تهديد «داعش» يعود من بوابة أفغانستان

قبل أيام من انطلاق محاكمة المتهمين في هجمات باريس 2015

استنفار أمني أمام برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز) 




المصحح: عبد_الرحمن_مقلد
استنفار أمني أمام برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز) المصحح: عبد_الرحمن_مقلد
TT

تهديد «داعش» يعود من بوابة أفغانستان

استنفار أمني أمام برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز) 




المصحح: عبد_الرحمن_مقلد
استنفار أمني أمام برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز) المصحح: عبد_الرحمن_مقلد

بينما كانت حركة «طالبان» تعمل على بسط سيطرتها على كابل، تعرضت العاصمة الأفغانية لهجوم دموي تبناه الفرع المحلي لتنظيم «داعش»، في ضربة تسلط الضوء من جديد على قوة هذه الجماعة المتطرفة وتثير مخاوف الغرب.
وقُتل نحو مائة مدني و13 جندياً أميركاً في التفجير قرب مطار كابل في 26 أغسطس (آب)؛ الهجوم الأكثر دموية ضد قوات الولايات المتحدة منذ 2011 في أفغانستان والأكبر ضد الجيش الأميركي الذي ينفذه «تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان». ووقع الهجوم قبل أيام من أن تبدأ في باريس الأربعاء محاكمة المتهمين في هجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 التي أوقعت 130 قتيلاً، والتي تبناها تنظيم «داعش» عندما كان في أوج قوته، وفيما تستعد الولايات المتحدة لإحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. ورغم أن تنظيم «القاعدة»، خصم جماعة «داعش»، تبنى أكبر هجوم في التاريخ الحديث ضد الولايات المتحدة، إلا أنه شكل مصدر إلهام للمتطرفين من جميع الانتماءات. وقالت المحللة في معهد «أميركان إنتربرايز»، ومقره واشنطن، كاثرين زيمرمان، إن «وكالات الاستخبارات الغربية يجب أن تكون في حالة تأهب بالفعل... (الجهاديون) دعوا إلى شن مزيد من الهجمات على الغرب». لكن مصدر الخطر الرئيسي قد تغير خصوصاً منذ انهيار «داعش» تحت ضربات التحالف الدولي. وحسب محللين تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية، فإن تنظيم «داعش» قد لا يكون قادراً في المرحلة الحالية على شن هجوم في الغرب على غرار الهجوم المعقد في 2015 بباريس.
ورغم ذلك، تبقى فروعه المحلية في نيجيريا ومالي واليمن ناشطة، فيما تبنى التنظيم في العراق، الأنشط بالعالم، الأحد، قتل 13 ضابطاً في الشرطة الاتحادية. ويملك تنظيم «داعش» الناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، خبرة في كيفية حشد المقاتلين، خصوصاً بفضل خطابه المتماسك. وتدرك الأجهزة الأمنية أنها لا تستطيع أن تضمن عدم قيام مناصر للتنظيم بتنفيذ هجوم فردي على غرار هجوم الجمعة في نيوزيلندا.
في كابل، كان هجوم تنظيم «داعش» أكثر رمزية لأنه وقع رغم تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن، من احتمال تنفيذ ضربة. ويشير الباحث في معهد الدراسات السياسية بباريس جان بيار فيليو، إلى أن «عجز واشنطن عن منع مثل هذا الهجوم المعلن عنه على الملأ، يسمح لتنظيم (الدولة الإسلامية - ولاية خراسان) بتضخيم قدرته على تنفيذ ضربات دامية». ورأى أن «المواجهة المباشرة بين القوات الأميركية و(طالبان) خلقت فجوة أمنية يمكن أن يستغلها المهاجمون (الجهاديون)». وسارع المتعاطفون مع تنظيم «داعش» إلى استغلال الهجوم في العاصمة الأفغانية. وقالت جماعة «هدم الأسوار» المتطرفة إن «كابل لنا»، واضعة الأميركيين و«مرتدي طالبان» في الخانة ذاتها. ويعد تنظيم «داعش - ولاية خراسان» حالياً «رابع أنشط التنظيمات في العالم منذ بداية العام»، كما يشير الخبير في شؤون الجماعة المعروف على «تويتر» باسم «السيد كيو». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجوم على كابل «يعيد (تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان) إلى قلب الاهتمام السياسي والإعلامي». في شرق سوريا ما زالت خلايا تنشط وتنفذ عمليات بين وقت وآخر، «بدأ التنظيم بين عامي 2019 و2020 تدريب عناصره على تنفيذ هذا النوع من الهجمات خارج العراق وسوريا وربما خارج الشرق الأوسط»، على حد قول الدبلوماسي الأميركي والمبعوث الخاص السابق للتحالف الدولي ضد التنظيم جيمس جيفري. ومن هذا المنطلق، تُبقي الدول الغربية أعينها مفتوحة على احتمال وقوع هجمات. وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في نهاية أغسطس، من العراق، إلى عدم التخاذل، لأن التنظيم «لا يزال يشكل تهديداً». كما توعد بايدن تنظيم «داعش» في أفغانستان بمزيد من الرد، قائلاً «إلى تنظيم (داعش) - ولاية خراسان: لم نفرغ منكم بعد». وحذرت زيمرمان من أنه إذا تُرك التنظيم من دون رادع «فليس من الصعب، أن ينمو التهديد الإرهابي في أفغانستان ويمتد إلى المنطقة وحتى إلى الغرب».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».