«التأليف» يعكس انخفاضاً في سعر صرف الدولار

TT

«التأليف» يعكس انخفاضاً في سعر صرف الدولار

انعكست أجواء التفاؤل التي انتشرت منذ صباح أمس عن قرب تأليف الحكومة على سعر صرف الدولار في السوق السوداء بحيث سجل انخفاضاً لافتاً وصل بعد الإعلان عن تشكيلها إلى 14500 ليرة لبنانية بعدما كان قد لامس العشرين ألفا في الأيام الأخيرة، قبل أن يعود إلى مستوى يلامس الـ17 ألف ليرة. وافتتح السوق على سعر بين 18000 و 18100 ليرة صباحا ليستمر خلال ساعات النهار بالانخفاض تدريجيا إلى أن وصل ظهرا إلى 17000 ليرة ومن ثم 14500 بعد إعلان مرسوم تأليف الحكومة.
ومع التلاعب بسعر الصرف الذي بات مرتبطا بشكل أساسي مع الأجواء السياسية في لبنان وتتحكم به التطبيقات الإلكترونية، قال أمس رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان عبر حسابه على تويتر إن «العامل السياسي هو المؤثر الأول على سعر الصرف بالإضافة إلى المضاربات والتهريب وسوء الإدارة الاستهلاكية... الدولار الآن هبط إلى 17000 ليرة قبل صعود الرئيس المكلف إلى بعبدا للتشكيل».
وعلى وقع هذا التراجع شهدت محلات الصيرفة في مختلف المناطق زحمة كبيرة من قبل المواطنين الذين تسابقوا على بيع الدولار للاستفادة ماليا مع توقعات باستمرار انخفاض الدولار تباعا في الأيام المقبلة، حتى إن بعض المحال أقفلت أبوابها بعد الظهر وتوقفت عن الشراء. ومن شأن هذا الانخفاض، إذا استمر، أن ينعكس على مختلف جوانب حياة اللبنانيين والوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي بات مرتبطا بسعر صرف الدولار، فيما تتجه الأنظار إلى ما ستقوم به الحكومة على هذا الصعيد من إجراءات وما إذا كانت ستتخذ قراراً بتثبيت سعر الصرف الذي بقي لسنوات مثبتاً عند الـ1500 ليرة قبل أن يبدأ بالصعود على وقع الأزمات السياسية والمالية منذ أكتوبر 2019 وتخطى في بعض الأحيان عتبة العشرين ألف ليرة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.