وزير الدفاع المصري: الحفاظ على الأمن القومي العربي يتطلب الاحتفاظ بجيش قادر على كل المهام

انفجار عبوات في الدلتا.. و«بيت المقدس» يبث مقطعا لإعدام جندي ومدني بسيناء

وزير الدفاع المصري: الحفاظ على الأمن القومي العربي يتطلب الاحتفاظ بجيش قادر على كل المهام
TT

وزير الدفاع المصري: الحفاظ على الأمن القومي العربي يتطلب الاحتفاظ بجيش قادر على كل المهام

وزير الدفاع المصري: الحفاظ على الأمن القومي العربي يتطلب الاحتفاظ بجيش قادر على كل المهام

في وقت تواجه فيه قوات الجيش المصري تحديات داخلية وخارجية متزايدة، أكد الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن أمن مصر واستقرارها يكمن في الاحتفاظ بقوات مسلحة قوية وقادرة على تنفيذ كل المهام برا وبحرا وجوا، للحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي.
وأشاد وزير الدفاع خلال تفقده لقوات الانتشار السريع أمس بالأداء المتميز والاستعداد الجاد، الذي وصلت إليه كافه عناصر قوات التدخل السريع، مؤكدا أن رجال القوات المسلحة يبذلون أرواحهم ودماءهم دفاعًا عن أمن وسلامة الوطن وشعبه العظيم.
وشهد الوزير اصطفاف قوات التدخل السريع المحمولة جوًا ذات التشكيل الخاص، التي تتسم بالقدرات العالية وطبيعة العمل الخاصة، والتي تم تنظيمها وتسليحها وفقًا لأحدث النظم العالمية بما يمكنها من الانتشار والتدخل السريع لتنفيذ كل المهام والوصول إلى مسارح العمليات المختلفة في أسرع وقت باحترافية عالية وتحت مختلف الظروف، بما تمتلكه من إمكانات نيرانية وقتالية عالية والقدرة على المناورة وخفة الحركة.
وحضر الاصطفاف الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة. فيما ألقى اللواء أركان حرب توحيد توفيق، قائد المنطقة المركزية العسكرية، كلمة أكد فيها أن مقاتلي المنطقة يبذلون أقصى الجهد للحفاظ على أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي العالي وتنفيذ كل المهام التي توكل إليهم تحت مختلف الظروف. مشيرا إلى جهود القيادة العامة للقوات المسلحة لتوفير كل الإمكانيات من أجل بناء قوات قوية وعصرية قادرة على التدخل السريع لمجابهة التهديدات والتحديات التي قد تواجه الوطن وأمنه القومي.
وترتفع وتيرة التحديات التي تواجهها مصر داخليا وخارجيا، حيث تواجه قوات الجيش عناصر الإرهاب داخليا في نطاق شبه جزيرة سيناء على وجه الخصوص، بينما تشهد المنطقة تقلبات وقلاقل من شأن تفاقمها أن يؤثر على الأمن القومي المصري والعربي في كل من ليبيا واليمن، وسط احتمالات متزايدة حول إمكانية لجوء قوات التحالف العربي إلى تدخل بري في اليمن من أجل دفع الأوضاع إلى الاستقرار وعودة الشرعية المتمثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ودفع الأطراف الأخرى إلى القبول بالحوار.
واستمع الفريق أول صبحي إلى عرض تقرير الكفاءة القتالية والفنية لقوات التدخل السريع، والتي تضم أكفأ العناصر من المشاة الميكانيكي والمدرعات والدفاع الجوي والمدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، بالإضافة إلى عناصر الاستطلاع والشرطة العسكرية والقوات الخاصة المجهزة للإبرار الجوي، وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات لتنفيذ مهام خاطفة وجريئة بالتسرب البري العميق أو الإبرار الجوي السريع، طبقا لطبيعة المهام المكلفين بها.‏
كما شاهد عرضا متحركا لأحدث أنواع مركبات ومعدات القتال التي تتميز بالقدرة النيرانية العالية، والتي زودت بها الوحدات التي تم تطويرها لمواكبة النظم التكنولوجية المتقدمة، وصولا إلى أعلى مستويات الأداء في كل المجالات التخصصية. وقامت عناصر من مقاتلي الصاعقة التي تدخل ضمن تشكيل وحدات التدخل السريع، بإجراء بيان عملي على الإبرار الجوي للإغارة ضد أحد مراكز قيادة العدو في العمق، أثبتت فيه القوات قدرتها وكفاءتها العالية لتنفيذ كل المهام في أسرع وقت.
وقدم وزير الدفاع المصري الشكر لقادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة على ما يبذلونه من جهود وطنية مخلصة، وما يحملونه من أعباء ضخمة وتضحيات متواصلة من أجل اقتلاع جذور التطرف والإرهاب والحفاظ على تماسك الوطن واستقراره.
وعلى صعيد يتصل بالتحديات الداخلية التي يشارك في مواجهتها الجيش وقوات الشرطة، انفجرت مساء أول من أمس 3 عبوات بدائية الصنع في محيط ضاحية المعادي جنوب القاهرة، نتج عنها بعض الأضرار المادية التي تمثلت في تضرر عدد من السيارات وانفجار محول كهرباء، مما أسفر عن إظلام تام للمنطقة لعدة ساعات، دون سقوط أي ضحايا.
كما انفجرت صباح أمس عبوة شديدة الانفجار في محيط قسم شرطة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة (شمال مصر)، مما أدى إلى تحطم 3 سيارات كانت تقف في محيط الانفجار. بينما نجحت قوات الحماية المدنية في إبطال عبوة أخرى على مقربة من مكان الانفجار الأول، وذلك خلال تمشيط المنطقة.
وتكثف قوات الشرطة المصرية من عملياتها الاستباقية التي أسفرت عن توقيف عدد كبير من الخلايا المتهمة بالضلوع في عمليات تفجيرات لعبوات محلية الصنع، ومحاولات إثارة الذعر بين المواطنين. وتتهم الحكومة المصرية جماعة الإخوان وأنصارها بالوقوف خلف تلك العمليات.. فيما تؤكد مصادر أمنية أن هناك تراجعا في وتيرة تلك العمليات، مقارنة بالأوضاع خلال العام الماضي، مشيرة إلى أنها «محاولات أخيرة لإثبات الوجود على الساحة».
وعلى صعيد ذي صلة، بث تنظيم أنصار بيت المقدس المتشدد، الناشط في شمال سيناء، مقطعا مصورا أمس يظهر فيه إعدام جندي مصري، إضافة إلى قطع رأس شخص آخر مجهول الهوية.
وأعلن الجندي في التسجيل هويته، مؤكدا أنه أسر خلال هجوم استهدف حاجزا للتفتيش في شمال سيناء يوم 2 أبريل (نيسان) الحالي، ضمن سلسلة من الهجمات التي استهدفت نقاطا أمنية في محيط منطقة الشيخ زويد، أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في ذلك اليوم، وأسفرت عن مقتل 15 جنديا إضافة إلى مدنيين اثنين.
وقام ملثم بإطلاق النار على الجندي، بعدما قتل الرجل الآخر بقطع الرأس. وأوضحت مصادر أمنية أن جثمان الجندي كان قد عثر عليه في ذات وقت الهجوم، مما يعني أن تاريخ تسجيله يعود إلى مطلع الشهر الحالي.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.