اليوم الأخير من المشاورات السورية ـ السورية في موسكو دون بوادر اتفاق

مشاركون: لا أحد يمثل الشعب السوري ووفد النظام يلعب على خلافاتنا

اليوم الأخير من المشاورات السورية ـ السورية في موسكو دون بوادر اتفاق
TT

اليوم الأخير من المشاورات السورية ـ السورية في موسكو دون بوادر اتفاق

اليوم الأخير من المشاورات السورية ـ السورية في موسكو دون بوادر اتفاق

اختتمت في العاصمة الروسية موسكو، أمس، جولة المفاوضات بين المعارضة السورية ومبعوثي دمشق، بعد ثلاثة أيام من محادثات تنذر بعدم التوصل إلى نتائج ملموسة.
وبعد الإخفاق في اجتماع «موسكو1» في يناير (كانون الثاني)، بدت آمال التوصل إلى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة، حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي تضم ثلاثين معارضا بتمثيل محدود جدا، والذين اختارت دمشق الكثير منهم.
وأفشل النظام السوري جهودا بذلتها موسكو لتأكيد مشاركة أبرز مكونين في معارضة الداخل في الاجتماع، برفضه رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين، من أمثال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين.
ورغم الدعوة الروسية، أعلن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، الذي يعتبره المجتمع الدولي المعارضة الرئيسية للنظام في دمشق، مقاطعة الاجتماع.
وقال رئيس جمعية الديمقراطية والتعاون في سوريا سمير العيطة، المشارك في الاجتماع، لوكالة الصحافة الفرنسية «يجب ألا ننسى أن لا أحد في هذه الجلسة يمثل الشعب السوري».
وبعد يومين من المحادثات الاثنين والثلاثاء بين المعارضين أنفسهم، وأول اجتماع مع مبعوثين من دمشق الأربعاء، أشار العيطة إلى أن اجتماع «موسكو2»: «قد لا يحقق الكثير».
وبالنسبة لرندا قسيس، مؤسسة حركة المجتمع التعددي فإن تركيبة المعارضة المدعوة هي أحد أسباب المشكلة. وأضافت قسيس: «طالما تركيبة المعارضة بهذا الشكل فلن نحقق شيئا. لا يوجد فريق عمل، هناك فقط قبائل تحاول فرض أفكارها على الآخرين».
واعتبرت أن «النظام يستفيد من ضعفنا وانقسامنا. ممثل الحكومة ليس لديه إمكانية المناورة، لكنه يحاول اللعب على خلافاتنا».
من جانبه، تبنى النظام السوري لهجة متفائلة، إذ وصف السفير السوري في موسكو رياض حداد اللقاء بأنه «مثمر ومليء بالآفاق»، بحسب ما أوردت وكالة إنترفاكس الروسية.
وقدم ممثل دمشق في المفاوضات سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، سلسلة من النقاط «بعضها غير مقبول بالنسبة للمعارضة» كما قال العيطة. وأضاف: «التقينا في وقت متأخر من الليل مع المعارضين في محاولة لإيجاد موقف مشترك بشأن هذه النقاط»، من دون تحديد ما إذا نجحت تلك المناقشات.
ومن أبرز الإجراءات التي يطالب بها المعارضون الإفراج عن المساجين السياسيين وهو موضوع يثير توترا شديدا. وقال سمير العيطة: «يبدو أن الأمر بدأ بشكل سيئ. قدمت لائحة بها 8884 منهم إلى السيد الجعفري فرفض حتى تسلمها».
وكان العيطة قد قال قبل يوم من انتهاء الجلسات التشاورية: «إذا قرر بشار الجعفري (ممثل النظام في المفاوضات) أن يقدم لنا شيئا لإرساء مناخ ثقة، فإنه سيقوم بذلك غدا وليس قبله».
ويوصف عدد كبير من المعارضين الحاضرين في موسكو، بأنهم «مقربون» من النظام، وبعضهم تم انتقاؤه بعناية من قبل السلطات. وبعد أن كان مقررا لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالمجتمعين في لقاء موسكو التشاوري، ذكر مصدر مقرب من جلسة اللقاء السوري - السوري لوكالة «سبوتنيك»، أمس، أن المكلف الروسي بالملف السوري عظمة الله كلمحمدوف نقل رسالة من لافروف، أثنى فيها على الجهود التي بذلها الوفد الحكومي. وأكدت الرسالة على تمسك روسيا بالحوار السوري السوري، بناء على مؤتمر جنيف دون أي تدخل خارجي.
وأكد وزير الخارجية الروسي في الرسالة، أن «روسيا ستتابع العمل على هذا الصعيد»، موضحا أن «التحديات التي تواجه سوريا كبيرة، وتمنى لافروف ترك الخلافات جانبا لمصلحة الشعب السوري».
وقدر لافروف تلبية الدعوة من المجتمعين وشدد على مواصلة الإصلاحات والبحث في إتاحة المجال للجميع في المشاركة بالحياة السياسية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.