دعا السيناتور الأميركي ريتشارد بلومنثال خلال زيارة إلى بيروت، أمس، ضمن وفد لمجلس الشيوخ الأميركي، إلى عدم اعتماد لبنان على شحنات الوقود الإيراني التي ينوي «حزب الله» استيرادها، وتغيب أي معلومات تفصيلية عن موعد وصولها، قائلاً إن «الحزب يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان»، في حين طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري من الوفد أن تكون هناك استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر الحدود البرية مع سوريا.
وجاء تصريح بلومنثال خلال مؤتمر صحافي عُقد في ختام جولة قام بها وفد من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي على قيادات لبنانية. وترأس الوفد السيناتور كريستوفر مورفي، وضم السيناتور ريتشارد بلومنثال، والسيناتور كريستوفر فان هولاند، وتوماس أوسوف، ورافقته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا خلال جولته، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وقال بلومنثال «لا داعي لاعتماد لبنان على الوقود الإيراني»، مشيراً إلى أن «أي وقود يجري نقله عبر سوريا خاضع للعقوبات»، لكنه لفت إلى أن واشنطن «تبحث عن سبيل لأداء ذلك من دون عقوبات». وقال «نعمل بنشاط على سبل لحل أزمة الوقود».
وتطرق الوفد إلى ملف الفساد في لبنان، وقال متحدث باسمه، إن «الفساد نمط في الحكومة اللبنانية، وهذا غير مقبول»، مضيفاً «أي عضو في الحكومة يتورط في قضايا فساد ستفرض عليه عقوبات أميركية».
وقال المتحدث «(حزب الله) يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان»، وأضاف «نحن متأكدون أن (حزب الله) منظمة إرهابية، ولكننا سنستمر في دعم لبنان».
واستهل الوفد جولته صباحاً بلقاء الرئيس اللبناني ميشال عون. وأبلغ الرئيس اللبناني وفد مجلس الشيوخ الأميركي، أن «عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً، والكثير من العقبات قد ذللت»، معرباً عن أمله في «أن تُشكّل الحكومة هذا الأسبوع»، لافتاً إلى أن «من أبرز المهمات المطلوبة منها هي إجراء إصلاحات وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من أحداث تراكمت فوق بعضها بعضاً، وأدت إلى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهناً».
وأكد عون، أن «الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022، وسنسهر على أن تتم في أجواء من الحرية والنزاهة؛ لأن الحياة الديمقراطية تستوجب تجديداً في السلطتين التشريعية والتنفيذية، تحتاج إليه الحياة السياسية في لبنان الذي ينتقل من مرحلة إلى أخرى بعد سلسلة إخفاقات حصلت منذ عام 1990 وحتى اليوم».
وشدد رئيس الجمهورية على التزامه «الاستمرار في عملية مكافحة الفساد»، معتبراً أن «إجراء التدقيق المالي الجنائي الذي أوكل إلى شركة (الفاريز ومارسال) هو من أبرز الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان تحقيقها خلال الفترة المقبلة».
وأشار إلى «العزم في معالجة نقاط الضعف في النظام الاقتصادي اللبناني»، لافتاً إلى «الحاجة الراهنة إلى مساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية، إضافة إلى استمرار دعم الجيش الذي تؤمّنه مشكورة الولايات المتحدة الأميركية. كذلك ستكون لإعادة إعمار لبنان حصة كبيرة في اهتمامات الحكومة العتيدة تعزيزاً للاستقرار الاجتماعي».
وبعدما شرح رئيس الجمهورية رداً على أسئلة أعضاء الوفد، انعكاس تراكم الأحداث على لبنان «بدءاً من الحرب السورية وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية مع نزوح مليون و850 ألف سوري، إلى إقفال المعابر وتوقف حركة التصدير عبر البر، وصولاً إلى الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت»، أكد أن «لبنان يتأثر سلباً بالتطورات في منطقة الشرق الأوسط، في حين أن تحقيق السلام العادل والشامل فيه ينعكس إيجاباً عليه ويساعد على تخطي الكثير من العقبات».
وجدد الرئيس عون «التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701 في الجنوب»، منوهاً بـ«التعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية (اليونيفيل) التي تم التجديد لها قبل يومين لسنة إضافية جديدة».
وزار الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعرب عن أمله بتشكيل حكومة في القريب العاجل، مشدداً بالمقابل على الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وأكد بري لوفد الكونغرس ضرورة حصول لبنان على استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع سوريا بما يساعده في حل الكثير من الأزمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة على الشعب اللبناني.
وكان الوفد زار قائد الجيش العماد جوزيف عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي.
وفد من «الشيوخ» الأميركي في بيروت يدعو إلى عدم اعتماد لبنان على النفط الإيراني
عون يأمل في تشكيل حكومة هذا الأسبوع... وبري يطالب باستثناءات لحركة البضائع عبر الحدود السورية
وفد من «الشيوخ» الأميركي في بيروت يدعو إلى عدم اعتماد لبنان على النفط الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة