كيف سيتأثر الدوري الإنجليزي بغياب اللاعبين المشاركين في كأس الأمم الأفريقية؟

من بيير إيمريك أوباميانغ... إلى ويلفريد زاها... مروراً بمحمد صلاح وساديو ماني ونابي كيتا

ويلفريد  نديدي - سعيد بن رحمة - محمد صلاح ونابي كيتا - بيير إيمريك أوباميانغ -  ويلفريد  زاها
ويلفريد نديدي - سعيد بن رحمة - محمد صلاح ونابي كيتا - بيير إيمريك أوباميانغ - ويلفريد زاها
TT

كيف سيتأثر الدوري الإنجليزي بغياب اللاعبين المشاركين في كأس الأمم الأفريقية؟

ويلفريد  نديدي - سعيد بن رحمة - محمد صلاح ونابي كيتا - بيير إيمريك أوباميانغ -  ويلفريد  زاها
ويلفريد نديدي - سعيد بن رحمة - محمد صلاح ونابي كيتا - بيير إيمريك أوباميانغ - ويلفريد زاها

قال المدير الفني لليفربول يورغن كلوب: «أحب حقيقة أن لدينا الكثير من اللاعبين الأفارقة، لكن عندما تنطلق كأس الأمم الأفريقية، أقول: يا إلهي!» ولا يعد كلوب هو المدير الفني الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي سيفكر كثيرا في التداعيات السلبية على فريقه خلال الأسابيع القادمة بسبب انطلاق كأس الأمم الأفريقية. ومع تأجيل النسخة الثالثة والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية لتبدأ في الكاميرون في التاسع من يناير (كانون الثاني)، فإن التخطيط للتغلب على غياب ما يصل إلى 40 لاعباً، بدءا من بيير إيمريك أوباميانغ إلى ويلفريد زاها، خلال واحدة من أشد فترات الموسم المحلي سيشكل صداعا كبيرا للعديد من الأندية الإنجليزية.
ولعل الأمر الذي أثار انزعاج كلوب وغيره من المديرين الفنيين للأندية الأوروبية هو أن بطولة كأس الأمم الأفريقية عادت لتقام في توقيتها المعتاد في منتصف الموسم بعد أن أقيمت بطولة 2019 في مصر لأول مرة خلال الصيف الأوروبي، نظرا لأن شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) جزء من موسم الأمطار في الكاميرون. وبعد تأخير البطولة لمدة عام بسبب الوباء، ستنطلق البطولة بلقاء الكاميرون وبوركينا فاسو في ياوندي.
وتعد أندية ليدز يونايتد ونوريتش سيتي ونيوكاسل وتوتنهام هي الوحيدة في الدوري الإنجليزي الممتاز التي لن تتأثر، بينما من المحتمل أن تلعب بقية الأندية دون بعض اللاعبين الأساسيين لما يصل إلى ست مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز ومباراتين في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع خوض ليفربول لعدد من المباريات، بما في ذلك مواجهتا تشيلسي وآرسنال، دون محمد صلاح وساديو ماني ونابي كيتا، فلا عجب في أن كلوب كان يعارض بشدة تغيير موعد إقامة البطولة.
ومن المؤكد أن كلوب ما زال يتذكر ما حدث في آخر مرة أقيمت فيها كأس الأمم الأفريقية في منتصف الموسم، حيث كان ليفربول يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز خلف تشيلسي في مطلع موسم 2016 - 2017 لكنه خلال فترة إقامة كأس الأمم الأفريقية فشل في تحقيق الفوز في أي من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، وخسر مباراة الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام ساوثهامبتون، وخرج من كأس الاتحاد الإنجليزي. وغاب ماني عن مباراتين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز وأعيد إلى ليفربول على متن طائرة خاصة في الوقت المناسب ليلعب أمام تشيلسي بعد ساعات من إهدار ركلة الجزاء التي أطاحت بمنتخب السنغال من الدور ربع النهائي بعد الخسارة أمام الكاميرون بركلات الترجيح.
وتنص لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على أنه يجب على الأندية أن تترك لاعبيها للمشاركة مع منتخبات بلادهم في 27 ديسمبر (كانون الأول) - قبل 13 يومًا من المباراة الأولى في البطولة. وهذا يعني أن صلاح وماني وكيتا يمكنهم أن يشاركوا في مباراة ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد ليدز يونايتد في 26 ديسمبر (كانون الأول)، لكنهم لن يشاركوا أمام ليستر سيتي بعد ذلك بيومين. ومع ذلك، هناك احتمال لأن ينضم بعض اللاعبين إلى منتخبات بلادهم في وقت لاحق اعتمادا على ما يمكن الاتفاق عليه بين هذه المنتخبات والأندية.
ويُعتقد أن المناقشات قد بدأت من الآن، حيث يريد تشيلسي أن يشارك إدوارد ميندي وحكيم زياش في مباراة الفريق أمام ليفربول على ملعب «ستامفورد بريدج» في الثاني من يناير قبل الانضمام إلى منتخبي السنغال والمغرب على التوالي. كما يأمل كلوب أن يتمكن من إقناع الاتحاد المصري لكرة القدم بالسماح لصلاح بالانضمام إلى منتخب بلاده في وقت متأخر قدر الإمكان. وقال كلوب في يونيو 2019 في مقابلة أجريتها معه لكتابي «صنع في أفريقيا: تاريخ اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الممتاز»: «في الماضي كانت كأس الأمم الأفريقية تقام في فصل الشتاء، وكان هذا سببا في عدم تعاقدنا مع لاعبين أفارقة، لأننا سنفتقد لخدماتهم لمدة أربعة أسابيع في منتصف الموسم. كان هذا شيئا نضعه في أذهاننا دائماً».
ويمكن أن تنعكس العودة إلى إقامة البطولة في منتصف الموسم في حقيقة أن عدد اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الممتاز (46 لاعبا) هذا الموسم قد انخفض منذ ذروته في موسم 2007 - 2008 عندما وصل إلى 59 لاعبا. ومن المتوقع أن يشارك معظم هؤلاء اللاعبين في كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون. وقد يكون برايتون وليستر سيتي محظوظين بسبب فشل زامبيا في التأهل للبطولة، لأن ذلك يعني أن الناديين لن يفقدا خدمات اللاعبين اللذين تعاقدا معهم الصيف الماضي، إينوك مويبو وباتسون داكا - رغم أن هذين الناديين ما زال يتعين عليهما التخطيط للتغلب على تداعيات غياب لاعبي خط الوسط إيف بيسوما وويلفريد نديدي على التوالي.
ويعد نديدي وزميله في ليستر سيتي كيليتشي إيهيناتشو من بين سبعة لاعبين نيجيريين - أكثر من أي دولة أخرى - يمكن استدعاؤهم من الأندية الإنجليزية من قبل المدير الفني الألماني صاحب الخبرات الكبيرة جيرنوت رور، الذي يسعى للبناء على المركز الثالث الذي احتله في النسخة الأخيرة من البطولة. ويضم واتفورد ثلاثة لاعبين نيجيريين هم بيتر إيتيبو، وويليام تروست إيكونغ، وإيمانويل دينيس، كما يواجه النادي احتمال غياب لاعبه السنغالي إسماعيلا سار، ولاعبه المغربي آدم ماسينا خلال فترة حاسمة من الموسم سيلعب خلالها ضد منافسيه على المراكز الأخيرة نوريتش سيتي ونيوكاسل.
وكان نجم كريستال بالاس ويلفريد زاها قد طلب من منتخب بلاده عدم المشاركة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم هذا الشهر، وكان مشجعو كريستال بالاس يمنون النفس بأن يحدث نفس الشيء مع كأس الأمم الأفريقية حتى يكون اللاعب متاحا للمشاركة مع ناديه في يناير المقبل، لكن هذه الآمال تحطمت عندما أعلن اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً عن رغبته في المشاركة في كأس الأمم الأفريقية، رغم أن هزيمة منتخب بلاده كوت ديفوار أمام الكاميرون في غيابه كانت تعني عدم التأهل لنهائيات كأس العالم في قطر العام المقبل.
ومن المحتمل أيضاً أن يفقد كريستال بالاس، بقيادة مديره الفني باتريك فييرا، خدمات كل من شيخو كوياتي وجيفري شلوب وجوردان أيو، في حين سيفقد آرسنال خدمات كل من أوباميانغ وتوماس بارتي ومحمد النني ونيكولاس بيبي. قد لا يتأثر مانشستر سيتي كثيرا بغياب رياض محرز، نظرا لأن اللاعب الجزائري لم يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم سوى مرتين فقط. وكان محرز قد قاد منتخب الجزائر للفوز بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة في مصر، وكان عنصرا أساسيا في صفوف مانشستر سيتي الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. وخلال الموسم الجاري، يشارك محرز بشكل منتظم في دوري أبطال أوروبا، ومن حسن حظه أن مباريات خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا من المقرر أن تبدأ في 15 فبراير (شباط)، بعد تسعة أيام من نهائي كأس الأمم الأفريقية. ومن المؤكد أن فريق وستهام سيتأثر بغياب اللاعب الجزائري سعيد بن رحمة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».