استعداداً للموسم السياحي الشتوي، وبالتزامن مع الاحتفال بيوم السياحة العالمي، أطلقت مصر حملات تسويقية على منصات التواصل الاجتماعي، كما شاركت في عدد من المعارض السياحية الخارجية؛ أملاً في تنشيط قطاع السياحة، رغم استمرار جائحة «كوفيد - 19»، واستمرار وضع البلاد على القائمة الحمراء بالنسبة للوباء في بعض الأسواق السياحية التقليدية لمصر في أوروبا.
وأطلقت مصر حملة دعائية عبر منصات التواصل الاجتماعي بنحو 14 لغة مختلفة تستمر حتى يوم 27 سبتمبر (أيلول) الحالي، الذي يصادف يوم السياحة العالمي، تهدف للترويج للمحافظات المصرية المختلفة ومنتجاتها التراثية المختلفة، تحت شعار «السياحة لتحقيق نمو شامل»، وهو الشعار الذي حددته منظمة السياحة العالمية للاحتفال هذا العام.
ويقول أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتنشيط السياحي المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرسائل الإعلامية التي تطلقها الهيئة خلال الجائحة هدفها توعية السائحين داخل وخارج مصر بالإجراءات التي تقوم بها الدولة للوقاية من انتشار الوباء، وكيف يمكنهم الاستمتاع سياحياً مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة»، مشيراً إلى أنّ «قطاع السياحة في مصر يعدّ مصدراً اقتصادياً مهماً؛ لذلك لا بد من دعمه والعمل على تنميته»، وقال إن «الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تسعى لإبراز ثراء المحافظات المصرية تراثياً».
وتأمل مصر في أن تساهم هذه الحملات في إعادة حركة السياحة إلى سابق عهدها، خصوصاً أن هذا القطاع يعمل به نحو 10 في المائة من قوة العمل في مصر، يقدر بنحو 3 ملايين شخص، حسب دراسة لمعهد التخطيط القومي التابع لوزارة التخطيط، نشرها في مايو (أيار) 2020. ووصل عدد السياح في عام 2019 إلى 13 مليون سائح، وبلغت عائدات القطاع 12.6 مليار دولار، وفقاً للدراسة ذاتها.
وفي سياق التسويق للموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ في أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، ومع عودة السياحة الروسية إلى البلاد الشهر الماضي، بعد توقف استمر 6 سنوات، في أعقاب حادث تحطم الطائرة الروسية في عام 2015، شاركت مصر خلال شهر سبتمبر الحالي، في النسخة الـ27 من المعرض الدولي للسياحة والسفر، الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو، كما شاركت في مايو الماضي في فعاليات الدورة الـ41 للمعرض الدولي للسياحة والسفر (الفيتور) بالعاصمة الإسبانية مدريد، كما شاركت في بورصة السياحة ببرلين في مارس (آذار) الماضي.
بينما يرى الخبير السياحي أحمد عبد العزيز «عدم جدوى المعارض الخارجية»، ويؤكد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة إعادة النظر في الطرق التقليدية للترويج للمقصد السياحي المصري والتي لم تتغير منذ سنوات»، ويقول إن «المعارض الخارجية لم تعد الوسيلة المناسبة الآن، كما أن السائح الروسي كان متعطشاً لمصر بعد غياب سنوات».
لكن يوسف يؤكد، أن «المعارض السياحية الخارجية ما زالت أداة من الأدوات المهمة للتسويق السياحي، بدليل اشتراك عدد كبير من الشركات والوجهات السياحية في هذه المعارض، وهي فرصة للالتقاء والاتفاق على برامج سياحية مختلفة وعقد اتفاقيات تجارية»، ويقول «نحن حريصون على التواجد دائماً في هذه المعارض لتعزيز الشراكات السياحية والتواصل مع شركات الطيران وغيرها، والإجابة عن تساؤلاتهم، خصوصاً في الأوقات الصعبة، لتوضيح الإجراءات الاحترازية في ظل الجائحة، والأماكن المفتوحة للزيارة».
وشدد يوسف على «أهمية المشاركة في المعرض لما للسوق الروسية من أهمية بالنسبة للسياحة المصرية، وخصوصاً بعد غياب 6 سنوات، إضافة إلى أهمية ذلك في ظل إعلان عام التبادل الإنساني المصري - الروسي (2021 - 2022) والذي يشمل تنظيم أحداث وفعاليات على المستوى السياحي والرياضي والثقافي والفني في كلا البلدين، فضلاً عن أهمية العودة في المشاركة الفعّالة في المعارض السياحية والأحداث الكبرى والمهمة في روسيا».
ورغم أن المعارض الخارجية أداة مهمة، وفق يوسف، فإنها «ليست الأداة الوحيدة؛ فهناك أدوات تسويقية أخرى مثل الحملات الدولية والحملات المشتركة، والقوافل، والرحلات التعريفية».
وشارك في المعرض الدولي للسياحة بموسكو هذا العام 780 عارضاً من 50 دولة، ويقدر عدد زائريه بنحو 65 ألف زائر، بحسب بيان وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتأتي هذه الحملة في ظل استمرار جائحة «كوفيد - 19»، ووضع مصر على القائمة الحمراء في بعض الدول الأوروبية، ومن بينها بريطانيا؛ مما يؤثر على حركة السياحة بشكل عام، وهنا يقول عبد العزيز، إن «هذه الحملات لن تحقق العائد المرجو في ظل استمرار الجائحة»، وطالب بـ«وضع خطة واضحة للترويج للمقصد السياحي المصري تتعاون فيها جميع الجهات المعنية، ومن بينها وزارة الطيران المدني لتنشيط السياحة في مصر، واستغلال المقدرات السياحية لمصر بالشكل الأمثل، مع وضع عروض تسويقية تجذب السائح أسوة بالدول الأخرى التي ما زالت تجتذب السياح رغم (كورونا)».
ويؤكد يوسف، أن «استمرار الجائحة لا يعني التوقف عن الترويج السياحي حتى في الدول التي تضع مصر على القائمة الحمراء»، موضحاً أن «مصر أعادت فتح السياحة بها منذ يوليو (تموز) 2020، ومن المهم التواصل مع الجميع، خاصة الدول التي تضع مصر على القائمة الحمراء؛ لأن هذه الدول ستفتح آجلاً أم عاجلاً، ومن المهم أن يبقى المقصد السياحي المصري في ذهن السائح الغربي، ليأتي إلى مصر عندما ترفع البلاد من القائمة الحمراء».
مصر تروج للموسم السياحي بحملات إعلانية ومعارض خارجية
رغم وضعها على القائمة الحمراء لـ«كورونا»
مصر تروج للموسم السياحي بحملات إعلانية ومعارض خارجية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة