قانون الانتخابات النيابية بات نافذاً والعين على طعن «الوطني الحر»

قانون الانتخابات في لبنان بات نافذاً رغم عدم توقيعه من رئيس الجمهورية ميشال عون (إ.ب.أ)
قانون الانتخابات في لبنان بات نافذاً رغم عدم توقيعه من رئيس الجمهورية ميشال عون (إ.ب.أ)
TT

قانون الانتخابات النيابية بات نافذاً والعين على طعن «الوطني الحر»

قانون الانتخابات في لبنان بات نافذاً رغم عدم توقيعه من رئيس الجمهورية ميشال عون (إ.ب.أ)
قانون الانتخابات في لبنان بات نافذاً رغم عدم توقيعه من رئيس الجمهورية ميشال عون (إ.ب.أ)

بات قانون الانتخابات في لبنان نافذاً حكماً، رغم عدم إصداره من رئيس الجمهورية، بعدما لم يأخذ مجلس النواب بملاحظاته عليه، ورفضه تقديم موعد إجراء الانتخابات إلى 27 مارس (آذار) بدل مايو (أيار) العام المقبل.
وأمس، صدر في الجريدة الرسمية القانون النافذ القاضي بتعديل بعض مواد القانون المتعلق بانتخاب أعضاء مجلس النواب. ولم يقترن تعديل القانون بتوقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي سبق أن رده إلى مجلس النواب، طالباً إعادة النظر فيه لوجود مخالفات دستورية وقانونية فيه تم إدراجها بالتفصيل في الكتاب الذي أرسله الرئيس عون إلى مجلس النواب قبل أسبوعين.
وجاء اعتبار القانون نافذاً حكماً ووجب نشره استناداً إلى المادة 57 من الدستور، وذلك بعد عدم إصداره من رئيس الجمهورية، نظراً لعدم أخذ مجلس النواب بالملاحظات عن المخالفات التي أبداها الرئيس عون وطلب في حينه إعادة النظر فيها.
ويأتي ذلك في وقت لا يزال فيه «التيار الوطني الحر» يؤكد نيته الطعن بالقانون وأخذ قرار المجلس الدستوري بشأنه، علماً بأن رئيس «التيار» النائب جبران باسيل انتقد قانون الانتخابات الحالي مرات عدة، وكان آخرها في بيان اجتماع التكتل الأسبوع الماضي.
واعتبر «التيار»، في بيان له، أن «تفخيخ قانون الانتخاب على الشكل الذي أصرت عليه الأكثرية النيابية في الجلسة التشريعية الأخيرة، لا يمكن فهمه إلا في سياق وجود رغبة جامحة لدى البعض بتعريض العملية الانتخابية لمخاطر متعددة، وصولاً لتطيير الانتخابات التشريعية». ولفت إلى أن «التلاعب الحاصل في قانون الانتخاب، خصوصاً في مسائل المقاعد الستة المخصصة للمنتشرين والبطاقة الممغنطة وتاريخ إجراء الانتخابات، يأتي من خارج المنطق والدستور».
من ناحية أخرى أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي خلال تمثيله رئيس مجلس النواب نبيه بري في رعاية حفل تخريج تلامذة في مؤسسة تربوية تابعة لحركة «أمل»، «ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في المواعيد التي حددها القانون»، حسب ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وتحدث عن الانتخابات النيابية المقبلة قائلاً: «من موقع التربية والتعليم الذي نرى فيه حجر الزاوية للتربية على الديمقراطية والقبول بالآخر، نؤكد رغم ملاحظاتنا الكبيرة والكثيرة على قانون الانتخابات الحالي سواء لجهة عدم مراعاته مبدأ الكوتا النسائية وخفض سن الاقتراع لحدود سن 18 عاماً وكونه أيضاً يعمق الانقسام الطائفي، ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في المواعيد التي حددها القانون ونرفض رفضاً مطلقاً أي محاولة للإطاحة بهذا الاستحقاق الوطني والدستوري من خلال لجوء البعض إلى التذرع بحجج واهية». وأضاف: «في هذا الإطار، أدعو أهلنا إلى الاستعداد لشحذ كل الطاقات من أجل أوسع مشاركة في هذا الاستحقاق باعتباره مناسبة يجب أن نؤكد فيها أننا كما كنا عظماء في مقاومتنا وانتصارنا، يجب أن نكون عظماء في ممارسة الديمقراطية».
وفي الشأن القضائي، قال بزي: «من مقام التربية والتعليم أيضاً ومن الموقع الذي يمثلانه كمدخل لمعرفة الحقيقة وإرساء قواعد العدل، نجدد تأكيد تمسكنا بمعرفة الحقيقة في جريمة المرفأ، استناداً إلى قواعد القانون وعدم القفز فوق القواعد الدستورية. وبالتوازي أيضاً تمسكنا بإنزال أقصى العقوبات بحق من ارتكب غيلة وغدراً جريمة الطيونة وأطلق النار عمداً على المتظاهرين السلميين، ونؤكد أن دماء شهداءنا لن تذهب هدراً».



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.