4 أحزاب سياسية تونسية تنتقد قرار سعيد تعيين 4 ولاة جدد

TT

4 أحزاب سياسية تونسية تنتقد قرار سعيد تعيين 4 ولاة جدد

انتقدت 4 أحزاب سياسية تونسية قرار الرئيس قيس سعيد تعيين 4 ولاة جدد في مناطق مدنين (جنوبي شرق) وصفاقس (وسط شرقي) وبن عروس (جنوب العاصمة) وقفصة (جنوب غربي تونس)، عادّة أن تلك التعيينات اعتمدت على «الولاءات دون اعتبار الكفاءة» في التسيير والتجربة السياسية.
وضمنت 3 أحزاب يسارية؛ هي «حزب التيار الديمقراطي» و«حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» و«الحزب الجمهوري»، تلك الانتقادات في بيان مشترك، مؤكدة أن «انفراد رئيس الجمهورية بالحكم أفضى إلى انتهاج تعيينات قائمة فقط على الولاء والانخراط في مشروعه الهلامي» على حد تعبيرها. وأكدت أن مثل تلك التعيينات «تهدد عمل الدولة ونجاعتها، وتكرس عقلية الانتهازية والتملق، وتعمق الهوة بين الدولة ومواطنيها».
وفي هذا الشأن، قال خليل الزاوية، رئيس «حزب التكتل الديمقراطي» لـ«الشرق الأوسط» إن «إدارة الدولة لا يمكن أن تكون بترديد الشعارات في غياب تام لأي رؤية أو برنامج عمل، رغم مرور 4 أشهر على انفراد رئيس الدولة بكل السلطات ودون نتائج تذكر»؛ على حد قوله. وأشار إلى «حاجة تونس للخروج من الحالة الاستثنائية والتراجع عن خرق الدستور، لتنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية عميقة تمنع الانهيار الذي يتهددها».
ودعا الزاوية إلى ضرورة تجاوز الرئيس قيس سعيد «الخطابات المشحونة بالتوتر المتهمة لمعارضيه» قائلاً إنها «تعمق الانقسام داخل المجتمع وتؤكد نزعة التسلط، وتشجع على اللجوء إلى خطاب التشويه وهتك الأعراض»؛ على حد قوله. وأضاف الزاوية أن «تعميق الانقسام الداخلي وإضعاف المؤسسات وشل عملها وضرب أسس النظام الديمقراطي التشاركي، هو الذي يضعف الدولة ويعرض سيادتها واستقلال قرارها إلى المخاطر». وتزامن هذا البيان مع إدانة صريحة من «الحزب الدستوري الحر» (ليبرالي) الذي تتزعمه عبير موسي؛ حيث عدّت أن التعيينات الرئاسية الأخيرة تؤكد «العودة إلى مربع التعيينات بالولاءات والمحاباة والتحكم في مفاصل الإدارة عبر الترضيات والمكافآت نظير خدمات انتخابية أو شخصية سابقة استفاد منها الماسك بسلطة القرار». وندد «الدستوري الحر» بما عدّه «توظيف رئيس الدولة لكل السلطات المجمعة بين يديه لإرساء منظومة إدارية وسياسية في خدمة مشروعه الشخصي بدلاً من الانكباب على توفير الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمالية المتراكمة».
وفي السياق ذاته؛ كان نور الدين الطبوبي، رئيس «اتحاد الشغل (نقابة العمال)»، قد انتقد بدوره «ضبابية خيارات السلطة التنفيذية القائمة اليوم في تونس»، وقال في اختتام أشغال الندوة القطاعية للجامعة العامة للنفط والطاقة، المنعقدة بمدينة الحمامات: «للأسف الشديد لم نر اليوم أي دافع إيجابي رغم مرور فترة هامة على إجراءات 25 يوليو (تموز)، يجعل (الاتحاد) يقدم صكاً على بياض»؛ على حد تعبيره.
وأوضح الطبوبي أن هذا الموقف الرافض إعلان «الاتحاد» مساندته المطلقة لرئيس الجمهورية هو موقف مؤسسات «الاتحاد» بالتشاور مع مختلف هياكلها وبناء على تقييم تشاركي للوضع، وأنه ليس موقفاً شخصياً من رئيس نقابة العمال أو من قياداتها تجاه السلطة التنفيذية.
من ناحية أخرى، أكد مهدي قياس، مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بمنطقة قبلي (جنوب تونس)، اعتقال شاب تونسي إثر تنزيل تدوينات تتضمن إساءة لرئيس الجمهورية وإلى بعض الأمنيين والنقابات الأمنية.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية أن النيابة العامة أذنت بالاحتفاظ به وإحالته على أنظار المجلس الجناحي للمحكمة الابتدائية في «قبلي» لمقاضاته من أجل 3 جنح؛ تتمثل الأولى في «نسبة أمر موحش لرئيس الجمهورية»، وتتمثل الجنحة الثانية في «الإساءة للغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي»، في حين تتعلق الجنحة الثالثة بـ«السب العلني» وذلك وفق ما يتضمنه القانون الجزائي التونسي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.