«أطباء عبر القارات» ترسل 48 طنا من الأدوية إلى اليمن بتنسيق سعودي

القرني لـ {الشرق الأوسط} : نعمل من الرياض.. والمستودعات اليمنية خالية

جانب من الحملة الطبية لإغاثة الشعب اليمني («الشرق الأوسط»)
جانب من الحملة الطبية لإغاثة الشعب اليمني («الشرق الأوسط»)
TT

«أطباء عبر القارات» ترسل 48 طنا من الأدوية إلى اليمن بتنسيق سعودي

جانب من الحملة الطبية لإغاثة الشعب اليمني («الشرق الأوسط»)
جانب من الحملة الطبية لإغاثة الشعب اليمني («الشرق الأوسط»)

صرح الدكتور سعد القرني الأمين العام للهيئة العالمية لأطباء عبر القارات، التي تتخذ الرياض مقرا لها، بأن الوضع الإنساني في اليمن، يتطلب تضافر الجهود، لسد الحاجة العاجلة التي تتجاوز عشرات الملايين من الأطنان من الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية والمستهلكات مثل الجبائر والغيار على الجروح وغيرها. وقال القرني لـ«الشرق الأوسط» إن «مستودعات الأدوية والرعاية الصحية في اليمن ضعيفة في الأصل ومخزونها قليل جدا، حاليا يكاد تكون خالية تماما، حيث إنه في عدن مخزون أكبر مستشفى سعته لمدة 10 أيام فقط وسينتهي بعد يومين فقط من الآن».
وأضاف: «نتعاون مع جمعيات طبية يمنية بالداخل وأخرى تعمل مع هيئة أطباء عبر القارات في عدن في مأرب وأماكن أخرى، في شكل جمعيات طبية محلية أو أطباء يعملون هناك».
ولفت القرني إلى أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية فيما يتعلق بتأمين وصول المتطلبات الطبية والرعاية الصحية، مبينا أن هناك بعض المناطق اليمنية المؤمنة على الموانئ البرية لأنها خالية من العمليات العسكرية تماما، مشيرا إلى أن هناك مناطق تصلها عبر الجو بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وأوضح القرني أن الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات أرسلت 48 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى عدد من المحافظات المتضررة في اليمن، وذلك لمقابلة الاحتياجات العاجلة في عدد من المستشفيات داخل المدينة المنكوبة، مشيرا إلى أن العملية نفذت بالتنسيق مع الجهات المعنية في السعودية. وشملت المواد المرسلة الأدوية والمستلزمات الطبية مثل الجبائر والنقالات والمحاليل الطبية، وذلك لمقابلة المتطلبات والحالات الحرجة للمصابين بالكسور والحروق.
وقال القرني إن «(أطباء عبر القارات) التابعة لـ(رابطة العالم الإسلامي) تعمل داخل عدن منذ اليوم الأول للأحداث عن طريق ممثليها من الطواقم الطبية المتخصصة التي سبق أن قامت الهيئة بتدريبهم في وقت سابق في عدد من المستشفيات المتقدمة وإرسالهم للمشاركة إلى عدد من مناطق الكوارث في أفريقيا وآسيا».
ويشار إلى أن العمل الطبي الذي تساهم فيه الهيئة ينفذ في 4 مستشفيات داخل عدن هي «الجمهورية»، و«22 مايو»، و«الصداقة» و«باصهيب»، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الطبية التي كونت من عدد من الأطباء في عدن.
وأكد القرني أن فريق أطباء عبر القارات في عدن نجح في علاج أكثر من 1200 جريح، تركزت إصاباتهم في البطن والصدر، كما شملت الكثير من المصابين بالحروق والكسور المعقدة.
وتخطط الهيئة خلال الأيام القليلة المقبلة إرسال أكثر من 700 طن من المواد الطبية اللازمة، بالإضافة إلى 25 سيارة إسعاف، وذلك إلى مناطق الجوف ومأرب والمكلا، هذا بالإضافة إلى عدن وعدد من مناطق الجنوب.
وفي هذا الإطار، أكد القرني أن كل هذه العمليات تنفذ بالتنسيق مع الجهات المعنية، مبينا أن الهيئة تقوم بذلك انطلاقا من رسالتها الإنسانية التي تهدف إلى تقديم الخدمة الطبية للإنسان في أي مكان حول العالم، بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.