النظام الحالي لـ{أبطال أوروبا» أفضل مما سيأتي

رغم تراجع مستوى الأندية الكبرى وتطور أداء الأخرى الثرية

تشيلسي ولقب أبطال أوروبا الموسم الماضي (غيتي)
تشيلسي ولقب أبطال أوروبا الموسم الماضي (غيتي)
TT

النظام الحالي لـ{أبطال أوروبا» أفضل مما سيأتي

تشيلسي ولقب أبطال أوروبا الموسم الماضي (غيتي)
تشيلسي ولقب أبطال أوروبا الموسم الماضي (غيتي)

في ظل الحديث عن تطبيق «النظام السويسري» لتطوير دوري أبطال أوروبا بدءا من عام 2024، وفي ظل الخطط التي تهدف إلى إقامة بطولة كأس العالم كل عامين، قد يتراءى للبعض أن الشكل الذي يُلعب به دوري أبطال أوروبا حاليا هو نموذج متواضع للغاية.
بالتأكيد، يمكن لمعظم متابعي وعشاق كرة القدم الآن، حتى أولئك الذين ليست لديهم خبرات كبيرة، أن يتوقعوا بسهولة الأندية الـ16 التي ستتأهل من دور المجموعات إلى الدور التالي. لكن المشكلة لم تكن تكمن أبداً في الشكل الذي تقام به المسابقة - وهو ما يجعل الانتقال إلى النظام السويسري غير مجد كثيرا، خاصة أن هذا النظام يجعل مشاركة الأندية الكبيرة في المسابقة «أطول» والعوائد المالية التي تحصل عليها «أكبر»، وهو الأمر الذي سيزيد الفجوة بين الأندية الغنية والأندية الفقيرة.
ويجب الإشارة إلى أن النظام الحالي لدوري أبطال أوروبا هو نظام جيد بالفعل، حيث يتم تقسيم الأندية المشاركة إلى ثماني مجموعات تضم كل منها أربعة أندية، على أن يتأهل أصحاب المركز الأول والثاني إلى الأدوار الإقصائية ويتأهل أصحاب المركز الثالث إلى الدوري الأوروبي، وهو النظام الذي يقلل إلى أقصى درجة ممكنة عدد المباريات التي تلعب دون هدف، وهو الأمر الذي يساهم بكل تأكيد في زيادة عنصر النزاهة في البطولة. وفي المقابل، فإن النظام السويسري به العديد من المشاكل، لعل أبرزها أنه قُرب نهاية المسابقة ستكون هناك دوافع مختلفة تماما للفرق المشاركة، حيث ستكون بعض الفرق قد تأهلت بالفعل، وبعض الفرق قد خرجت بالفعل لكنها تلعب أمام فرق لا يزال لديها أمل في الوصول إلى الدور النهائي أو الأدوار الفاصلة (أو الأسوأ من ذلك، ستكون هناك نفس الحوافز بالضبط، وهو ما يؤدي إلى احتمالية أن يكون التعادل مفيدا للطرفين).
تكمن المشكلة الأساسية الآن في الهيكل النهائي لكرة القدم الأوروبية، وفي أن هناك مجموعة من نحو عشرة أندية كبرى تفوق مواردها المالية موارد بقية الأندية مجتمعة لدرجة أن وصولها إلى دور الستة عشر يبدو مضمونا إلى حد كبير. لكن الأمر مختلف بعض الشيء هذا الموسم، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن العديد من الأندية العملاقة قد فشلت في الفوز بالدوري المحلي الموسم الماضي، وهو الأمر الذي وضعها ضمن الفئة الثانية، وليس الفئة الأولى، عند إجراء قرعة دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
لكن إلى أي مدى سيستمر هذا الانكماش؟ هذه قضية قابلة للنقاش، لكن الواضح للجميع هو أن الوباء قد أدى إلى تفاقم الصعوبات المالية الحالية للعديد من الأندية الكبرى لدرجة أن عصرها الذهبي قد يكون قد انتهى وتم استبداله من خلال الأندية التي تعتمد على ملاكها الأثرياء. وقد أدى ذلك إلى أن ينتابنا إحساس غير عادي بعدم القدرة على التنبؤ نسبياً.
لكن أكثر ما يلفت الأنظار هو المجموعة الثانية، حيث سيلعب أتلتيكو مدريد – الذي كسر الاحتكار الثنائي بين برشلونة وريال مدريد وفاز بلقب الدوري الإسباني الممتاز للمرة الأولى في سبعة مواسم – أمام ليفربول، وبورتو الذي بلغ الدور ربع النهائي الموسم الماضي، بالإضافة إلى ميلان الذي استعاد الكثير من قوته خلال الفترة الأخيرة. وقد لعبت هذه الأندية الأربعة فيما بينها 25 نهائياً لدوري أبطال أوروبا. ورغم أن ميلان بعيد كل البعد عن القوة التي كان عليها قبل عقد من الزمان، فإنه لا يزال واحدا من أغنى 30 ناديا في العالم من حيث الإيرادات. من المؤكد أن معظم الترشيحات تصب في مصلحة ليفربول وأتلتيكو مدريد للتأهل للدور التالي، لكن لا يزال هناك شعور بالخطر.
وعلاوة على ذلك، كان هناك تأثير كبير لفوز ليل وإنتر ميلان بلقبي الدوري الفرنسي والدوري الإيطالي بالترتيب، في مفاجأتين من العيار الثقيل. لقد تم وضع باريس سان جيرمان في الفئة الثانية، بعد فشله في الحصول على لقب الدوري المحلي، ليقع في نفس المجموعة مع مانشستر سيتي، الذي تغلب عليه في الدور نصف النهائي الموسم الماضي. لكن في ظل تأهل فريقين فقط للدور التالي، فدائماً ما يكون الفريق الثالث في المجموعة هو الذي يحدد مدى صعوبة ذلك. من المؤكد أن المواجهتين بين الفريقين المدعومين من أبوظبي وقطر هما من ستجذبان كل الأنظار ويقدمان مؤشرات واضحة على المراحل الأخيرة من المسابقة، لكن الأهم من ذلك ستكون المباريات التي سيلعبها باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي أمام لايبزيغ.
قد لا تكون هذه المجموعة صعبة للغاية كما تبدو للوهلة الأولى. لقد تجاوز لايبزيغ دور المجموعات الموسم الماضي ووصل إلى الدور نصف النهائي في الموسم الذي سبقه، لكن منذ ذلك الحين خسر الفريق جهود مديره الفني، جوليان ناغيلسمان، وقلبي الدفاع دايوت أوبيكانو وإبراهيما كوناتي، ولاعب الوسط مارسيل سابيتزر. وتشير الخسائر الثلاث أمام ماينز وفولفسبورغ وبايرن ميونيخ في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم إلى مدى صعوبة الفترة الانتقالية التي يمر بها في الفريق في الوقت الحالي.
ويتشابه الموقف أيضا مع مجموعة إنتر ميلان، الذي كان من الممكن أن يتسبب وجوده في الوعاء الأول في مشاكل كبيرة للفريق الذي تم وضعه في الوعاء الثاني، لكن ريال مدريد كان محظوظاً. ولم يقتصر الأمر على أن إنتر ميلان قد خسر الكثير من قوته بعد الفوز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز برحيل مديره الفني المميز أنطونيو كونتي وهدافه البلجيكي العملاق روميلو لوكاكو وظهيره المغربي الرائع أشرف حكيمي، لكن الفريقين اللذين جاءا في المركزين الثالث والرابع في المجموعة لا يشكلان أي تهديد يذكر، حيث يمر شاختار بفترة انتقالية وفشل الموسم الماضي في الفوز بلقب الدوري الأوكراني الممتاز للمرة الأولى منذ خمس سنوات، في حين كان نادي شريف هو أول فريق من مولدوفا يصل إلى دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
وكان نادي برشلونة أيضا من بين الأندية العملاقة التي تم وضعها في التصنيف الثاني خلال إجراء القرعة، ويواجه النادي الكاتالوني صعوبات كثيرة خلال الفترة الحالية ويعاني من تراكم الديون، وقد يجد الأمر أكثر صعوبة خلال النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا. أما المجموعة السابعة فهي أسهل بكثير، حيث تضم ليل حامل لقب الدوري الفرنسي، وإشبيلية الذي يعد أضعف فريق في الوعاء الثاني، وسالزبورغ، بالإضافة إلى فولفسبورغ، الذي يعد الفريق الوحيد الذي فاز بأول أربع مباريات في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم.
لقد علمتنا كرة القدم أن أي توقع قد يبدو أحمق، لكن ثلاث مجموعات فقط من المجموعات الثمانية تبدو الأمور فيها واضحة ومحسومة، وهو ما يعد وفقاً لمعايير اللعبة الحديثة منافسة مفتوحة وغير متوقعة في بطولة كبرى مثل دوري أبطال أوروبا. لا يزال دور المجموعات يعكس بشكل فج الفجوة المالية الهائلة الموجودة في اللعبة الحديثة، لكن على الأقل الشكل الحالي لدوري أبطال أوروبا أفضل مما سيأتي!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.