الفلسطينيون لا يتوقعون خيرًا من الفائز بالانتخابات الإسرائيلية

خبراء فرنسيون يستبعدون مجددًا وفاة ياسر عرفات مسمومًا

الفلسطينيون لا يتوقعون خيرًا من الفائز بالانتخابات الإسرائيلية
TT

الفلسطينيون لا يتوقعون خيرًا من الفائز بالانتخابات الإسرائيلية

الفلسطينيون لا يتوقعون خيرًا من الفائز بالانتخابات الإسرائيلية

تابع الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة عن كثب الانتخابات العامة الإسرائيلية التي جرت أمس، ولكنهم لا يعولون كثيرا على نتائجها ولا يتوقعون منها خيرا يذكر، حسب عدد من المراقبين والمحللين السياسيين. وقد تجلى ذلك واضحا من خلال الصراع الدائر بين الأحزاب في الحملة التي سبقت الانتخابات، وهو الأمر الذي جعل الفلسطينيين يشعرون أنه لن يحدث تغيير يذكر، سواء فاز رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بفترة رابعة، أم فازت المعارضة المنتمية ليسار الوسط، حسبما أظهرت أحدث استطلاعات للرأي.
وفي هذا الصدد، قال فلسطيني من رام الله يدعى علي صالح: «دائما كنا ننتظر تعاقب الحكومات والانتخابات دون أن نرى شيئا إيجابيا. فهي كلها أحزاب متطرفة تتسابق على ابتلاع الأراضي الفلسطينية وعلى قتل الفلسطينيين، وعلى السيطرة على المقدسات والقدس».
وأضافت امرأة تدعى أم جهاد من سكان رام الله أيضا: «لقد كتب علينا أن نعيش الظلم طوال حياتنا، لأن إسرائيل لن تنتخب أي أحد يكون لصالح الفلسطينيين».
وكانت محادثات السلام قد انهارت بين إسرائيل والفلسطينيين في أبريل (نيسان) 2014 بعد أن استمرت 9 أشهر تحت رعاية الولايات المتحدة.
وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس في غزة: «نحن لا نراهن مطلقا على أي من نتائج هذه الانتخابات الإسرائيلية؛ فأي رهان عليها هو رهان خاسر، لأننا جربنا كل هذه الأحزاب التي حكمت الكيان الإسرائيلي على مدار سنوات الاحتلال، وكلها ارتكبت جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني وجرائم ضد الإنسانية».
وفي شارع بمدينة غزة التي تهيمن عليها حركة حماس، قال الشاب محمود الثلولي: «أكبر أمل لنا هو أن نعيش في سلام وألا تهدم بيوتنا مجددا.. وكل ما أنشده هو أن تحقق الحكومة القادمة السلام لقطاع غزة، وأن نتعايش بسلام على هذه الأرض». وقالت فتاة أخرى من غزة أيضا: «أتمنى أن يكون هناك تقدم وأن تتحقق خطوة للسلام والمفاوضات. لكني لا أتوقع شيئا من الحكومة الإسرائيلية أو من الشعب الإسرائيلي». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد عبر عن موقفه إزاء الانتخابات الإسرائيلية الأسبوع الماضي بقوله إنه على استعداد للعمل مع من يفوز فيها.
من جهة ثانية، استبعد الخبراء الذين كلفهم القضاة الفرنسيون المكلفون التحقيق في ملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، مجددا فرضية تسميمه بمادة البولونيوم، وذلك بعد إجراء فحوص إضافية، بحسب ما أعلنت مدعية نانتير في منطقة باريس مساء أول من أمس لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي سنة 2013، استبعد هؤلاء الخبراء مع فريق روسي آخر فرضية تسميم عرفات الذي توفي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 في مستشفى برسي العسكري قرب باريس عن 75 عاما، بعد تدهور مفاجئ لحالته الصحية. لكن خبراء من سويسرا كانوا اعتبروا أن فرضية التسميم «منسجمة أكثر» مع ما توصلوا إليه من نتائج.
وأوضحت كاترين دوني، مدعية نانتير، في بيان أن الخلاصات الجديدة للفرنسيين «تنفي فرضية التسمم الحاد بمادة (البولونيوم 210) في الأيام التي سبقت ظهور الأعراض على ياسر عرفات»، مضيفة أن الخبراء «ما زالوا يعتبرون أن مصدر (البولونيوم 210) و(الرصاص 210) اللذين رصد وجودهما في ضريح عرفات وفي العينات التي أخذت لدى دفنه، هو المحيط البيئي». وأوضحت المدعية أنه بعد التوصل إلى هذه النتائج، عاود الخبراء درس «المعطيات» الناتجة من الفحوص التي أجراها سنة 2004 جهاز الحماية الشعاعية، التابع للجيش، على عينات من بول عرفات خلال وجوده في المستشفى، ولم يعثروا فيها على أثر لـ«البولونيوم». وفي أغسطس (آب) 2012 كلف 3 قضاة في نانتير بإجراء التحقيق، في إشارة قضائية فحواها وجود عملية «اغتيال»، وذلك إثر شكوى ضد مجهول تقدمت بها سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني، بعد العثور على مادة البولونيوم في أغراض شخصية لزوجها. وقد فتح ضريح عرفات في نوفمبر 2012، وتم أخذ 60 عينة من رفاته، تقاسم خبراء سويسريون وفرنسيون وروس عملية فحصها.
ويشتبه عدد كبير من الفلسطينيين في أن إسرائيل قامت بتسميم عرفات، بتواطؤ مع محيطين به، لكن الدولة العبرية تنفي ذلك.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.