ورود وأسماك قرش وأحزمة غوص... معركة بول غاسكوين لإنقاذ مسيرته الكروية

طبيب توتنهام السابق يكشف كيف ساعد اللاعب على التعافي من إصابته المروعة

غاسكوين يعالج من إصابة مروعة نتيجة عرقلة متهورة للاعب نوتنغهام فورست تشارليز عام 1991 (غيتي)
غاسكوين يعالج من إصابة مروعة نتيجة عرقلة متهورة للاعب نوتنغهام فورست تشارليز عام 1991 (غيتي)
TT

ورود وأسماك قرش وأحزمة غوص... معركة بول غاسكوين لإنقاذ مسيرته الكروية

غاسكوين يعالج من إصابة مروعة نتيجة عرقلة متهورة للاعب نوتنغهام فورست تشارليز عام 1991 (غيتي)
غاسكوين يعالج من إصابة مروعة نتيجة عرقلة متهورة للاعب نوتنغهام فورست تشارليز عام 1991 (غيتي)

في كرة القدم الحديثة، يمكن أن يتكون الفريق الطبي لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى من عدد كبير من الموظفين، لكن في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي، كانت القصة مختلفة تماماً، حيث كان الطاقم الطبي في توتنهام يتكون من الطبيب بريان كيرتن، وأنا، ومساعدي ديف بتلر، بالإضافة إلى اثنين من الأطباء بدوام جزئي للعمل خلال مباريات الشباب صباح يوم السبت من كل أسبوع. وسرعان ما أصبح واضحاً أنه كان يتعين علي بطريقة ما أن أجد المزيد من الوقت للتركيز على بول غاسكوين بعد تعرضه لإصابة قوية.
كان خياري الوحيد هو الذهاب إلى العمل مبكراً، وهو ما كان يعني الاستيقاظ عند الساعة السادسة صباحاً، وبعد تناول قطعة من الخبز المحمص وكوب من الشاي سريعا كنت أتوجه إلى لندن. كان بول يقابلني في ملعب التدريب في الساعة الثامنة صباحاً لكي نبدأ العمل، وهو ما كان يسمح لنا بإجراء تدريبات فردية لإعادة التأهيل قبل وصول اللاعبين الآخرين.
وما زلت أتذكر جيدا ما حدث في صباح أحد الأيام، فبعد جلستنا العادية في الصباح الباكر، حان الوقت لبول لكي يحصل على استراحة ويذهب لتناول القهوة، لكن نظراً لأن بعض اللاعبين الآخرين كانوا يستمتعون بقليل من المزاح، فقد قرر بول البقاء في غرفة العلاج. لكن بول يظل دائما كما هو ولا يتغير أبدا، حيث كان هو مركز الاهتمام نظرا لأنه يشعر بألم حقيقي، لذا قلت له فجأة: «يتعين عليك أن تخرج من غرفة العلاج». لقد بدا بول مصدوماً ومستاء، لأنني نادراً ما أفقد أعصابي. لكن ما فعلته قد أتى ثماره، حيث فتح بول الباب وضربه بقوة وهو يترك الغرفة!
وبعد حوالي نصف ساعة كان هناك شخص يطرق الباب، وعندما فتحته شعرت بدهشة شديدة لأن بول كان يقف خلفه ويضع وردة بيضاء في فمه! وقال: «آسف» ومد يده، وقال: «هل ما زلنا أصدقاء؟» عندئذ حاولت ألا أضحك وقلت: «نعم بالطبع نحن أصدقاء، وسنظل كذلك دائما ما دمت تتصرف على طبيعتك». كان هذا هو الخلاف الوحيد بيننا خلال تلك السنة، فقد كان هناك احترام متبادل بيننا، وكان يعلم أنني سأفعل كل ما في وسعي لمساعدته على العودة للعب على أعلى مستوى، وكنت أعلم أن لديه الدافع للعودة أقوى وأفضل من ذي قبل.
جاء بول في صباح أحد الأيام لحضور جلسته المبكرة المعتادة وقال: «جون، ما هو شعورك حيال قضاء عطلة عمل في البرتغال؟» وأوضح أنه كان يتحدث إلى إحدى الصحف الشعبية وكانوا مستعدين لتمويل الرحلة مقابل بعض الصور الحصرية. لقد كان عرضاً مغرياً، وبعد المشاعر الإيجابية التي سادت بيننا خلال الأسابيع القليلة الماضية اعتقدت أنها ستكون فرصة جيدة لنا لاستعادة نشاطنا بينما لا نزال نعمل بكل جدية. وبعد التشاور مع النادي والطبيب الجراح بالفريق الطبي، تم الاتفاق على أن نسافر إلى البرتغال لقضاء عطلة لمدة 10 أيام ومواصلة برنامج إعادة التأهيل الصارم من هناك.
لكن بمجرد وصولنا إلى المطار في يوم الرحلة، أدركت أنه لن أكون أنا وبول فقط، حيث كانت هناك مجموعة كبيرة من المسافرين معنا. ولكي تكتمل هذه المجموعة كان هناك طاقم التصوير الذي حصل على إذن لتصوير وتوثيق إعادة تأهيل بول من البداية إلى النهاية. لقد كانوا ملتزمين دائماً أثناء فترة العمل، وبعد فترة بدأت أنسى أن الكاميرات كانت موجودة حولنا. وبينما كانت مجموعتنا تسير في المطار، استقبلنا الجمهور بهتافات مدوية عندما رأى بول.
لقد أرست هذه الرحلة القواعد الأساسية لإعادة تأهيل بول، وكانت الأجواء رائعة داخل المجموعة وعملنا بجد طوال جلساتنا الصباحية والمسائية. وتضمنت هذه الجلسات مجموعة كاملة من تمارين العضلات والمفاصل، وتمكنت أيضاً من إضافة قدر ضئيل من المقاومة بمساعدة زوجين من أحزمة الغوص اشتريتهما في وقت مبكر من صباح أحد الأيام من على رصيف الميناء. وخلال الفترات بين الجلسات، استمتعنا كثيراً بالمرح والضحك، وكان من بين أبرز الأحداث آنذاك مشاركتنا في مباراة لتنس الطاولة مع الممثلة الدنماركية بريجيت نيلسن، التي كانت تقيم في نفس الفندق.
وبعد أيام قليلة من رحلتنا كنا نستمتع بتناول وجبة مسائية عندما قال لنا غاسكوين فجأة: «من منكم يريد صيد سمك القرش في فترة ما بعد الظهيرة؟ لقد اتفقت مع قارب، وسوف يصطحبنا ربان السفينة حوالي 14 ميلاً داخل البحر في مكان يعج بأسماك القرش». لقد كان بول يعشق الصيد، ونظرا لأنه كان يتقدم بشكل مذهل في برنامجه العلاجي اعتقدت أن رحلة الصيد ستكون فكرة رائعة. كان بول يشعر بالراحة والاسترخاء. وشعرت في بعض الأحيان أنه رغم الضجة الإعلامية التي دائما ما تثار حول بول، فإنه لا يكون سعيدا حقا إلا عندما يكون بعيدا عن الأضواء، وكان ذلك واضحا عندما كان يصطاد بمفرده.
لقد نجحنا جميعا في الصيد، لكن بدرجات متفاوتة، وتمكنا من اصطياد عدد قليل من الأسماك لكن لم يكن هناك ما يشير إلى وجود أسماك القرش. وأخيراً، اهتزت صنارة الصيد بقوة في إشارة إلى أن هناك سمكة كبيرة. وبغض النظر عن حجم السمكة التي التقطتها السنارة فإنها لم تستسلم بسهولة أو بدون قتال، وبعد معركة عظيمة تمكن بول من جذب السمكة بالقرب من القارب.
وبينما كنا نحدق بحذر من فوق الحافة، كان من الرائع أن نرى سمكة قرش صغيرة في الماء. لقد جذبها ربان السفينة بعد معاناة إلى سطح السفينة، وقال بول: «أعطوها لجوني». شكرت بول على ذلك، وظننت أنني قد تسلمت سمكة القرش بالفعل، وهنا قال القبطان: «مهما فعلت، لا تتركها لأنها ستعض شخصا ما في ساقه». تخيل أن يكون العنوان الرئيسي لإحدى الصحف في اليوم التالي: «بول غاسكوين يتعرض لعضة سمكة قرش في ساقه السليمة وهو في رحلة صيد مع طبيب الفريق!» وعندما انتابتني مثل هذه الأفكار وبعد أن أمسكت بسمكة القرش لفترة وجيزة، أعادتها مرة أخرى إلى البحر!
وتضمنت صفقة انتقال بول غاسكوين من توتنهام إلى لاتسيو قيام اللاعب برحلة سريعة إلى روما. وسمح ذلك لأنصار لاتسيو المتعصبين برؤية غاسكوين وكذلك الطاقم الطبي للتحقق من التقدم الذي يحرزه اللاعب. وفي الزيارة الأولى تم الاتفاق على أن يرافق بول صديقه المقرب غلين رويدر. وكان غلين قد خاض مسيرة كروية مميزة كمدافع لأندية كوينز بارك رينجرز ونيوكاسل وواتفورد، كما عمل بعد ذلك كمدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز مع وستهام ونيوكاسل ونوريتش سيتي.
أعتقد أنه عندما كان غلين لاعباً في نيوكاسل في منتصف الثمانينات من القرن الماضي كانت هذه هي الفترة التي بدأت فيها الصداقة القوية بينه وبين بول، لذلك كان غلين هو الشخص المثالي لمرافقة بول إلى روما حيث كان أكبر سناً وكان قادرا على أن يجعل بول يشعر بالراحة والهدوء. وعندما عادا، أخبرني بول أن الرحلة كانت ناجحة، وعشقه مشجعو لاتسيو وكان بول متحمسا للغاية للعودة واللعب أمام هذا الجمهور العظيم.
لقد كان بول يمتلك حافزا مستمرا ويعمل بمنتهى الجدية، لكنني أعتقد أن هذه الرحلة أعطته دافعا إضافيا لاستعادة لياقته الكاملة.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.