرى كـ«إيدن باي» و«كورال بيتش» وغيرها. فالمسؤولون عن حجوزات الحفلات يؤكدون لك أن المحلات أصبحت شبه نافدة. وإذا ما بحثت هنا وهناك، قد يحالفك الحظ بإيجاد طاولة لأربعة أشخاص، ولكن بأسعار تفوق الـ300 دولار للتذكرة.
فالإصابات بـ«كوفيد - 19» وبآخر متحورين لها «دلتا» و«أوميكرون» لم يسهما في انحسار الحفلات أو إلغائها، لأن منظميها، كما ذكروا لـ«الشرق الأوسط»، أخذوا الإجراءات الاحترازية، ولا داعي للهلع. فالصالات ستخفف من قدرتها على استيعاب الزبائن إلى النصف. وبذلك تستطيع أن تؤمّن الحد الأدنى من الأمان.

- ملحم زين يحيي أهم حفلات العيد
عدد كبير من نجوم الغناء في لبنان ارتبطوا بحفلات رأس السنة خارجه، وبينهم راغب علامة وإليسا ونانسي عجرم وعاصي الحلاني ونيكول سابا ورامي عياش، وغيرهم.
ولكن ملحم زين، من جهته، أخذ على عاتقه منذ سنوات عدة ألا يهجر محبيه في مناسبات الأعياد، لا سيما رأس السنة.
ويحيي ملحم زين حفلة غنائية في فندق «هيلتون» وسط بيروت، يشاركه فيها كل من نادر الأتات وحاتم العراقي وسيف نبيل. أما أسعار بطاقات الحفل فتتراوح بين 300 و700 دولار مع عشاء ومفاجآت خلال السهرة.
ويؤدي زين أجمل أغانيه المعروفة. وقد علق حول حفلته على صفحته «فيسبوك» يقول: «بيروت أيقونة الفرح والحياة الحلوة ورح تضّل... بتشرفونا ليلة رأس السنة».

- كازينو لبنان - اثنان بواحد
ارتأى «كازينو لبنان» أن يلبي رغبات محبي السهر على مدى ليلتين متتاليتين؛ فبذلك سيرضي الراغبين في الاحتفال بأعياد رأس السنة ضمن حفلة تُعرَف باسم «NYE - 1». فهذه الحفلة التي تسبق آخر أيام السنة بيوم واحد أي في 30 ديسمبر (كانون الأول) الحالي سيحييها الفنانان زياد برجي وآدم. وتصل أسعار بطاقاتها إلى 250 دولاراً، وهي شبه محجوزة بأكملها، كما ذكر منظموها لـ«الشرق الأوسط».
أما الحفلة الرئيسية التي سيستقبل معها اللبنانيون العام الجديد، ومن «كازينو لبنان» أيضاً في 31 ديسمبر (كانون الأول)، فيحييها معين شريف ودينا حايك. يشارك فيها أيضاً الكوميدي المسرحي ماريو باسيل، ليضفي إلى أجواء السهرة الابتسامة والضحك. وتتراوح سعر بطاقات هذه السهرة بين 200 و300 دولار.

- الوليد الحلاني والسهرة في بيروت
«لاقوني ليلة رأس السنة بست الدنيا بيروت». هكذا دعا الفنان اللبناني الوليد الحلاني محبيه كي يلاقوه في مكان حفلته في فندق «لانكاستر إيدن باي»، في منطقة الروشة. ويتراوح سعر البطاقات للسهرة التي ستقام مساء 31 الحالي ما بين 150 و300 دولار، تشاركه فيها ميريام عطالله والراقصة نغم، ويشمل سعر البطاقة للشخص الواحد العشاء و«الكوتيون».

- حفلات في مختلف المناطق اللبنانية
تتوزع حفلات رأس السنة على عدد من المناطق اللبنانية بحيث لا تقتصر فقط على العاصمة، من بينها واحدة يحييها هشام الحاج وشيراز وريان في مطعم «أطلال بلازا» بمنطقة غزير. يتراوح سعر البطاقة للشخص الواحد ما بين 100 و125 و150 دولاراً. أما في فندق «مزار كونتينانتال» في منطقة كفردبيان الجبلية، فيقدم سهرة موسيقية كانت ستشارك فيها المغنية اللبنانية العالمية ميشال منسى. إلا أن إصابتها بعدوى «كورونا» منعتها من ذلك، لتحل مكانها أخرى لم يحدد اسمها بعد. وتتلون أجواء هذه السهرة بموسيقى مباشرة وأخرى مع «دي جي» وسعر بطاقتها للشخص الواحد 150 دولاراً.
أما في فندق «لو رويال» بضبية، فسيكون محبو المطرب جورج وسوف على موعد معه في 31 من الشهر الحالي، كي يمضوا أحلى السهرات. ويشارك الوسوف في هذا الحفل المغني بشار جواد صاحب أغنية «تيرارا» المشهورة. ويبلغ سعر البطاقة للشخص الواحد ما بين 250 و350 دولاراً.
أما في فندق «كورال بيتش» في بيروت فسيحيي كل من وديع الشيخ وليال عبود وسعد رمضان سهرة العيد، ضمن سعر بطاقات تتراوح ما بين 500 و175 دولاراً للشخص الواحد.

- الشاشة الصغيرة والتوقعات لعام 2022
كثير من اللبنانيين قرروا تمضية سهرة ليلة رأس السنة في المنزل. ويأتي قرارهم هذا إما بسبب عدم قدرتهم على دفع مبالغ مرتفعة لسعر البطاقة الواحدة التي تتجاوز الأربعة ملايين ليرة، أو لخوفهم من العدوى بـ«كورونا»، مما اضطرهم للبقاء في البيت.
ولهؤلاء تخصص الشاشات الصغيرة لمحطات التلفزة من «إل بي سي آي» و«إم تي في» سهرة منوعة.
المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي) تكثف إعلاناتها حول يوم العيد بأكمله. فهي وضعت للمناسبة برنامجاً يبدأ من الثامنة صباحاً لغاية ما بعد منتصف الليل. ويتضمن سلسلة من الألعاب والجوائز يقدمه كل من الممثلين وسام حنا وإيلي جلادة تحت عنوان «عيّد معنا». ويعتمد هذا البرنامج على اتصالات مباشرة من قبل المشاهدين، الذين يستطيعون من خلال الرد على أسئلة المقدمين بإجابة صحيحة أن يحصلوا على جوائز مالية وغيرها. وبعد موعد نشرة الأخبار المسائية في الثامنة والنصف، مشاهدو هذه القناة سيكونون على موعد مع الفن والتوقعات. فتستقبل كارلا حداد عدداً من الفنانين والنجوم اللبنانيين، وكذلك الأمر بالنسبة لرودولف هلال. أما الإعلامية ماغي فرح، فتطل لتتوقع كعادتها في كل عام أهم الأحداث التي ستشهدها سنة 2022.
أما شاشة «إم تي في» المحلية، ومن باب تقريب المسافات بينها وبين مشاهديها، قررت أن تمضي معهم سهرة رأس السنة على طريقتها.
فيطل خلالها ميشال حايك ليتلو توقعاته للعام الجديد مع المذيعة رانيا زيادة أشقر. ويبدو أن توقعاته ستكون صادمة كما ذكرت «إم تي في» في بيانها الإعلامي الخاص بالسهرة. ومع المقدمة التلفزيونية أنابيلا هلال ننتقل إلى أجواء فنية أخرى مع ضيفها فارس الغناء العربي عاصي الحلاني. وتطول السهرة بعده لتشمل فنانين آخرين أمثال نادر الأتات وبشار جواد ووقفة مع الراقصة الشرقية راشيل. وتستمر سهرة «إم تي في» حتى خيوط الفجر الأولى مع الربح والجوائز ضمن برنامج مباشر يقدمه عباس جعفر تحت عنوان «الخسران أكيد ربحان مع (إم تي في)».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».