«النواب» المصري والبرلمان العربي يدعوان لمكافحة الإرهاب في «الساحل الأفريقي»

شددا على ضرورة تحصين المجتمعات من «الفكر المتشدد»

العسومي خلال مشاركته في «القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب» (البرلمان العربي)
العسومي خلال مشاركته في «القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب» (البرلمان العربي)
TT

«النواب» المصري والبرلمان العربي يدعوان لمكافحة الإرهاب في «الساحل الأفريقي»

العسومي خلال مشاركته في «القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب» (البرلمان العربي)
العسومي خلال مشاركته في «القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب» (البرلمان العربي)

طالب مجلس النواب المصري (البرلمان)، والبرلمان العربي بـ«مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي». وشددا على «ضرورة تحصين المجتمعات من (الفكر المتشدد)». ودعا البرلمان المصري المجتمع الدولي إلى «التحلي بالشجاعة و(الإرادة الجادة) لمكافحة الإرهاب خاصة في الساحل الأفريقي».
وشدد رئيس البرلمان المصري حنفي جبالي على «ضرورة وضع (خارطة طريق برلمانية عالمية) لمجابهة الإرهاب حفاظاً على أمن واستقرار المجتمعات». وأكد جبالي أن «الإنسانية لا تزال تعاني من ويلات الإرهاب، رغم الجهود الدولية المبذولة للتصدي له»، مضيفاً في كلمته أمام «القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب»، التي استضافتها العاصمة النمساوية فيينا، أن «الدولة المصرية لم تنظر يوماً إلى مكافحة الإرهاب بوصفها قضية وطنية؛ بل وضعتها على قمة سُلم أولويات سياستها الخارجية، ونظرت إليها بوصفها تحدياً عالمياً، ينبغي أن يحظى بالإرادة الصادقة لمجابهته بشكل شامل». وأشار جبالي، مساء أول من أمس، إلى أن «الدولة المصرية تبنت مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب، تعتمد على تعزيز الشق التنموي والفكري والاجتماعي بجانب الحل الأمني».
في السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي «خطورة ما تشهده منطقة الساحل الأفريقي من تصاعد خطير في العمليات الإرهابية، خاصة أنه يوجد فيها أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، وهو ما يفرض مراجعة الاستراتيجيات القائمة في مواجهة هذه التنظيمات، وتبني مقاربات جديدة وفعالة في الحرب عليها». وشدد العسومي في كلمته التي ألقاها أمام «القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب» على «أهمية تدشين تعاون رباعي مؤسسي بين البرلمان العربي، والاتحاد البرلماني الدولي، واللجنة البرلمانية لمجموعة دول الساحل الخمس، وبرلمان البحر الأبيض المتوسط، لدعم جهود دول المنطقة والجهود الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب والوقاية من الفكر المتطرف»، مضيفاً أن «مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل لا تحتاج إلى استراتيجيات جديدة، فهناك خطط واستراتيجيات إقليمية ودولية قائمة بالفعل؛ لكن هناك حاجة ملحة إلى أن يكون هناك تنسيق وتكامل فيما بين هذه الاستراتيجيات».
ووفق بيان للبرلمان العربي أمس، «فقد تبنّت (القمة البرلمانية العالمية) الوثيقة التي قدمها رئيس البرلمان العربي، باسم البرلمان العربي بشأن رؤيته لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل»، التي أكدت أن «الحرب على الإرهاب، هي حرب فكرية بالأساس، حيث تأتي المواجهة الفكرية في مقدمة آليات الوقاية اللازمة لتحصين المجتمعات من التأثر بالفكر (الظلامي)، ومواجهة سياسات التجنيد التي تتبعها التنظيمات الإرهابية وتستهدف بها الشباب». وبالقدر ذاته من الأهمية، تأتي المواجهة التنموية الشاملة، لكي لا يوفر الجهل والفقر، بيئة خصبة تستغلها التنظيمات الإرهابية، لتجنيد واستقطاب المزيد من الشباب».
وقال العسومي، أمس: «إذا أردنا أن نقضي على الإرهاب، فلا بد أن تكون لدينا القدرة والجرأة على أن نميّز بين الجاني والضحية، فالدول العربية هي أكثر دول العالم التي (اكتوت بنار الإرهاب) ودفعت ثمناً باهظاً في محاربته، ورغم ذلك، نجدها أكثر الدول التي يتم لصق تهمة الإرهاب بها، وإذا استمر هذا (التشخيص الأعمى)، فلن نجد نهاية حقيقية للحرب على الإرهاب»، مؤكداً أن «الدول العربية شريك رئيسي في الحرب العالمية على الإرهاب».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.