تركيا: «تحييد» 33 ألفاً من «داعش» و«الوحدات» الكردية في سوريا

TT

تركيا: «تحييد» 33 ألفاً من «داعش» و«الوحدات» الكردية في سوريا

كشفت تركيا عن القضاء على 33 ألفاً من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي و«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عمليات في شمال سوريا، إلى جانب حزب العمال الكردستاني في شمال العراق على مدى أكثر من 6 سنوات.
وبحسب أرقام أعلنها وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، خلال مناقشة الميزانية الجديدة لوزارته في لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي ليل الجمعة - السبت، «تم تحييد 33 ألفاً من هذه العناصر في سوريا والعراق منذ صيف عام 2015».
وقال أكار إن «الجيش التركي شنّ عملية عسكرية برية وجوية على أوكار الإرهابيين شمال العراق بالتعاون مع المخابرات، وتم خلال العملية تحييد 20 إرهابياً، بينهم منفذو الهجوم الإرهابي على الجنود الأتراك في منطقة عملية (مخلب الصاعقة)».
وقُتل 3 جنود أتراك في هجوم لحزب العمال الكردستاني في شمال محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، في منطقة عملية «مخلب الصاعقة» العسكرية التركية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس الماضي.
ونفذ الجيش التركي، خلال السنوات الخمس الماضية، 4 عمليات عسكرية في شمال سوريا استهدفت إحداها (درع الفرات) عناصر «داعش»، فيما ركز جميع العمليات، بشكل أساسي، على وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد».
في سياق متصل، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل عنصرين من «قسد» وإصابة آخرين بقصف مدفعي تركي على نقاط تمركزهم في قرية الدردارة في ريف تل تمر ضمن مناطق ريف الحسكة.
ورصد «المرصد»، قصفاً نفذته القوات التركية على محاور ريف الحسكة، حيث سقطت عشرات القذائف على ريف تل تمر، وتركز القصف على قرى تل جمعة والدردارة وتل شنان وتل جمعة، وسط نزوح جديد للأهالي من القرى المجاورة خوفاً من توسع رقعة القصف.
وقال «المرصد» إن «قسد» ردت بقصف على مواقع عسكرية ضمن منطقة عملية «نبع السلام» التركية في ريف الحسكة.
ولفت «المرصد» إلى أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، نفذت في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قصفاً بقذائف الهاون والمدفعية، على قريتي تل اللبن وكوزلية في ريف تل تمر الغربي بمحافظة الحسكة، تزامناً مع اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين «قسد» من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى على محاور ونقاط التماس بين الطرفين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».