روسيا تطالب حلف الأطلسي بإغلاق الباب أمام انضمام أوكرانيا وجورجيا

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال القمة الافتراضية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال القمة الافتراضية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

روسيا تطالب حلف الأطلسي بإغلاق الباب أمام انضمام أوكرانيا وجورجيا

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال القمة الافتراضية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال القمة الافتراضية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

طالبت روسيا، اليوم الجمعة، حلف شمال الأطلسي بأن يلغي رسمياً قراره الصادر عام 2008 بفتح الباب أمام انضمام جورجيا وأوكرانيا، مشددة على أن تقديم ضمانات لموسكو بوقف توسع التكتل العسكري شرقاً يصب في مصلحة الغرب.
كما طالب بيان لوزارة الخارجية الروسية (الجمعة) الحلف بوقف إجرائه مناورات عسكرية بالقرب من حدود روسيا، وأشار إلى أن هذا المقترح وغيره من المقترحات الأمنية سيتم الكشف عنها «في المستقبل القريب»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن قد عقدا هذا الأسبوع قمة افتراضية طلب خلالها بوتين ضمانات مكتوبة بعدم توسع الحلف الأطلسي باتجاه الشرق.
وفي الأسابيع القليلة الماضية نقلت روسيا نحو 100 ألف جندي إلى مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية. ولم يتطرق بوتين لأي مخططات لشن هجوم على أوكرانيا لكنه شدد على أن بلاده تملك حق الدفاع عن أمنها.
وأكدت الخارجية الروسية أن على الولايات المتحدة إغلاق الباب رسمياً أمام كل من أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف بعد تلقيهما وعداً بذلك عام 2008. وقالت في البيان: «لأجل المصالح الأساسية للأمن الأوروبي، من الضروري التنصل بشكل رسمي من قرار قمة حلف شمال الأطلسي عام 2008 في بوخارست بأن (أوكرانيا وجورجيا ستنضمان إلى حلف شمال الأطلسي)».
وأضافت موسكو أن الحلف عبر دعم تطلعات أوكرانيا وجورجيا ينتهك المبدأ الأساسي لجميع الدول المنضوية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا «بعدم تعزيز أمنها على حساب أمن» الدول الأخرى. وقالت إنه يتعين على التكتل أيضاً ضمان ألا يتم نشر الأسلحة التي تهدد أمن روسيا على الحدود الغربية للبلاد من قبل الدول الأعضاء في الحلف أو دول أخرى.
كما لفتت موسكو إلى أنها تريد رداً «ملموساً» من الحلف بشأن عدد من المقترحات السابقة، بينها نقل التدريبات العسكرية بعيداً عن «خط التماس» بين الحلف والقوات الروسية. وأضافت أنه ينبغي استئناف «الحوار المنتظم» بين مسؤولي الدفاع في روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
ولم يكن انضمام أوكرانيا إلى الحلف قريباً، لكن الولايات المتحدة تساعد في تدريب القوات الأوكرانية وخصصت أكثر من 2.5 مليار دولار لتعزيز الجيش الذي انهار أمام الهجوم الروسي عام 2014.



العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)
تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)
TT

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)
تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)

بينما يشهد العالم ركوداً في التجارة العالمية وتراجع الاستثمارات عبر الحدود، هناك استثناء صارخ لهذه الفوضى الاقتصادية: العصابات الدولية والجريمة المنظمة التي تشهد ازدهاراً غير مسبوق، مستغلة التكنولوجيا الحديثة وانتشار المخدرات الصناعية لتوسيع نفوذها عالمياً. وفقاً لتقرير لمجلة «إيكونوميست».

الجريمة المنظمة تنمو بمعدلات قياسية

يورغن ستوك، الذي أنهى مؤخراً فترة عمله أمينا عاما لـ«الإنتربول»، أكد أن العالم يشهد نمواً غير مسبوق في احترافية واتساع نطاق الجريمة المنظمة. وبينما أظهرت الإحصائيات انخفاضاً عالمياً في معدلات جرائم القتل بنسبة 25 في المائة منذ بداية القرن، تحذر منظمات دولية من ارتفاع هائل في أنشطة العصابات التي تتجاوز الحدود الوطنية لتتحول إلى شبكات عالمية متعددة الأنشطة.

التكنولوجيا: سلاح جديد في يد العصابات

أسهمت التقنيات الحديثة، مثل التطبيقات المشفرة والعملات الرقمية، في تسهيل عمليات الاتصال ونقل الأموال بين العصابات دون ترك أي أثر. الإنترنت المظلم بات سوقاً مفتوحاً لتجارة البضائع الممنوعة، بينما ظهرت الجرائم الإلكترونية كمجال جديد يدر أرباحاً بمليارات الدولارات.

تقديرات تشير إلى أن عائدات الاحتيال والسرقات الرقمية بلغت 7.6 مليار دولار في عام 2023، في وقت يستغل فيه المجرمون أدوات الذكاء الاصطناعي لابتكار طرق جديدة للاحتيال.

يحمل الناس أمتعتهم أثناء فرارهم من حيهم بعد هجمات العصابات التي أثارت رد فعل مدنياً عنيفاً في بورت أو برنس بهايتي (رويترز)

المخدرات الصناعية تغير قواعد اللعبة

مع التحول إلى المخدرات المصنعة كالميثامفيتامين والفنتانيل، أصبحت العصابات أقل اعتماداً على مناطق زراعة النباتات المخدرة مثل الكوكا أو الأفيون. هذه المخدرات، الأرخص والأقوى تأثيراً، ساهمت في توسيع نشاط العصابات إلى أسواق جديدة، خصوصاً في جنوب شرق آسيا، حيث زادت المصادرات بأربعة أضعاف بين 2013 و2022.

تنويع الأنشطة والانتشار الجغرافي

لم تعد العصابات تقتصر على نشاط واحد؛ فهي الآن تجمع بين تجارة المخدرات، الاتجار بالبشر، القرصنة الرقمية، وحتى تهريب الأحياء البرية. على سبيل المثال، أصبحت عصابات ألبانيا لاعباً رئيسياً في سوق الكوكايين بالإكوادور، بينما تستغل عصابة «ترين دي أراجوا».الفنزويلية أزمة اللاجئين لتعزيز أرباحها من تهريب البشر.

يستجوب السكان شخصاً ليس من الحي بعد محاولة هجوم ليلي شنتها عصابات على ضاحية بيتيون فيل الثرية ما أثار استجابة مدنية عنيفة في بورت أو برنس بهايتي (رويترز)

العصابات والسياسة: تأثير متصاعد

امتدت أيدي العصابات إلى التأثير على السياسة في بعض الدول. ففي الإكوادور، اغتيل مرشح رئاسي على يد أفراد يُعتقد ارتباطهم بعصابات كولومبية، بينما شهدت المكسيك مقتل عشرات المرشحين السياسيين في الانتخابات الأخيرة.

العالم في مواجهة تحدٍّ عالمي

على الرغم من النجاحات الفردية لبعض الدول في مكافحة الجريمة، يبقى التعاون الدولي في مواجهة العصابات محدوداً مقارنة بتوسعها السريع عبر الحدود. خبراء يؤكدون أن النهج التقليدي لإنفاذ القانون يحتاج إلى تحديث جذري لمواكبة التحديات التي تفرضها الجريمة المنظمة في عصر العولمة.