البنتاغون: طائرات أميركية لتزويد الطائرات السعودية بالوقود في عمليات عاصفة الحزم

مسؤول عسكري: أميركا توفر معلومات استخباراتية للمملكة للمساعدة في تنفيذ الضربات الجوية ومراقبة الحدود

طيار سعودي قبيل تنفيذه عمليات عسكرية ضمن قوات التحالف (واس)
طيار سعودي قبيل تنفيذه عمليات عسكرية ضمن قوات التحالف (واس)
TT

البنتاغون: طائرات أميركية لتزويد الطائرات السعودية بالوقود في عمليات عاصفة الحزم

طيار سعودي قبيل تنفيذه عمليات عسكرية ضمن قوات التحالف (واس)
طيار سعودي قبيل تنفيذه عمليات عسكرية ضمن قوات التحالف (واس)

قال مسؤولو وزارة الدفاع الأميركي إن البنتاغون وافق على قيام للطائرات العسكرية الأميركية بعمليات تزويد الطائرات السعودية وطائرات قوات التحالف بالوقود في الجو خلال العمليات العسكرية لقصف الحوثيين باليمن، فيما يعد توسيعا لدور الجيش الأميركي في العمليات العسكرية في إطار عاصفة الحزم.
وقال مسؤول كبير بالبنتاغون للصحافيين إنه لم تبدأ بعد طائرات الإمداد الأميركية في عمليات التزويد بالوقود، مشيرا إلى أن عمل الطائرات الناقلة الأميركية لن يدخل في المجال الجوي اليمني. وقال المسؤول الذي رفض نشر اسمه إن القيادة المركزية للجيش الأميركي تلقت الأوامر لتقديم خدمات التزود بالوقود الجوي للمملكة العربية السعودية وقوات التحالف المشاركة في عمليات عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
وأشار المسؤول إلى أن إدارة الرئيس الأميركي توفر الدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي يتضمن استخدام طائرات استطلاع وطائرات من دون طيار كما توفر أجهزة الاستخبارات الأميركية تنسيقا عالي المستوى وتبادلا معلوماتيا كبيرا حيث تمد واشنطن السعودية بمعلومات من الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع الأميركية حول تحركات قوات الحوثيين لمساعدة قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في تنفيذ الضربات الجوية وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، إضافة إلى مساعدة المملكة العربية السعودية في الحفاظ على مراقبة الحدود لمنع تسلل الحوثيين.
وفي نيويورك، أكدت السفيرة دينا قعوار سفيرة الأردن لدى الأمم المتحدة أن المفاوضات والمشاورات حول مشروع القرار الذي قدمته دول مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن لا تزال مستمرة. وقالت قعوار التي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن في اتصال تليفوني مع «الشرق الأوسط» إن المفاوضات تتعرض لبعض العوائق، لكن في النهاية ستصل كافة الأطراف إلى حلول بشأن مشروع القرار.
وكانت روسيا قد أبدت اعتراضات على بعض الأمور المتعلقة بحظر توريد الأسلحة للحوثيين وطالبت بحظر الأسلحة عن كافة الأطراف كما طالبت الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إلى إصدار قرار يطالب بوقف فوري للاشتباكات المسلحة ودعوة الأطراف المتنازعة للعودة للمفاوضات والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
من جانبها دعت الأمم المتحدة إلى ضمان حماية المدنيين من القصف العسكري وطالبت جميع الأطراف بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وبذل قصارى الجهد لحماية النساء والأطفال والشيوخ الذين يعانون من عواقب وتبعات الصراع المسلح. وأعربت فاليري أموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن قلقها حول سلامة المدنيين المحاصرين في اليمن وقالت إن نحو 519 شخصا قد قتلوا وأصيب نحو 1700 معظمهم من المدنيين 90 منهم من الأطفال في أعمال العنف خلال الأسبوعين الماضيين إضافة إلى فرار عشرات الآلاف من منازلهم إلى كل من جيبوتي والصومال.
وقالت أموس «يجب على جميع الأطراف تجنب استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والبنية التحتية المدنية خاصة في المناطق السكانية». وأكدت أموس أن الأمم المتحدة تعمل مع السلطات المحلية لتوفير المستلزمات الصحية لحالات الطوارئ.
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد من تدهور الأوضاع في اليمن، وقال إن البلاد على وشك الانهيار، داعيا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين وحل الخلاف من خلال الحوار وليس من خلال استخدام القوة العسكرية.
وقال جوليان هارنيس ممثل اليمني بصندوق الأمم المتحدة للطفولة إن الوضع في اليمن رهيب وقتل أكثر من 60 طفلا في الأيام الأربعة الأولى من العمليات العسكرية، مشيرا إلى قيام الحوثيين باستخدام الأطفال كجنود وأن ثلث المقاتلين في صفوف الحوثيين تقل أعمارهم عن 18 سنة إضافة إلى استخدام الأطفال كدروع بشرية. وأشار ممثل اليمن بصندوق الأمم المتحدة للطفولة إلى أن بعض المناطق تشهد انقطاعا للكهرباء خاصة في عدن وتم إغلاق محطات الوقود.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.