عباس يبلغ المبعوث الأميركي استعداده لبدء عملية سياسية

رغم أن المصريين أبلغوه أن الظروف غير مواتية الآن

عربة تحمل أطفالاً تمر أمام أبنية مهدمة وسط غزة أمس (أ.ف.ب)
عربة تحمل أطفالاً تمر أمام أبنية مهدمة وسط غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

عباس يبلغ المبعوث الأميركي استعداده لبدء عملية سياسية

عربة تحمل أطفالاً تمر أمام أبنية مهدمة وسط غزة أمس (أ.ف.ب)
عربة تحمل أطفالاً تمر أمام أبنية مهدمة وسط غزة أمس (أ.ف.ب)

أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المبعوث الأميركي هادي عمرو، أنه مستعد فوراً للذهاب إلى عملية سياسية قائمة على قرارات الشرعية الدولية، لكنه أكد أنه لا يمكن استمرار الوضع كما هو عليه الآن.
والتقى عباس بعمرو في مقر الرئاسة في رام الله، الاثنين، بعد إجراء الأخير لقاءات في إسرائيل. وقال عباس لضيفه، إنه يتطلع لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية، من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وطلب عباس من المبعوث الأميركي، دعم مبادرته التي أطلقها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تقوم على وجوب إنهاء الاحتلال خلال عام. وقال عباس إنه لا يمكن استمرار الأوضاع الحالية، ويجب وضع حد لهذا الاحتلال. وأضاف: «الوضع الحالي لا يمكن القبول به أو استمراره».
ووضع عباس أمام المبعوث الأميركي مجموعة من المطالب، التي يفترض أن تقوم الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل من أجل تنفيذها، من بينها «وقف النشاطات الاستيطانية وعمليات ضم الأراضي، ووقف التصعيد الإسرائيلي على الأسرى في سجون الاحتلال، والاسترداد الفوري لجثامين الشهداء، ووقف عمليات الاغتيالات، واعتداءات المستوطنين والاقتحامات ومصادرة الأراضي، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة تهجير السكان الفلسطينيين من منازلهم، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة».
وشدد عباس على أهمية تطبيق النقاط التي تحدث عنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة معه «والتي أكد فيها على الموقف الأميركي الملتزم بحل الدولتين، والرافض لسياسة الاستيطان ومحاولة تغيير الوضع القائم في الحرم الشريف، ووقف سياسة ترحيل الفلسطينيين من منازلهم في مدينة القدس المحتلة، ورفض الإجراءات أحادية الجانب من قبل الأطراف كافة».
وكان عمرو قد وصل رام الله قادماً من إسرائيل التي التقى فيها مسؤولين كذلك. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن المبعوث الأميركي لم يحمل أي جديد مهم، إنما أراد تهدئة التوتر داعياً الأطراف إلى «ضبط النفس قدر الإمكان»، كما أنه أراد الاطمئنان على إجراءات دعم السلطة الفلسطينية وتعزيز الثقة بين الجانبين، مشجعاً إجراء المزيد من اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية.
وحسب المصادر، أكد عمرو مجدداً، أن واشنطن لن تطرح مبادرة سياسية الآن بسبب أن الظروف لم تنضج بعد، ولأن التركيبة الحكومية في إسرائيل غير جاهزة، ولذلك تريد من الأطراف الاستمرار في حوار ثنائي مباشر.
وتأمل واشنطن أن تساعد اللقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على كسر الجمود أكثر وبناء أساس من الثقة والعلاقات، قد تسمح مستقبلاً باستئناف المفاوضات السياسية. وكان عمرو هو الذي دفع نحو بدء حوارات ثنائية إسرائيلية فلسطينية، تكللت بلقاء عباس بوزراء إسرائيليين من الطرفين.
وقبل لقائه عمرو، التقى عباس الأحد الوزيرين الإسرائيليين نيتسان هوروفيتس وعيساوي فريج من حزب «ميرتس» اليساري في رام الله، في ثاني اجتماع رفيع المستوى في الأشهر الأخيرة. وأثناء اللقاء، دعا عباس جميع أعضاء الائتلاف، للقائه، مركزاً بشكل خاص على وزير الداخلية إيليت شاكيد من حزب «يمينا» اليميني، التي ردت على «تويتر» بالقول، إنها لن تفكر في لقاء «منكر للهولوكوست يقاضي الجنود الإسرائيليين في لاهاي».
وتساعد هذه اللقاءات حتى الآن على كسر الجمود وتقوية السلطة، لكنها لا تقود نحو أي أفق سياسي، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عباس، قوله لوزراء «ميرتس»، إن الجانب المصري أبلغ السلطة الفلسطينية أن «لا احتمال لعملية سياسية في هذا الوقت».
ورغم ذلك عبر عباس عن موافقته على مناقشة قضايا حساسة وشائكة مع الحكومة الإسرائيلية. وقال، «إذا وافقت الحكومة الإسرائيلية على بدء محادثات رسمية حتى لو لم يكن ذلك في إطار مفاوضات سياسية، فإنه مستعد لنقاش قضايا متعلقة بمحكمة الجنايات الدولية والتحريض، إضافة لمناقشة مسألة رواتب الأسرى. ولا يعني ذلك أن عباس مستعد لوقف توجهاته، لكنه يريد إرسال رسائل بأنه جاهز لأي حوار من أي نوع».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.