«البيشمركة» تتصدى لهجمات شنها «داعش» قرب الموصل

التنظيم أعدم 16 من مقاتليه لمحاولتهم الفرار

«البيشمركة» تتصدى لهجمات شنها «داعش» قرب الموصل
TT

«البيشمركة» تتصدى لهجمات شنها «داعش» قرب الموصل

«البيشمركة» تتصدى لهجمات شنها «داعش» قرب الموصل

أعلنت قوات البيشمركة أمس أنها تصدت لهجمات شنها تنظيم داعش على جبهاتها في محاور مخمور وبعشيقة وسنجار وآسكي الموصل، وبينت أن التنظيم فقد قدرته على شن الهجمات الواسعة والمواجهات المباشرة.
جاء ذلك في أحاديث عدة قادة ميدانيين لقوات البيشمركة لـ«الشرق الأوسط» أمس. وقال اللواء مصطفى ديرانيي، عضو قيادة قوات بارزان المرابطة في محور مخمور والكوير «وقعت مجموعة من مسلحي داعش أمس في كمين نصبته قوات البيشمركة في قرية تل الريم شرق الموصل، حيث كان مسلحو التنظيم يحاولون زرع عدد من العبوات الناسفة في تلك القرية لتفجيرها بقوات البيشمركة، لكن قواتنا تمكنت من إحباط محاولتهم هذه وقتلت 7 مسلحين منهم بعد اندلاع اشتباكات بين الجانبين»، مبينا أن «المسلحين الآخرين لاذوا بالفرار إلى مواقعهم في ناحية القيارة».
وتابع ديرانيي «قوات البيشمركة تسيطر حاليا على مرتفعات سلطان عبد الله الاستراتيجية وقرية تل الريم، فيما تخضع قرية سلطان عبد الله لسيطرة داعش»، مضيفا أن «التنظيم ومن خلال الهجمات الأخير التي شنها، اتضح أنه فقد قدرته الهجومية على شن هجمات واسعة بسبب فقدانه لمسلحيه المهاجمين، فالمسلحون الحاليون الذين يستخدمهم داعش في معاركه هم الذين يزجهم بشكل إجباري في القتال، وهو يشن حاليا معارك الكر والفر».
وفي السياق ذاته أحبطت قوات البيشمركة هجوما آخر لـ«داعش» غرب الموصل أمس، وقال العقيد كامران هورامي، أحد قادة قوات زيرفاني (النخبة) التابعة للبيشمركة والموجودة في محاور غرب الموصل لقد «حاول مسلحو داعش فجر أمس شن هجوم على مواقعنا في منطقة آسكي الموصل، لكن قواتنا أحبطت الهجوم وقصفتهم بالأسلحة الثقيلة، وبإسناد من طيران التحالف الدولي تمكنا من إجبارهم على الفرار نحو مواقعهم».
بدوره قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، في الموصل «حاول مسلحو داعش أمس شن هجوم على مواقع قوات البيشمركة القريبة من بعشيقة، وذلك من خطين الخط الأول من استدارة بعشيقة ومن قرية طوفان، لكن قوات البيشمركة تصدت لهم وبإسناد من طيران التحالف الدولي وتمكنت من قتل 13 مسلحا من داعش وحرق 4 عجلات مدرعة للتنظيم، فيما لاذ الآخرون بالفرار»، نافيا في الوقت ذاته تعرض مراكز تدريب القوات الخاصة بتحرير نينوى لأي هجوم من قبل «داعش»، مؤكدا بالقول: «مراكز تدريب نينوى بعيدة عن الجبهات الأمامية وهي تقع في مواقع خلفية».
وأشار مموزيني إلى أن «التنظيم سلم أمس جثث 150 مسلحا من مسلحيه إلى الطب العدلي في الموصل، وهؤلاء المسلحون قتلوا خلال غارات التحالف الدولي على مواقع للتنظيم في مناطق بايبوخت وخورسيباد والشلالات وآسكي الموصل وبادوش، وتسبب هذا بفوضى داخل الموصل إثر عودة هذا العدد الكبير من القتلى بالإضافة إلى الجرحى»، وبين أن «داعش أعدم أمس 16 مسلحا من مسلحيه الفارين من جبهات القتال في منطقة حسن شام شرق الموصل، فيما اتخذ التنظيم تدابير أمنية مشددة إثر تعرض مجموعة من مسلحيه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين على جسر الحرية أسفرت عن مقتل عنصرين من داعش».
من جانبه قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، في محافظة نينوى «تبادلت قوات البيشمركة والقوات الكردية الأخرى في مركز قضاء سنجار قصفا مدفعيا مع مسلحي داعش، استمرت أكثر من ساعة ونصف ساعة، لحقت خلالها أضرار بالتنظيم، وبحسب المعلومات التي وصلتنا من داخل مستشفى تلعفر، فإن 6 من مسلحي داعش قتلوا خلال هذا القصف فيما أصيب العشرات منهم بجروح»، وكشف سورجي أن «داعش نشر مسلحات من النساء في نقاط تفتيشه داخل مدينة الموصل وأطرافها، ويبلغ قوام هذه القوة النسوية 500 امرأة»، مبينا أن مسلحين مجهولين قتلوا صباح أمس 4 من مسلحي التنظيم في مناطق متفرقة من الموصل، مشيرا إلى أن أحد قتلى التنظيم كان برتبة أمير وهو كردي من أهالي قضاء سيد صادق التابع لمحافظة السليمانية واسمه هيوا علي ويلقب بكيلان الكردي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».