ملتقى «الشارقة الدولي للراوي» يختتم فعالياته بإصدارات مختارة من الأدب العربي

تتضمن مؤلفات عديدة توثق قصص الحيوان

جانب من ملتقى الشارقة الدولي للراوي (الشرق الأوسط)
جانب من ملتقى الشارقة الدولي للراوي (الشرق الأوسط)
TT

ملتقى «الشارقة الدولي للراوي» يختتم فعالياته بإصدارات مختارة من الأدب العربي

جانب من ملتقى الشارقة الدولي للراوي (الشرق الأوسط)
جانب من ملتقى الشارقة الدولي للراوي (الشرق الأوسط)

اختتمت فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي الـ21، حيث تنوعت جلساته وأنشطة من خلال ورش وبرامج عديدة، في الوقت الذي تكتمل افتراضياً حتى الـ30 من سبتمبر (أيلول) الجاري على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بمعهد الشارقة للتراث.
وقال الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث، رئيس البرنامج الفكري والمحتوى في الملتقى: «قمنا بانتخاب مجموعة من القصص الثقافية والتراثية المهمة التي تتسق مع شعار هذه الدورة، وأولها موضوع قصص الحيوان في التراث العربي، وقد أصدرنا نخبة أو مجموعة مختارة من أبرز المصادر العربية القديمة، من أمهات الكتب، من بينها كليلة ودمنة لابن المقفع، وكتاب الحيوان للجاحظ، وكتاب البغال للجاحظ، وكتاب المسالك والممالك لابن فضل الله العمري، وكتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي، وكتاب مباهج الفكر ومناهج العبر لمحمد الوطواط، وغيرها، وهي في الحقيقة 10 كتب، بهدف تقريب هذه المعارف الشعبية التراثية للقارئ العربي العادي».
وأضافت بونعامة: «جاءت فكرة هذه المختارات كمحاولة لتقريب المادة التراثية بحلة جديدة دون الرجوع إلى المصادر بسلسلة منتخبة من ذخائر التراث العربي».
ونظم الملتقى جلسة بعنوان «قصص الحيوان في التراث العربي»، أدارها إيهاب الملاح، وتحدث فيها كل من الدكتور أحمد بهي الدين العساسي من مصر، والدكتورة وفاء المزغني من تونس، والدكتورة نهلة إمام من مصر، والدكتور عبد الرحمن الغانمي من المغرب، والدكتور خير الدين شترة من الجزائر.
وتناول الدكتور أحمد العساسي في ورقته، الحيوان في سرديات مصر القديمة، التي لها علاقة بالأسطورة، ولها علاقة بالحكايات الشعبية عند المصريين القدماء، ولها أثر حتى الآن، في كثير من المرئيات، أما عن الدكتور خير الدين شترة من الجزائر، قسم التاريخ في جامعة الشارقة، تناول فن المنمنمات الإسلامية في الحضارة الإسلامية، وأخذ منها نموذجاً هو الحيوان، وقدم مفاهيم حول مصطلح المنمنمات وتطورها التاريخي ونشأتها في الحضارة الإسلامية، مع الحديث عن أشهر المدارس التي عرفتها الحضارة الإسلامية من القرن السابع حتى القرن التاسع عشر، مؤكداً أن الحضارة الإسلامية أبدعت في هذا الفن.
وفي الجلسة الثانية التي كانت بعنوان «قصص الحيوان في التراث العربي والعالمي»، أدارها الدكتور محمد الجويلي، وتحدث فيها كل من الدكتور راشد المزروعي من الإمارات، والدكتور سعيد يقطين من المغرب، والدكتور صالح اللهيبي من العراق، والدكتور مصطفى جاد من مصر، كما تحدثت فيها أيضاً الدكتورة أنيسة فخرو من البحرين، والدكتورة نجيمة طاي طاي من المغرب.
وتحدث الباحث في التراث والأدب الشعبي الإماراتي راشد المزروعي، عن القريض على لسان الحيوان في الشعر الشعبي الإماراتي، وقدم نماذج مختارة، كما تحدث عن الحيوان وكيف كانت علاقته بالإنسان في الماضي، وعن الحياة والحضارة الحديثة وأثرها على الحيوان، كما قدم بعض النماذج من الشعراء الذين أشاروا إلى الحيوانات في أشعارهم.
وشارك مجلس شما محمد للفكر والمعرفة في فعاليات ملتقى الشارقة الدولي، من خلال عدة ورش وجلسات وأنشطة كانت من أبرزها تقديم حكايات للأطفال وقصص باستعمال (الدمى) وكان لدينا محاضرات عديدة من بينها محاضرة بعنوان (قصص الحيوان والأثر الباقي في الذاكرة)، قدمها الكاتب شريف مصطفى محمد.



مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.