البندقية تمهد طريق المعالم الأثرية أمام أصحاب «الكراسي المتحركة»

سارت المنحدرات في المدينة بشكل جيد (غيتي)
سارت المنحدرات في المدينة بشكل جيد (غيتي)
TT

البندقية تمهد طريق المعالم الأثرية أمام أصحاب «الكراسي المتحركة»

سارت المنحدرات في المدينة بشكل جيد (غيتي)
سارت المنحدرات في المدينة بشكل جيد (غيتي)

جعلت 403 جسور وقنوات لا تعد ولا تحصى وشوارع جميلة مرصوفة بالحصى من البندقية واحدة من أجمل مدن العالم. لطالما كانت مدينة البحيرة شبه مستحيلة بالنسبة لمستخدمي الكراسي المتحركة للتنقل، مع وجود عدد محدود فقط من مناطق المدينة الخالية من الدرجات، وخدمة الحافلات المائية (التي يمكن الوصول إليها) تشغل طرقاً محدودة.
رغم ذلك، تعهدت سلطات البندقية بجعل المعالم السياحية الرئيسية في المدينة في متناول الجميع، من خلال طريق مناسب لأصحاب الكراسي المتحركة من نقطة الدخول الرئيسية للمدينة إلى ساحة سان ماركو الشهيرة.
لبدء المشروع، أعلن المجلس عن بناء ستة متحدرات في أجزاء من المدينة شديدة الازدحام: أربعة على الطريق إلى سانت مارك، واثنان في نقاط مهمة أخرى للسكان المحليين. ومن المقرر أن تبلغ تكلفة البرنامج 900 ألف يورو (1.6 مليون دولار).
وقالت فرانشيسكا زاكاريوتو، مستشار الأشغال العامة، لشبكة «سي إن إن»، إن الهدف هو «بناء طريق واحد على الأقل يسمح للأشخاص من جميع الأعمار بالذهاب على الأقل من ساحة روما (بوابة البر الرئيسي الإيطالي) إلى سانت مارك دون حواجز». وعند اكتمالها، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الكراسي المتحركة في البندقية في تاريخها، حيث إن المدينة تأسست عام 421م.
لن يكون الطريق الجديد متاحاً فقط لأصحاب الكراسي المتحركة، قالت زاكاريوتو: «لقد قمنا بتوسيع الخطة حتى يتمكن الجميع من القيام بها دون مشاكل، بما في ذلك المكفوفين». وأضافت زاكاريوتو: «نحن نقوم بتدخلات على الجسور، ونجعل الدرجات أسهل في الصعود، وإضافة أسطح غير زلقة تجعل كل شيء أكثر قابلية للعبور».
وقالت زاكاريوتو إن البندقية مدينة صعبة التحديث بسبب القواعد الصارمة حول تغيير تراثها الثقافي. لكنها قالت إن الهدف هو أن تصبح «نموذجاً لإمكانية الوصول للأشخاص الذين يعانون من مشاكل التنقل».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».