العراق يرى سعر النفط بين 75 و80 دولاراً عادلاً للمنتجين والمستهلكين

«برنت» يتراجع 1.5 % بعد زيادة المخزونات الأميركية وعمليات جني أرباح

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس بالقرب من 80 دولاراً للبرميل (رويترز)
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس بالقرب من 80 دولاراً للبرميل (رويترز)
TT

العراق يرى سعر النفط بين 75 و80 دولاراً عادلاً للمنتجين والمستهلكين

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس بالقرب من 80 دولاراً للبرميل (رويترز)
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس بالقرب من 80 دولاراً للبرميل (رويترز)

قال وزير النفط العراقي إن سعر النفط بين 75 و80 دولاراً للبرميل سعر عادل بالنسبة للمنتجين والمستهلكين، مضيفاً أن بلاده تسعى لرفع طاقتها الإنتاجية والتصديرية في السنوات المقبلة.
تجاوزت أسعار النفط 83 دولاراً للبرميل خلال تعاملات أمس الأربعاء قبل التراجع، وهو أعلى مستوى لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018، وسط مأزق عالمي في الطاقة وقرار «منظمة البلدان المصدرة للبترول» وحلفائها التمسك بزيادة الإنتاج بشكل طفيف الشهر المقبل.
وقال إحسان عبد الجبار في «منتدى إنرجي إنتليجنس» إن العراق يهدف إلى زيادة طاقته الإنتاجية من النفط بنحو مليوني برميل يومياً إلى 8 ملايين برميل يومياً بنهاية 2027.
وتستهدف الدولة العضو في «أوبك» أيضاً زيادة طاقتها لتصدير الخام إلى 6 ملايين برميل يومياً بنهاية 2024 من 4 ملايين برميل يومياً حالياً.
وأضاف أن المحادثات مع شركة النفط الأميركية الكبرى «شيفرون كورب» بشأن تطوير حقل الناصرية النفطي، الذي تشير التقديرات إلى أنه يحوي نحو 4.4 مليار برميل من الخام، قد تصل إلى اتفاق نهائي في الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال إن «شركة النفط الوطنية العراقية» ستمتلك حصة لا تقل عن 40 في المائة في الشراكة مع «توتال إنرجيز» بمشروع تطوره الشركة الفرنسية في البلاد.
ومن المقرر أن تبني «توتال إنرجيز» 4 مشاريع للطاقة في جنوب العراق بموجب اتفاق بقيمة 27 مليار دولار جرى توقيعه في بغداد الشهر الماضي.
وهبطت أسعار النفط أثناء التعاملات أمس، بعد أن سجلت أعلى مستوى في سنوات عدة فوق 83 دولاراً للبرميل مع تعرضها لضغوط من تقرير يظهر زيادة في مخزونات الخام بالولايات المتحدة، ومؤشرات فنية تشير إلى أن الأسعار صعدت بخطى سريعة جداً.
وقالت «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية، أمس، إن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي في حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير.
وزادت مخزونات الخام 2.3 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في أول أكتوبر إلى 420.9 مليون برميل، مقارنة مع انخفاض قدره 418 ألف برميل في توقعات محللين استطلعت «رويترز» آراءهم.
وقالت الوكالة الحكومية إن مخزونات الخام بمركز التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما ارتفعت بمقدار 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي.
وأضافت أن استهلاك مصافي التكرير للخام زاد بمقدار 329 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي. وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 1.5 نقطة مئوية.
وأشارت بيانات «إدارة معلومات الطاقة» إلى أن مخزونات البنزين الأميركية قفزت 3.3 مليون برميل إلى 225.1 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تنخفض بمقدار 279 ألف برميل.
وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 400 ألف برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 129.3 مليون برميل، مقابل توقعات لهبوط قدره مليون برميل.
وقالت «إدارة معلومات الطاقة» إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي ارتفع 1.4 مليون برميل يومياً إلى 4.92 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) 2020. وعند الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش، كانت عقود «خام برنت» القياسي العالمي منخفضة 1.7 في المائة عند 81.12 دولار للبرميل، بعد أن قفزت في وقت سابق من الجلسة إلى 83.47 دولار؛ وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018. وهبطت عقود خام القياس الأميركي «غرب تكساس الوسيط» 1.8 في المائة إلى 77.50 دولار للبرميل، بعد أن قفزت في وقت سابق إلى 79.78 دولار؛ وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014.
اتفقت «أوبك+»، يوم الاثنين، على الالتزام باتفاق يوليو لزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً كل شهر حتى أبريل (نيسان) 2022 على الأقل، لتتخلى تدريجاً عن تخفيضات تبلغ حالياً 5.8 مليون برميل يومياً.
وقالت «إيه إن زد» في مذكرة: «النفط الخام واصل مكاسبه مع تخوف المستثمرين من شح في السوق، حيث ترفع أزمة الطاقة الطلب».
وأضافت: «كانت زيادة (أوبك+) أقل بكثير مما كانت تتوقعه السوق، وذلك بالنظر إلى مأزق الطاقة في أنحاء العالم. وليس من المفاجئ أن تكون هناك تكهنات بأن (أوبك) ستضطر إلى التحرك قبل الاجتماع المقرر المقبل إذا استمر الطلب في الارتفاع».



هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
TT

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه الاقتصادي بنجاح، دون الانجرار إلى حرب تجارية شاملة أو تفاقم العجز الفيدرالي.

وحقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» زيادة تفوق 24 في المائة في عام 2024، مما جعله في الصدارة بين مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا والأسواق الناشئة. وبمعدل 22 ضعفاً للأرباح المستقبلية المتوقعة، فإن علاوته مقارنة بمؤشر «إم إس سي آي» للأسواق من أكثر من 40 دولة، تعد الأعلى منذ أكثر من عقدين، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وعلى الرغم من أن الأسهم الأميركية قد تفوقت على نظيراتها العالمية لأكثر من عقد من الزمان، فإن الفجوة في التقييم قد اتسعت هذا العام بفضل النمو الاقتصادي المتين والأرباح القوية للشركات، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، حيث ساعدت التطورات المثيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على تعزيز أسهم شركات رائدة مثل «إنفيديا».

ويعتقد بعض المشاركين في السوق أن أجندة ترمب الاقتصادية، التي تشمل تخفيض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، وحتى فرض الرسوم الجمركية، قد تعزز من تفوق الولايات المتحدة، متفوقة على المخاوف المتعلقة بتأثيراتها المزعزعة المحتملة على الأسواق وزيادة التضخم.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في بنك «باركليز»، فينو كريشنا: «نظراً للتوجهات المؤيدة للنمو في هذه الإدارة الجديدة، أعتقد أنه سيكون من الصعب مواجهة الأسهم الأميركية، على الأقل في عام 2025». وكانت هناك مؤشرات على تزايد تفضيل المستثمرين للأسهم الأميركية مباشرة بعد الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما استقبلت صناديق الأسهم الأميركية أكثر من 80 مليار دولار في الأسبوع الذي تلا الانتخابات، في حين شهدت صناديق الأسهم الأوروبية والأسواق الناشئة تدفقات خارجة، وفقاً لبنك «دويتشه».

ويعد «مورغان ستانلي»، و«يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية، ومعهد الاستثمار «ويلز فارغو» من بين المؤسسات التي توصي بزيادة الوزن للأسهم الأميركية في المحافظ الاستثمارية أو تتوقع تفوقها في العام المقبل.

محرك الأرباح

أحد المحركات الرئيسية لقوة الأسهم الأميركية هو ميزة أرباح الشركات الأميركية، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 9.9 في المائة هذا العام وبنسبة 14.2 في المائة في 2025، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي المقابل، من المتوقع أن ترتفع أرباح الشركات في مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1.8 في المائة هذا العام وبنسبة 8.1 في المائة في 2025.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «ستيت ستريت غلوبال أدفايزر»، مايكل أرون: «الولايات المتحدة تظل المنطقة الجغرافية التي تحقق أعلى نمو في الأرباح وأكبر قدر من الربحية على مستوى العالم».

ويسهم الدور المهيمن للشركات التكنولوجية العملاقة في الاقتصاد الأميركي، وأوزانها الكبيرة في مؤشرات مثل «ستاندرد آند بورز 500»، في تعزيز هذا النمو. إذ تبلغ القيمة السوقية لأكبر خمس شركات أميركية («إنفيديا» و«أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون دوت كوم» وألفابت) أكثر من 14 تريليون دولار، مقارنة بحوالي 11 تريليون دولار لجميع شركات «ستوكس 600»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وعلى نطاق أوسع، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.8 في المائة في 2024 وبنسبة 2.2 في المائة في 2025، مقارنة بنسبة 0.8 في المائة هذا العام و1.2 في المائة في العام المقبل لمجموعة من حوالي 20 دولة تستخدم اليورو، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

وقد تساعد خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الولايات المتحدة في تعزيز هذا التفوق، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك، وفقاً لما قاله مايك مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في «بوسطن بارتنرز»، الذي يفضل الأسهم الأميركية. وقال مولاني: «إذا فرض ترمب رسوماً جمركية تتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على السلع الأوروبية، فإنهم سيتأثرون أكثر منا بشكل نسبي».

وقد دفع تحكم الجمهوريين في السلطة في واشنطن، ما يسهل على ترمب تنفيذ أجندته، اقتصاديي «دويتشه بنك» إلى رفع توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي في 2025 إلى 2.5 في المائة مقارنة بـ 2.2 في المائة.

وبينما من المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية النمو الاقتصادي، فإن الهوامش الضيقة نسبياً في الكونغرس الأميركي وحساسية الإدارة تجاه ردود الفعل السوقية قد تحدان من نطاق بعض السياسات «المتطرفة»، مثل الرسوم الجمركية، كما ذكر البنك في تقريره الأخير.

من جانبه، يتوقع «يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6600 في العام المقبل، مدفوعاً بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وانخفاض أسعار الفائدة، وتخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية. وأغلق المؤشر عند 5948.71 يوم الخميس. مع ذلك، قد تؤدي حرب تجارية شاملة مع الصين ودول أخرى إلى التأثير سلباً على نمو الاقتصاد الأميركي وزيادة التضخم. وفي سيناريو يتم فيه فرض دول ردود فعل على الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة، قد ينخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 5100، رغم أن الأسهم العالمية ستتراجع أيضاً، وفقاً لتوقعات «يو بي إس».

ويمكن أن تكون بعض القطاعات في السوق أكثر عرضة لتأثيرات سياسات ترمب، حيث أدت المخاوف بشأن خطط تقليص الفائض البيروقراطي إلى تراجع أسهم شركات المقاولات الحكومية الأسبوع الماضي، بينما تراجعت أسهم شركات الأدوية بعد اختيار ترمب للمشكك في اللقاحات روبرت ف. كينيدي جونيور لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

كما قد تثير التخفيضات الضريبية الواسعة القلق بشأن زيادة الدين الأميركي. وقد أسهمت المخاوف المتعلقة بالعجز في تراجع بيع السندات الحكومية الأميركية مؤخراً، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر الأسبوع الماضي.

وفي الوقت نفسه، قد تصبح الفجوة في التقييم بين الولايات المتحدة وبقية العالم واسعة لدرجة تجعل الأسهم الأميركية تبدو باهظة الثمن، أو قد تصبح الأسهم الدولية رخيصة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، في الوقت الراهن، تظل الاتجاهات طويلة المدى لصالح الولايات المتحدة، مع ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 180 في المائة مقارنة بارتفاع بنسبة 50 في المائة تقريباً لمؤشر «ستوكس» في أوروبا على مدار العقد الماضي. وقال رئيس استراتيجيات الأصول المتعددة في «روبيكو»، كولين غراهام: «الزخم شيء رائع. إذا كان لديك شيء يستمر في التفوق، فإن المستثمرين سيتبعون الأموال».