الفلسطينيون يرفضون التعامل مع أي بعثة أميركية تستبدل القنصلية في القدس

القنصلية الأميركية في القدس المخصصة للفلسطينيين وأغلقت بطلب من الرئيس الأميركي السابق ترمب (رويترز)
القنصلية الأميركية في القدس المخصصة للفلسطينيين وأغلقت بطلب من الرئيس الأميركي السابق ترمب (رويترز)
TT

الفلسطينيون يرفضون التعامل مع أي بعثة أميركية تستبدل القنصلية في القدس

القنصلية الأميركية في القدس المخصصة للفلسطينيين وأغلقت بطلب من الرئيس الأميركي السابق ترمب (رويترز)
القنصلية الأميركية في القدس المخصصة للفلسطينيين وأغلقت بطلب من الرئيس الأميركي السابق ترمب (رويترز)

رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، التي قال فيها إن حكومته أوضحت للإدارة الأميركية، أن «لا مكان لقنصلية أميركية مخصصة للفلسطينيين في القدس»، أعلن وزير الإعلام الفلسطيني والناطق الرسمي باسم الرئاسة، د. نبيل أبو ردينة، إن القيادة الفلسطينية لن تتعامل مع أي كيان أميركي في مدينة القدس الشرقية، ما لم يكن مخصصاً للقضية الفلسطينية».
وأضاف أبو ردينة، في تصريحات صحافية، أن القنصلية الأميركية يجب أن تفتح في مدينة القدس الشرقية، بغض النظر عن موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنيت أم لا. فالقدس جزء من الأرض المحتلة عام 1967. والموقف الفلسطيني بهذا الشأن يستند لقرارات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد جميعها على أن القدس الشرقية هي أرض محتلة.
وكان بنيت قد أعلن رفضه لإعادة فتح القنصلية، خلال بحث خاص جرى في الكنيست بطلب من كتل المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو، اتهمت فيه الحكومة بإهمال الموضوع. فقال إن حكومته أبلغت واشنطن بموقفها هذا، ولكنها على عكس حكومة نتنياهو، لا تروج لموقفها ضد فتح القنصلية إعلامياً لأن ذلك يضر بالمصالح الإسرائيلية. وأضاف «الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بالمحافظة على هذه المصالح فعلاً لا قولاً، وهي تفعل ذلك بهدوء أو بهدوء أقل إذا ما تطلب الأمر ذلك». وقال بنيت إن الحكومة الإسرائيلية بمختلف مركباتها تعارض مثل إعادة فتح القنصلية، وقد تم نقل هذا الموقف إلى الإدارة الأميركية.
ورد الناطق الفلسطيني، قائلاً، إن تصريحات بنيت مرفوضة، واعتبرها جزءاً من سياسته المبدئية «التي يكرر فيها يومياً أنه غير مستعد للسلام، ولا يريد البحث عن الأمن والاستقرار، وقرار مثل ذلك سيؤدي إلى بقاء المنطقة في حالة توتر وغليان». وحذر من أن «إسرائيل تعبث بالنار، ولن تجد أمناً أو استقراراً، ما لم تلتزم بقرارات الشرعية الدولية. ففلسطين أرض فلسطينية عربية، لا يسمح بالمساس بها، وشعبها متجذر فيها، ومن حقه أن يكون له دولة، وهذه الأسس التي تلتزم بها القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وستحافظ عليها، ونناضل من أجل تحقيقها». وقال أبو ردينة، إن الإدارة الأميركية، وعدت بإعادة فتح القنصلية من منطلق تعزيز التواصل مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني».
وشدد الناطق باسم الرئاسة على أن القدس ليست مدينة عادية، فهي عاصمة دولة فلسطين، لا يجوز المساس بها، ولا المساس بأراضيها، وهي مدينة فلسطينية عربية، مؤكداً أن الموقف الفلسطيني واضح تماماً بوجوب أن تعي إسرائيل بأن السلام لن يتحقق دون القدس، ولن يُسمح لأحد أن يعقد سلاماً دون القدس.
المعروف أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، كان قد أغلق القنصلية الأميركية العامة في القدس في عام 2019، بعد أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الغربية أواسط عام 2018، ولكن الرئيس بايدن، وعد بإعادة فتح القنصلية خلال حملته الانتخابية، وكذلك بعد انتخابه، لكنه لم يحدد موعداً لذلك. ويطالبه الفلسطينيون بتنفيذ وعده باستمرار. وقبل أسبوع، طرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المطلب مجدداً لدى استقباله كلاً من مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ومساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند.
وفي مقابلة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، قالت نولاند إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، «أوضح أن الأفضلية بالنسبة لنا هي إعادة فتح القنصلية». وأضافت «يوجد عمل كثير في الطريق إلى هذه الغاية، وإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين. وأنتم تعرفون سبب وضع هذا الموضوع على رأس أولوياتنا، فهذه ستكون عملياً عودة إلى ستاتيكو قديم».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.