دليلك إلى أفضل الوجهات المغربية بحسب أهم المواقع السياحية العالمية

أبرزها فاس ومراكش وشفشاون

ساحة جامع الفنا في مراكش
ساحة جامع الفنا في مراكش
TT

دليلك إلى أفضل الوجهات المغربية بحسب أهم المواقع السياحية العالمية

ساحة جامع الفنا في مراكش
ساحة جامع الفنا في مراكش

لا يخفي سياح المغرب إعجابهم بعدد من المدن المغربية، خصوصا العتيقة منها، مثل فاس ومراكش ومكناس وطنجة والرباط. وهو إعجاب كان عاديا أن يجد صداه في عدد من المواقع السياحية المتخصصة بتصنيف أفضل الوجهات السياحية العالمية. وهكذا، فبعد أن احتلت مدينة «شفشاون» المرتبة الخامسة في لائحة المدن العالمية المعروفة بألوانها المزركشة الجذابة، صنف الموقع السياحي العالمي «تريفاغو» فاس ومراكش ضمن أفضل الوجهات السياحية لهذه السنة، حيث حلت الأولى رابعة، فيما حلت الثانية في المرتبة الـ17، بعد أن كان موقع سياحي آخر هو «تريب أدفايزور» قد صنفها سادسة.
ونجحت فاس ومراكش في ضمان موقع لهما ضمن أفضل الوجهات العالمية، حسب القائمين على «تريفاغو»، بفضل «السمعة» التي أصبحت للأولى بوصفها «عاصمة علمية روحية للمغرب»، فيما تعتبر الثانية «المدينة السياحية الأكبر في المملكة». وانتهى «تريفاغو» إلى هذا التصنيف بعد تجميع تنقيط 140 مليون سائح، عبر العالم، للوجهات السياحية التي زاروها. وحصلت فاس على تنقيط 84.6 على 100 نقطة، فيما حصلت مراكش على 83 نقطة. وساهمت عوامل متعددة في التصنيف الذي احتلته فاس ومراكش، بينها «العرض الفندقي وتنوع المرافق السياحية التي يمكن زيارتها».

* فاس.. والكل في فاس
* تقرن فاس بعبق التاريخ وأسماء العظماء والعلماء الذين ولدوا أو مروا أو دفنوا بها.. فاس، حيث «التاريخ ينز من الجدران، يطلع من النوافذ، يمسكنا بأيدينا ويسير أمامنا»، كما كتب عنها الشاعر السوري أدونيس. وقبل أدونيس، تغنى ويتغنى المغاربة كثيرا بفاس، مرددين «فاس.. والكل في فاس». وتعتبر فاس من المدن القليلة التي «تبيع» للسياح والزائرين التاريخ والحاضر، حيث يأتي إليها السياح من أجل المآثر، ومن أجل سهراتها وموسيقاها ومطبخها وصناعتها التقليدية.
وتأسست فاس سنة 809 للميلاد، قبل أكثر من 12 قرنا، وشكل هذا التأسيس بداية للحديث عن تاريخ الدولة المغربية، خصوصا أنها أول عاصمة عرفها البلد. وترتبط بداية التاريخ لمدينة فاس بحكاية هروب إدريس الأكبر من المشرق العربي ووصوله إلى منطقة «وليلي»، حيث احتضنته القبائل الأمازيغية.
ويرى عدد من المتتبعين لتاريخ المغرب أن حكاية الوئام الأبدي بين العرب والأمازيغ، على أرض المغرب، قد انطلقت لحظة تأسيس دولة الأدارسة وبناء مدينة فاس، التي أسسها عربي وبناها الأمازيغ، وسكنها الأندلسيون والقيروانيون والأفارقة والمسيحيون واليهود، ولذلك اعتبرت، على مدى تاريخها، مدينة انفتاح وتعايش.
وتعتبر فاس، اليوم، ثالثة كبرى مدن المغرب، وهي، إلى جانب مكناس والرباط ومراكش، واحدة من المدن الأربع العتيقة بالمغرب. ويحسب لها أنها ظلت محافظة على نمطها العتيق، من حيث أزقتها وبناياتها وحرفها، ولذلك يردد عشاقها وأهلها أن تاريخ البلد انطلق من فاس وإليها يعود. وتنقسم فاس إلى ثلاثة أقسام: «فاس البالي» وهي المدينة القديمة، و«فاس الجديد» وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي، خلال فترة حكم أسرة المرينيين، ما بين 1269 للميلاد، وهو تاريخ إطاحتهم بأسرة الموحدين، و1465 للميلاد، وهو التاريخ الذي أطاح بهم فيه الوطاسيون، ثم «المدينة الجديدة» التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار، الذي عمر في المغرب في الفترة ما بين 1912 و1956.
ويعتبر عهد المرينيين أزهى مراحل تطور مدينة فاس، إذ قاموا ببناء «فاس الجديد»، وتحصين المدينة بسور وتخصيصها بمسجد كبير وأحياء سكنية وقصور ومدارس ومارستانات وحدائق. ومن بين أبرز ما تشتهر به مدينة فاس جامع القرويين الذي بني عام 857 للميلاد، على يد فاطمة أم البنين الفهرية، التي يقال إنها وهبت كل ما ورثته لبناء الجامع، قبل أن يعمل أهل المدينة وحكام المغرب، على مدى التاريخ، على توسيعه وترميمه والقيام بشؤونه. وتعد صومعة المسجد أقدم منارة مربعة في الغرب الإسلامي، كما تعتبر جامعة القرويين، التي بنيت بصفتها مؤسسة تعليمية تابعة لجامع القرويين، أقدم جامعة في العالم، وقد تخرج فيها ودرس بها كثير من العلماء والمفكرين، أمثال موسى بن ميمون، وابن البنا المراكشي، وابن عربي، وابن رشد، والشريف الإدريسي، وابن زهر، وابن آجروم؛ لذلك اشتهرت فاس بوصفها عاصمة علمية وروحية للمغرب، وشكلت، على مدى تاريخها، مركزا دينيا وعلميا في شمال وغرب أفريقيا.
وتتميز فاس بمعالمها الأثرية التي تؤرخ لتاريخها وحضارتها، من أهمها الأسوار والأبواب بأقواسها ونقوشها. وداخل الأسوار، تتميز المدينة القديمة بوجود بنايات أصيلة ومستشفيات ومساجد وزوايا ومدارس، تعكس تطور تقنيات البناء ومهارات الصناع التقليديين والبنائين، على مدى أكثر من 12 قرنا من تاريخ المدينة، وهي جميعا أمكنة تستهوي الزوار والسياح. وصنفت فاس تراثا إنسانيا عالميا منذ عام 1981.

* شفشاون.. حديقة بحجم مدينة
* جرت العادة أن يتم تقديم وتعريف شفشاون، أو «الشاون»، كما يحلو للشماليين أن يسمونها، على أنها إحدى مدن الشمال المغربي، الجميلة والساحرة بطبيعتها وتاريخها، وجمالية بناياتها القديمة ودروبها وأزقتها الضيقة، ذات الطلاء الذي يذكر بمدن أخرى، توجد معها على الخط والمستوى نفسه من متعة الزيارة، مثل المدينة القديمة بأصيلة أو قصبة الأوداية بالرباط.
وتتشابه شفشاون مع أغلب مدن المغرب، من جهة الخلفية التاريخية، التي تبقى إحدى أهم العلامات والمميزات التي تبني لصورتها وتبرز غناها الثقافي والحضاري.
وتختلف الروايات وتتعدد بصدد تسمية «شفشاون»، حيث تقول إحداها إن معناها أمازيغي، هو «قرون الجبل»، وإن الاسم أطلق على المدينة، نسبة إلى قمم الريف المطلة عليها. وتذهب رواية أخرى إلى القول إن التسمية جاءت من «شوف الشاون» بالدارجة المغربية، وتعني بالعربية الفصحى: «انظر الشاون»، حيث حرفت العبارة الدارجة لتنتهي تسمية للمدينة: «شفشاون».
وتشير الكتابات التاريخية إلى مجموعة محطات في تاريخ المنطقة، يقول بعضها إن سكان الإقليم ينحدرون من أصول بربرية، وإن المنطقة عرفت هجرات بشرية، أيام الفينيقيين والرومان والقرطاجيين والوندال، حيث يتم الحديث عن بعض الآثار القديمة والأسماء، دليلا على بعض من مروا من المنطقة، قبل أن يتم تناول ورصد وصول ومرور الفاتحين المسلمين مثل موسى بن نصير، الذي بنى مسجدا بقبيلة بني حسان، شمال غربي شفشاون، وطارق بن زياد، الذي يوجد، إلى اليوم، مسجد يحمل اسمه بقرية الشرفات، بقيادة باب تازة، فضلا عن القبائل التي نزحت من الأندلس بعد سقوطها.
وتشير الكتابات التاريخية إلى أن المنطقة أصبحت، منذ الفتح الإسلامي للمغرب، مركزا لتجمع الجيوش العربية، قبل أن تدخل ضمن حكم الأدارسة. كما أنها عرفت وقوع حروب ونزاعات مختلفة، حتى تأسيس المدينة في سنة 1471، على يد علي بن راشد، لإيقاف الزحف البرتغالي على المنطقة.
وتؤكد الكتابات التاريخية أن اختطاط المدينة كان في الجهة المعروفة بعدوة وادي شفشاون، على يد الشريف الفقيه أبي الحسن، المعروف بابن جمعة، وقام، من بعده، ابن عمه الأمير أبو الحسن علي بن راشد باختطاط المدينة في العدوة الأخرى، فبنى قصبتها وأوطنها بأهله وعشيرته.
وتقع «القصبة» في الجزء الغربي للمدينة، وتعتبر نواتها الأولى، التي تقول المصادر التاريخية إن علي بن راشد اتخذها مقرا لقيادته وثكنة عسكرية من أجل الجهاد ضد البرتغاليين.
ومن الناحية المعمارية، يحيط بـ«القصبة» سور تتوسطه 10 أبراج، تجسد بطريقة بنائها النمط الأندلسي في العمارة. ويحتوي الفضاء الداخلي لـ«القصبة» على حديقة كبيرة مزينة بحوضين. وإلى «القصبة»، هناك، أيضا، ساحة «وطاء الحمام»، وهي ساحة عمومية بالمدينة العتيقة، كما أنها قطب المدينة التاريخي والسياحي، على اعتبار أن كل الطرق تؤدي وتنتهي إليها. ويعتبر فضاء «وطاء الحمام»، إحدى نقط قوة المدينة، على مستوى السياحة والزيارة، حيث تكثر المقاهي والمطاعم الشعبية والمحلات التجارية التي تعرض المصنوعات التقليدية المحلية. وفي طريقه إلى ساحة «وطاء الحمام»، ثم «رأس الماء»، بعد ذلك، يتوقف الزائر عند منظر نسوة ينحدرن من ريف المدينة، وهن يعرضن سلعا وفواكه موسمية للبيع، عادة ما يكون بينها بيض وتين وزيتون.. وغيرها. ونظرا لطبيعة المدينة وشكل البنايات وثنائية الصعود والهبوط عبر الأزقة، للوصول إلى هذه الوجهة أو تلك، يتوجب على الزائر أن يتعب لكي يكتشف ويتعرف على المدينة، خصوصا حين الصعود، انطلاقا من ضريح علي بن راشد، القريب من ساحة محمد الخامس، وصولا إلى المكان الذي يمكن أن يستمتع منه بالمنظر الأخضر والمائي الذي يوفره منبع «رأس الماء»، وقبل ذلك هدوء مطاعم ومقاهي ساحة «وطاء الحمام». وفي جانب من ساحة «وطاء الحمام» تنتصب أمام ناظري الزائر أو الجالس، لاحتساء كأس شاي أو تناول وجبة تسد الجوع، بناية المسجد الأعظم، بصومعته التي تمنح المكان هيبة ووقارا.
ومن بين الأحياء العتيقة، يتوقف كل من زار المدينة عند «حي السويقة»، الذي يصنف ثاني أقدم تجمع سكني بني بعد «القصبة»، وهو حي يقال عنه إنه ضم في بدايته، 80 عائلة أندلسية، قدمت مع علي بن راشد، مع التأكيد على أن الحي سمي بهذا الاسم، لوجود «قيسارية» به بنيت في أواخر القرن الخامس عشر. علاوة على أنه يضم أهم وأقدم البيوت الموجودة بشفشاون، التي ترتدي لونا أبيض ممزوجا بالأزرق السماوي.
وتعتبر النافورة الحائطية الموجودة بأحد دروب «القيسارية»، من أهم نافورات المدينة، نظرا للزخرفة التي تزين واجهتها.
ويبقى منبع «رأس الماء»، وجهة مفضلة وأساسية عند زيارة المدينة، حيث تشكل الشلالات الساقطة من المنبع منظرا خلابا يجذب معظم الزوار، من جهة أنها فضاء طبيعي يضم شلالات وأشجارا ظليلة.

* مراكش.. دفء النهار وسحر الليل
* هي أشهر مدن المغرب، بل إن اسمها كان يطلق، إلى وقت قريب، على البلد بأكمله. وغالبا ما يثار اسم يوسف بن تاشفين (1061م - 1107م) حين يتم الحديث عن زمن التأسيس وتاريخ مراكش، كما يتم تفسير ظروف بناء المدينة، في عدد من الروايات التاريخية، باعتبارها ثمرة حب بين الأمير المرابطي وزوجته زينب النفزاوية، التي يقال إنها كانت وراء تحفيز بناء مدينة مراكش، سواء عند وضع أساسها الأول أو عند استكمال بنائها على يد زوجها. ونقرأ في كتاب «سبع سيدات مراكشيات باستحقاق» لمؤلفه محمد الصالح العمراني بن خلدون، أن الأميرة زينب النفزاوية هي «أم فكرة بناء مدينة مراكش حاضرة للمغرب المسلم الكبير من حدوده مع مصر نهر النيل إلى حدوده مع السنغال»، قبل أن يختم حديثه عنها، بقوله: «وتعزز مفعول ما تكون الأميرة زينب النفزاوية قد أوحت به إلى أمير المسلمين، زوجها، يوسف بن تاشفين، من أن تكون لدولة إمارة المسلمين المرابطية عاصمة حاضرة لهذه الدولة، دولة المغرب المسلم الكبير، واستجاب يوسف لزينبته، فبنى لها مدينة مراكش».
وتعرف المدينة بأكثر من لقب، فهي «الحمراء» و«الخضراء» و«البهجة» و«مدينة السبعة رجال». وفي مراكش، يبدو اللون الأحمر والنخيل الممتد في كبد السماء كما لو أنه يتكفل بالترحيب بزائر المدينة، سواء جاءها عبر طائرة تنزل من فوق أو راكبا قطارا أو حافلة. والحمرة في لون مراكش ليست من المميزات والحدود نفسها التي تلخص لكل الألوان التي نميزها بعضها عن بعض حين نتحدث عن الأحمر في علاقة بالأصفر والأخضر والأبيض والأزرق، مثلا. كل بنايات مراكش حمراء اللون. والحمرة، في حكاية مراكش، هي بمقياس لون صومعة الكتبية وتراب الأرض التي شيدت عليها المدينة، وهو التراب الذي انتصب، منذ البداية، أسوارا ودورا وصوامع.
وتعرف مراكش بعدد كبير من البنايات الأثرية المشهورة، مثل «صومعة الكتبية» و«مدرسة ابن يوسف» و«قصر البديع» و«قبور السعديين» و«القبة المرابطية» و«دار السي اسعيد»، و«قصر الباهية»، وغيرها من العلامات التاريخية، التي أصبحت شاهدا على الأسر التي توالت على حكم المغرب. وإلى جانب البنايات الأثرية، يوجد، في مراكش، عدد كبير من الحدائق «التاريخية»، التي تؤكد أن تاريخ المدينة الحمراء كتب عبر حدائقها، أيضا. ومن أشهر حدائق مراكش نجد «أكدال» و«المنارة» و«مولاي عبد السلام» و«ماجوريل». وعلى الرغم من أن الشمس تسكن سطحها وسماءها على مدار السنة، فإن كثرة الحدائق بمراكش ظلت تثير التعجب والحيرة لدى كل من يؤمن بأن الشمس مرادف للجفاف والأرض الجرداء القاحلة.
ويتميز المراكشيون بالمرح وحس الفكاهة، إلى درجة التصق معها لقب «البهجة» بكل مراكشي. وليست ميزة الفكاهة طارئة على المدينة، حيث يورد ابن الموقت، في كتابه «الرحلة المراكشية أو مرآة المساوئ الوقتية»، فقرة نقرأ فيها أن مؤسسها يوسف بن تاشفين «تحرى بواسطة بعض خلصائه وضع أول حجر من تأسيس بنائها في برج العقرب الذي هو برج الغبطة والسرور، لتبقى دائما دار سرور وحبور، وذاك السر في كون المرح والنشاط يغلب على سكانها ويفيض من بين أركانها».



دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
TT

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد وتذوق الأطباق الخاصة بكل مدينة.

البعض يفضِّل تمضية عطلة الأعياد في أماكن دافئة مثل أستراليا ونيوزيلندا وجزر المالديف وتايلاند والبرازيل، إنما الغالبية الكبرى تفضِّل عيش تجربة العيد في مدن باردة تستمد الدفء من أنوار العيد وزينته التي تتحول إلى مشروع تتنافس عليه البلدان والمدن حول العالم؛ لتقديم الأفضل واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح لرؤية التصاميم التي لا يمكن وصفها إلا بالروعة والإبداع.

عندما نذكر زينة أعياد الميلاد تخطر بعض المدن على أذهاننا؛ مثل نيويورك ولندن وباريس، وقد يكون السبب هو انتشار الأفلام السينمائية الكثيرة التي تصور الزينة، وتكون قصصها الخيالية مرتبطةً بالعيد.

وزينة العيد لا تقتصر فقط على الشوارع والأماكن العامة، إنما تتبناها المحلات التجارية لتصبح شريكاً مهماً في لعبة المنافسة العالمية للفوز بلقب «المتجر صاحب أجمل واجهة» في موسم الأعياد، وهذا ما نجحت فيه متاجر «هارودز»، و«سيلفردجز»، و«هارفي نيكولز»، ومحلات تجارية كثيرة في شارع بوند ستريت بلندن، أما في باريس فمتجر «غاليري لا فايت» أصبح أيقونة حقيقية لزينة العيد.

«ونتر وندرلاند» في لندن (غيتي)

إليكم جولة على أجمل الأماكن التي تتألق بأضواء وزينة العيد:

نيويورك، وتحديداً في «روكفيلير سنتر»؛ حيث تجد شجرة عيد الميلاد العملاقة بطول يزيد على 77 قدماً، ومزينة بشريط من الأضواء يزيد طوله على 5 أميال و45 ألف لمبة. الشجرة تُزرَع في النرويج. وبدأ هذا التقليد السنوي منذ عام 1933، وحينها أُضيئت أول شجرة، وبعد نحو قرن من الزمن لا يزال محبو الأعياد يتهافتون إلى هذا المكان لرؤية الشجرة وزينة العيد. ويُقدَّر عدد الزوار الذين يطوفون بالمكان يومياً بنحو نصف مليون شخص.

فيينا، تشتهر بأسواق عيد الميلاد التي تقام في ساحة «راثاوسبلاتز» التي تلبس زي العيد، وتنتصب الأكواخ الخشبية التي تبيع الهدايا والمأكولات الخاصة بالعيد.

باريس، شهيرة جداً بزينة العيد، لا سيما في شارعها الأهم، الشانزليزيه، المضاء بملايين الأضواء، إلى جانب واجهات المحلات التجارية التي تخلق أجواء ساحرة.

شجرة متجر «غاليري لا فاييت» في باريس هذا العام (أ.ف.ب)

ولكن يبقى متجر «غاليري لا فاييت» العنوان الأجمل لرؤية الزينة الخارجية والداخلية، ففي كل عام يتبدَّل شكل الشجرة في الداخل، وهذا العام تم اختيار تصميم عصري جداً وإضاءة «نيون» بيضاء، من الممكن رؤيتها عن قرب من الطابق السادس، فهناك جسر معلق يساعدك على الاقتراب من الشجرة التي تتوسط المبنى والتقاط أجمل الصور التذكارية. الحجز المسبق ليس إلزامياً، ولكنه يختصر عليك مدة الانتظار.

أما بالنسبة لمتجر «برينتان» فهو مميز بزينة واجهاته الخارجية، ويبقى برج إيفل الرابح الأكبر، ويزداد سحراً مع عروض الأضواء التي يتباهى بها في هذه المناسبة.

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

كوبنهاغن، من أجمل مدن الدنمارك، وهناك شبه إجماع على أنها مدينة نابضة بالحيوية ولقبها «مدينة أعياد الميلاد»، وفي هذه الفترة من العام يزداد سحرها وتتحول «حدائق تيفولي» في وسطها إلى عالم خيالي من الأضواء والأكواخ الجميلة.

افتُتحت هذه الحدائق عام 1843 ومنذ ذلك الحين أصبحت ملاذاً للزوار والسياح القادمين إلى العاصمة الدنماركية.

تقام فيها عروض جميلة للأضواء تلقي بإنارتها على «بحيرة تيفولي»، إلى جانب الألعاب النارية التي تقام في الأسبوع الفاصل بين عيدَي الميلاد ورأس السنة.

زينة العيد في طوكيو (أدوبي ستوك)

طوكيو، في موسم الأعياد تنسيك هذه المدينة اليابانية موسمَ أزهار الكرز في الربيع، فتكون خلال شهرَي نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) مزينةً بأنوار العيد وتُقام في شوارع أوموتيساندو وهاراجوكو عروض جميلة عدة، وتنتشر في تلك المنطقة أشجار العيد بتصاميم ثلاثية الأبعاد. ومن بين العروض الشهيرة أيضاً إضاءة أبكبوكوريو المذهلة.

موناكو، قد تكون شهيرة بسباق السيارات «Monaco Grand Prix»، ونادي اليخوت، ولكن هذا لا يعني أن تلك الإمارة الراقية لا تتفنن في موسم الأعياد والزينة المرافقة لها.

فابتداءً من شهر نوفمبر تزدان ساحة قصر مونتي كارلو بأضواء العيد، وتقام عروض خاصة يومياً، كما تتزين ساحة كازينو مونتي كارلو المقابلة لفندق «أوتيل دو باري (Hotel De Paris)» بأجمل زينة تتناغم مع روعة معمار المباني المحيطة. وتنتشر الأكواخ التي تبيع الهدايا على طول الريفييرا.

أسواق العيد في برلين (أدوبي ستوك)

برلين، من بين المدن الألمانية الشهيرة بأسواق عيد الميلاد، ومن أهمها سوق «جندار ماركت» وسوق «شارلوتنبورغ» وهما تجمعان بين التقاليد الأوروبية والأضواء الساحرة. من دون أن ننسى «بوابة براندنبور»، التي تضيف رونقاً خاصاً بأضوائها وزينتها.

لندن، قد تكون من أجمل المدن التي تعرف كيف تتأنق في موسم الأعياد، فشارعا أكسفورد وريجنت ستريت مشهوران بعروض الإضاءة الفريدة. إضافة إلى ساحة «كوفنت غاردن» التي تشتهر بشجرة عيد الميلاد العملاقة.

«ونتر وندرلاند» في لندن (الشرق الأوسط)

«ونتر وندرلاند» في هايد بارك، هي الحديقة ومدينة الملاهي التي يقصدها الملايين خلال فترة الأعياد لتذوق ألذ الأطباق، واللعب في كثير من الألعاب التي تناسب الصغار والكبار. فهي واحدة من أشهر الفعاليات الشتوية التي تقام سنوياً في قلب هايد بارك، وتعدّ وجهةً مثاليةً للعائلات والأصدقاء الباحثين عن أجواء احتفالية مليئة بالإثارة والتسلي.

ينتشر فيها أكثر من 100 كشك خشبي لبيع الهدايا اليدوية، والديكورات، والحلويات التقليدية. بالإضافة إلى ساحة تزلج مفتوحة في الهواء الطلق وعروض السيرك و«مغارة سانتا كلوز»؛ حيث يلتقي الأطفال تلك الشخصية الشهيرة ويلتقطون الصور. الحجز المسبق ضروري، وننصح أيضاً بارتداء أحذية مريحة وملابس دافئة.

العيد في البرازيل (أدوبي ستوك)

ريو دي جانيرو، من المدن الجميلة أيضاً خلال فترة الأعياد، ففيها شجرة عيد الميلاد العائمة في «بحيرة رودريغو دي فريتاس»، وهي من الأكبر في العالم. ومن الضروري زيارة شاطئ كوباكابانا، التي تضفي أجواء استوائية مميزة.

ستراسبورغ، تُعرف بـ«عاصمة عيد الميلاد»، مع أسواقها الشهيرة وشوارعها التي تكتسي بالأضواء الدافئة.

زيوريخ، من أجمل مدن سويسرا خلال موسم الأعياد، لا سيما شارع باهنهوف المزين بأضواء العيد الساحرة، والاحتفالات على البحيرة التي تتضمّن عروض أضواء وموسيقى مميزة.

دبي، تُقدَّم في «مول الإمارات» و«دبي مول» زينة فخمة وعروضٌ ضوئية في الداخل والخارج، وتُقام الألعاب النارية عند برج خليفة في ليلة رأس السنة، وهي من الأضخم عالمياً.

مدينة كيبيك، وتحديداً البلدة القديمة، تبدو فيها فترة الأعياد وكأنها لوحة شتوية مع زينة العيد والثلوج المتراكمة. سوق عيد الميلاد تضفي أجواء أوروبية تقليدية وسط طبيعة كندية خلابة.