مصر توقع عقداً لخط قطارات فائق السرعة بـ 4.45 مليار دولار

«سيمنس» الألمانية وصفته بـ«قناة السويس على قضبان»

TT

مصر توقع عقداً لخط قطارات فائق السرعة بـ 4.45 مليار دولار

وقعت مصر عقداً بقيمة 4.45 مليار دولار لتشييد خط سكك حديدية كهربائي فائق السرعة يربط ساحلي البحر الأحمر والبحر المتوسط، وسيشيده كونسورتيوم يضم سيمنس الألمانية التي وصفته «بقناة السويس على قضبان» وشركات أخرى.
وقال مجلس الوزراء في بيان أمس إن العقد، الذي وقعته الهيئة القومية للأنفاق مع كونسورتيوم يضم سيمنس موبيلتي وأوراسكوم كونستراكشون والمقاولون العرب، سيشمل التصميم والتنفيذ والصيانة لخطوط السكك الحديدية لمدة 15 عاما.
ويشمل الخط الأول البالغ طوله 660 كيلومترا خطا رئيسيا مصمما لنقل ما يزيد على 30 مليون مسافر سنويا، وكذلك يضم خطا للشحن، وسيربط بين ميناء العين السخنة على البحر الأحمر وميناء الإسكندرية وميناء مرسى مطروح على البحر المتوسط. وسيصل طول شبكة السكك الحديدية في نهاية المطاف إلى 1825 كيلومترا بحسب مجلس الوزراء.
ويعد العين السخنة ميناء ومجمعا صناعيا رئيسيا يقع إلى الجنوب مباشرة من قناة السويس، وأسرع رابط بحري بين أوروبا وآسيا. وقال رولاند بوش الرئيس التنفيذي لسيمنس للصحافيين في مؤتمر عبر الفيديو إن خط السكك الحديدية سيقلص زمن الرحلات بما يصل إلى النصف، ووصفه «بقناة السويس على قضبان». وأوضح بوش، أنه «تم الآن توقيع عقد لإنشاء أول 660 كيلومترا من الشبكة فائقة السرعة المخطط لها، والتي يبلغ إجمالي طولها 1800 كيلومتر».
وقالت مجموعة الهندسة والتكنولوجيا الألمانية إن نصيبها من العقد يبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار. وسيتم تسليم القطارات بواسطة وحدتها سيمنس موبيلتي بحلول نهاية 2023 على أن تكتمل الطلبية بحلول 2027. وقالت أوراسكوم في بيان إن من المتوقع إتمام الإغلاق المالي للعقد في 2022.
كما قالت أوراسكوم إن الهيئة القومية للأنفاق اتفقت أيضا مع الكونسورتيوم على مناقشة ووضع اللمسات النهائية على اتفاقات لخطي سكك حديدية آخرين فائقي السرعة في مصر، أحدهما يمتد جنوبا من القاهرة إلى أسوان، والآخر يربط بين الأقصر الواقعة على النيل من ناحية والغردقة وسفاجا على البحر الأحمر من ناحية أخرى.
شهد التوقيع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بحضور وزير النقل كامل الوزير، والسفير الألماني في القاهرة فرنك هارتمان.
ومصر بها شبكة كبيرة للسكك الحديدية لكنها تعاني منذ عقود من قلة الاستثمار والحوادث. وسرعت الحكومة في السنوات القليلة الماضية مسعى خاصا بالبنية التحتية يشمل تطويرا سريعا لشبكة الطرق وتوسيعا لقناة السويس.
وإلى جانب سيمنس، تقدم اتحادان صينيان ومجموعة «ألستوم» الفرنسية بطلب للحصول على الصفقة الكبيرة. وقال بوش: «لا يمكنك إنجاز مشروع كهذا بدون دعم سياسي»، معربا عن شكره للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ووفقا لبيان تم نشره على صفحة رئاسة الوزراء المصرية على موقع فيسبوك، فقد جرى توقيع عقد تصميم وتوريد وتنفيذ وصيانة لمدة 15 عاما وتوفير تمويل الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع (السخنة - الإسكندرية - العلمين - مطروح) بطول 660 كلم.
ويذهب ثلثا قيمة العقد، إلى سيمنس، بحسب بيانات رئيس فرع النقل في الشركة «سيمنس موبيليتي»، ميشائيل بيتر. وذكر بيتر أن قطارات الركاب سيُجرى تصنيعها في مصانع الشركة بكريفيلد، بينما سيُجرى تصنيع القاطرات التي ستُستخدم في حركة نقل البضائع في كريفيلد وميونيخ، وسيُجرى أعداد التقنيات الخاصة بإشارات السكك الحديدية في براونشفايج، وقال: «المصريون يشترون أحدث ما في الحديث».
ومن المقرر أن يربط مساران إضافيان من الشبكة الجديدة العاصمة القاهرة، بسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة، على طول نهر النيل بأسوان، والأقصر بسفاجا عبر الغردقة. والمنتظر إتمام المفاوضات بشأن هذا التوسع خلال الأشهر المقبلة.
وقال بوش: «هذا المشروع الرائد سيوفر فرص عمل، وسيحفز النمو الاقتصادي، وسيحسن نوعية الحياة لملايين الناس»، مضيفا أن الخط الأول وحده مصمم لاستيعاب 30 مليون مسافر ونقل حمولة بضائع تقدر بـ3.‏1 مليون طن - كيلومتر سنويا.
ومن المقرر تشغيل المرحلة الأولى في الشبكة الجديدة تدريجيا خلال الفترة من عام 2023 حتى عام 2027. وقال وزير النقل المصري، اللواء كامل الوزير: «المشروع سيساعد أيضا في دعم السياحة عبر وسيلة نقل سريعة وحديثة وآمنة».


مقالات ذات صلة

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.