«إقالات المدربين»... أسهل قرار تتخذه الأندية السعودية

خبراء أكدوا أن اللاعبين عادة ما ينجون من تردي مستوياتهم برحيل الأجهزة الفنية

TT

«إقالات المدربين»... أسهل قرار تتخذه الأندية السعودية

قال خبراء مسؤولون ومدربون سعوديون إن استمرار نهج إقالة المدربين في الدوري السعودي للمحترفين هو نتيجة قرارات متسرعة وعاطفية من أجل إرضاء الجمهور والإعلام، فيما تكون أكثر منطقية في الأندية غير الجماهيرية التي لديها الصبر أكبر على مدربيها، خصوصاً أنها تدرك تبعات إقالة المدربين والخسائر المالية الناتجة عن ذلك.
وبيّن الخبراء الذين سبق له العمل في الأندية والمنتخبات السعودية أن المدرب غالباً ما يكون «كبش الفداء» في حال أي إخفاق يتعرض له الفريق نتيجة تراجع أداء اللاعبين أو التقصير الإداري أو الضغط الإعلامي والجماهيري، ولذا يكون الاستغناء عن المدرب هو الحل الأسرع من أجل تخفيف الضغوط الناتجة عن أخطاء مشتركة في الغالب إلا أن المدرب وحده من يتحملها في نهاية المطاف.
وكانت أندية الاتحاد والتعاون والطائي وأخيراً النصر قد أقالت مدربي فرقها بعد انقضاء «5 جولات» فقط من بطولة الدوري، ما يرشح العدد للتضاعف مع انقضاء الدور الأول على الأقل رغم أن هناك مبالغ مالية تتكبدها الأندية عادة في حال اتخاذ مثل هذه القرارات.
وأكد المدرب خالد القروني الذي قاد كثيراً من الفرق والمنتخبات السعودية أن تغيير المدرب أحياناً يأتي لهدف نفسي من أجل تصحيح مسار الفريق في حال التعرض لإخفاقات.
وأشار إلى أنه من المهم أن يتم التعاقد مع مدرب مناسب للمرحلة فليس كل مدرب، مهما يكن عالمياً ومعروفاً، مناسباً للمرحلة والوضع الذي عليه الفريق من حيث الإمكانات والعناصر والأهداف.
وبيّن أن إدارات الأندية تخطئ في عدة أحيان في هذا الجانب، وحينما يتعرض الفريق للنتائج السلبية يكون الحل الأسرع هو الاستغناء عن المدرب.
ورأى أن المدرب يتحمل العمل الفني والتخطيط للفريق، وقد لا يوفق مع الأدوات الموجودة ولذا من المهم على الإدارات أن تختار المدرب الأنسب في كل مرحلة.
من ناحيته، قال بندر الجعيثن الذي قاد كثيراً من الأندية السعودية والمنتخبات في الفئات السنية إن المدرب عادة ما يكون «أسهل ضحية» لمسؤولي الأندية ولذا تتم إقالته في أي ظرف سلبي يمر به الفريق.
وأضاف: «في موضوع مدرب النصر السابق البرازيلي نونيز كمثال، لم يكن المدرب بذلك السوء الذي يجعل من إقالته هو الحل الأفضل في ظل الاستحقاق الذي ينتظر الفريق في الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا».
وزاد بالقول: «لا يعني ذلك أنني أبرئ المدرب تماماً من تراجع النصر رغم العدد الكبيرة من النجوم في صفوف الفريق، وهناك لاعبين مقصرين بشكل واضح في الأداء الفني، لكنهم مستمرون، فيما سيرحل المدرب».
وبيّن أن المدرب نونيز له تاريخ كبير ومعروف، وعلى أساس ذلك تم التعاقد معه من قبل إدارة النصر... واستطرد قائلاً: «أليس ذلك صحيحاً، حينما أعلن المسؤولون في النادي التعاقد معه... ماذا تغير الآن؟».
وأشار إلى أن السبب وراء إقالة المدرب كما يتضح الخسارة من الاتحاد في المباراة الماضية في بطولة الدوري، مبيناً أن الوضع قد يكون مختلفاً لو أن المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله سجل الضربة الجزائية وعاد الفريق للمباراة، المدرب أدى ما عليه من نهج من خلال وصول لاعبي فريقه لمرمى المنافس، ولا يتحمل أخطاءهم بعدم التسجيل للأهداف.
كما تطرق الجعيثن إلى المدرب كاريلي مدرب الاتحاد السابق الذي تمت إقالته أيضاً هذا الموسم بعد الجولة الثالثة من بطولة الدوري بسبب خسارة البطولة العربية على الأرجح، مع أن هذا المدرب نفسه، هو الذي حوّله الفريق الذي صارع في السنوات الأخيرة من أجل البقاء والهروب من خطر الهبوط إلى فريق منافس، ونال ثالث الترتيب في دوري الموسم الماضي، وقدم أداء مبهراً جعله يصل إلى نهائي البطولة العربية ويعيد هيبة الاتحاد.
وأوضح أن كلامه ليس تحيزاً تاماً للمدربين، بل إن الجميع يخطئ، سواء المدرب أو اللاعبون أو الإدارة، ولكن في النهاية من يتحمل كل ذلك عند الخسارة هو المدرب فقط.
وشدّد على أنه يرى أن الإدارات في الأندية الكبيرة تتأثر بشكل واضح بردّة الفعل الجماهيرية والإعلام المناصر لها.
وعبّر الجعيثن عن أمانيه أن تستفيد إدارات الأندية من أخطائها هي أيضاً ولا يكون التأثر العاطفي وردة الفعل هما من يحددان مسار القرارات التي تتخذها.
وطرح الجعيثن تجارب دول عالمية متقدمة، مثل ألمانيا التي لم يقودها خلال 4 عقود أو أكثر سوى عدد قد لا يصل إلى «10 مدربين»، والحال نفسه في أندية عالمية كبيرة فيما في منطقة الخليج وفي الدوري السعودي هناك تغييرات مستمرة للمدربين وكأن المشكلة والأخطاء مقتصرة عليهم.
من جانبه، أكد جمال محمد، هداف نادي الاتفاق السابق، أن المشكلة لا تقتصر في بعض الأندية على المدربين، بل على اللاعبين أنفسهم حيث لا يقدمون الأداء الفني ولا يحترمون الشعار الذي يرتدونه، ويكون في نهاية المطاف المدرب هو الشماعة التي يُعلق عليها فشل إدارات الأندية وتراجع أداء بعض اللاعبين فيها.
وأضاف: «الأندية تتحمل سوء الاختيار أيضاً للمدربين الذين يتم التعاقد معهم، حيث لا تتم دراسة وضع الفريق وإمكاناته من اللاعبين وقدراته، وعلى أساس ذلك يتم التعاقد مع المدرب المناسب الذي يمكنه توظيف العناصر».
وزاد بالقول: «إدارات الأندية تتحمل بشكل صريح قرارات اختيار المدربين، وهناك مدربون ضحايا لاستهتار اللاعبين حيث لا يقدمون الأداء الفني، وفي نهاية الأمر المدرب هو من يرحل».
وبيّن أن بعض المدربين يكونون الضحية، لأنهم قادرون على السيطرة على اللاعبين بفريقهم، وحينما يخطئ اللاعب يكون الضحية المدرب، لأنه من سمح لهذا اللاعب أو ذاك بالتمادي والتكبر على الفريق.
واتفق مع ما ذكره الجعيثن بشأن إضاعة اللاعب حمد الله ضربة جزاء هامة لفريقه النصر ضد الاتحاد، مشيراً إلى أن المدرب لا يجب أن يكون دائماً كبش الفداء، بل يجب أن يمنح الثقة والصلاحيات، ومن المهم أن يكون المدرب قوي الشخصية.
من جانبه، أكد المهندس عبد العزيز المضحي، رئيس نادي العدالة، الذي كان ناديه في دوري المحترفين السعودي في الموسم قبل الماضي، أن الإدارات تضطر أحياناً إلى إقالة المدربين حينما تصل معهم إلى طريق مسدودة.
وأضاف: «في العمل الإداري يكون هناك خيار للمدربين بناء على استشارات لخبراء في النادي ممن مارسوا كرة القدم تحديداً، وكانوا في معسكرات مع فرقهم والمنتخبات الوطنية، وحينما يتم التعاقد مع المدرب يتم منحه الصلاحيات، وهذا ما يحصل على الأقل في نادي العدالة، لكن أحياناً يبدو المدرب عنيداً ولا يريد أن يسمع الملاحظات ولا يغير شيئاً مع تكرار الأخطاء».
وأضاف: «اتخاذ قرار بإقالة المدرب ليس من القرارات السهلة، لأن ذلك ستكون له توابع تتعلق بالجانب المادي وغيرها، وأيضاً جانب الاستقرار، ولكن قد يكون ذلك أسرع الحلول من أجل أن يعود الفريق للمسار الذي يراد منه أن يسير فيه».
ورأى أن إقالة بعض المدربين تكون بسبب تكرار الأخطاء الواضحة للعيان، ضارباً مثلاً بمدرب الاتحاد السابق كاريلي الذي لم يحلّ الأزمات الدفاعية الواضحة في فريقه، ما كلف الاتحاد كثيراً، ولذا كان القرار الذي اتخذته الإدارة صائباً في رأيي، لأنه كما يبدو لم يكن مستعداً للاستماع للملاحظات والتصحيح، ولذا كان قرار الإقالة هو الأنسب للإدارة، كما ترى من جانبها، سواء اختلفنا معها في الرأي، أو تمت موافقتها، فهي في النهاية اتخذت ما تراه أنسب ولمصلحة فريقها.


مقالات ذات صلة

صدارة الاتحاد على المحك... والهلال للعودة من الباب الكبير

رياضة سعودية كانتي خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (الاتحاد)

صدارة الاتحاد على المحك... والهلال للعودة من الباب الكبير

يقف الاتحاد أمام مهمة صعبة تتمثل في الحفاظ على صدارته لترتيب الدوري السعودي للمحترفين، عندما يخوض مواجهتين قويتين قبل دخول فترة التوقف الطويلة؛ حيث يحل ضيفاً.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية مباريات الهلال والشباب دائما ما تشهد إثارة وندية بين الفريقين (تصوير: عبدالعزيز النومان)

«ديربي الهلال والشباب»... إثارة ممتدة عبر التاريخ

يشكل ديربي «الهلال والشباب» منعطفاً تاريخياً مهماً، يعكس تطور المنافسة بين أندية العاصمة السعودية الرياض، وذلك على الرغم من الأضواء المسلطة باستمرار على ديربي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية احتفالية فريق الأهلي بهدف رياض محرز (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الأهلي يعبر الوحدة بهدف رياض

واصل فريق الأهلي رحلة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين، وكسب ضيفه فريق الوحدة بهدف وحيد دون رد ضمن لقاءات الجولة 12 في المباراة التي جمعت بينهما.

علي العمري (جدة )
رياضة سعودية دونيس مدرب فريق الخليج خلال المباراة (تصوير: عيسى الدبيسي)

دونيس مدرب الخليج: لم نتحفظ... القادسية كان الأفضل وانتصر

أشار اليوناني جيورجوس دونيس، مدرب فريق الخليج، إلى حالة توازن كانت حاضرة في المواجهة خلال الشوط الأول، على عكس ما حدث في الشوط الثاني الذي تفوق فيه القادسية.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية بيولي مدرب فريق النصر (رويترز)

بيولي: لم نفكر بالاتحاد أمام ضمك... الدوري طويل

كشف الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب فريق النصر، عن أن مباراة ضمك لم تكن سهلة، مشيراً إلى أنه لم يكن يفكر في مباراة الاتحاد أمام ضمك.

فارس الفزي (الرياض ) نواف العقيّل (الرياض)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.