عبد الله مغازي لـ«الشرق الأوسط»: كيري بدد ضبابية الموقف الأميركي من مصر بعد ثورة 30 يونيو

معاون رئيس الحكومة المصرية قال إن الأوروبيين يدركون أنه لا أطماع لنا في ليبيا

عبد الله مغازي لـ«الشرق الأوسط»: كيري بدد ضبابية الموقف الأميركي من مصر بعد ثورة 30 يونيو
TT

عبد الله مغازي لـ«الشرق الأوسط»: كيري بدد ضبابية الموقف الأميركي من مصر بعد ثورة 30 يونيو

عبد الله مغازي لـ«الشرق الأوسط»: كيري بدد ضبابية الموقف الأميركي من مصر بعد ثورة 30 يونيو

قال الدكتور عبد الله مغازي معاون رئيس مجلس الوزراء المصري لـ«الشرق الأوسط» أمس إن المؤتمر الاقتصادي المنعقد حاليا في شرم الشيخ يحمل دلالات سياسية فاقت دلالاته الاقتصادية على أهميتها، مشيرا إلى ما عده تبديد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لضبابية موقف بلاده من مصر بعد ثورة 30 يونيو، ومشددا على أهمية «الحماسة الأوروبية» للرؤية المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة إيطاليا التي عدها الشريك الأكبر لبلاده في حوض البحر المتوسط، لافتا إلى أن «الأوروبيين باتوا يدركون أنه لا أطماع لنا في ليبيا».
وقال مغازي الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من شرم الشيخ، حيث جرت وقائع اليوم الثاني لمؤتمر «مصر المستقبل» إن مؤتمر شرم الشيخ «دشن عودة حميدة للدور المصري على المستوى الإقليمي والدولي، وهي رسالة تمثلت في الحضور رفيع المستوى»، مؤكدا أنها خطوة من خطوات كثيرة على الصعيد السياسي منتظرة في المرحلة المقبلة.
وعلى صعيد العلاقات المصرية - الأميركية التي شهدت تحسنا ملحوظا خلال مؤتمر شرم الشيخ، أشار مغازي الذي شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الحملة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أنه لا يجب تقييم العلاقات المصرية الأميركية سلبا أو إيجابا على أساس موقف أو اثنين، فالعلاقات بين البلدين علاقات استراتيجية قائمة على لغة يتحدثها الجميع هي لغة المصالح المشتركة.
وكانت العلاقات المصرية الأميركية شهدت توترات على خلفية عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. وعلقت الولايات المتحدة مساعدتها العسكرية لمصر، لكنها زودت القاهرة بمقاتلات الأباتشي لدعمها في حربها على الإرهاب.
وقال مغازي إن «الولايات المتحدة شريك كبير واستراتيجي لمصر، ونحن ننظر باهتمام لشراكة مع الولايات المتحدة، وتصريحات كيري خلال المؤتمر تتجه لمزيد من الإيجابية، وبددت الغموض والضباب الذي أحاط العلاقات بين البلدين بعد ثورة 30 يونيو».
وقال وزير الخارجية الأميركي في تصريحات له على هامش اليوم الأول للمؤتمر إن مشاركته تستهدف إزالة أي لبس يحاول البعض الترويج له حول أي توتر في العلاقات المصرية الأميركية، مؤكدا دعم بلاده لمصر في حربها على الإرهاب.
وعن العلاقات المصرية الأوروبية، قال مغازي إن «الأوروبيين وخاصة إيطاليا التي تعد أكبر شركائنا في منطقة البحر المتوسط تتفهم جيدا الرؤية المصرية في مكافحة الإرهاب، يكفي أن نرى مدى حماسة كلمة رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي في افتتاح المؤتمر، وأيضا لا يجب أن ننسى الموقف الإسباني».
وتابع: «الأوروبيون، والإيطاليون على وجه الخصوص، وإلى حد بعيد الولايات المتحدة، باتوا الآن يدركون أن مصر ليس لها أطماع في ليبيا، وأنها تسعى فقط لحماية أمن ومقدرات الأشقاء في ليبيا». وكان المغازي يشير إلى الضربات الجوية التي شنتها المقاتلات المصرية على مواقع تنظيم داعش في ليبيا الشهر الماضي، ردا على مقتل 21 مصريا على أيدي التنظيم الإرهابي.
وأضاف المغازي أن الروح التي شهدها المؤتمر فيما يتعلق بتفهم الرؤية المصرية للحرب على الإرهاب، وإدراك الجميع أن الضربات الجوية (ضد «داعش» في ليبيا) تمت ضد عناصر إرهابية، استجابة لدور أصيل لمصر في حماية شعبها، وهو أمر يخوله القانون الدولي، هذه الروح ربما تدعم التحركات المصرية على الصعيد الدولي فيما يتعلق بالملف الليبي.
وعلى صعيد العلاقات العربية والأفريقية، قال مغازي إن المرحلة الراهنة تشهد أفضل وأزهى عصور العلاقات المصرية العربية وخصوصا الخليجية، حتى السودان تجاوزنا معها الكثير من المشكلات واتفقنا على تجنب الملفات الخلافية وعلى رأسها ملف حلايب وشلاتين (منطقة حدودية بين مصر والسودان تخضع للسيادة المصرية لكن السودان تعتبرها جزءا من أراضيها)، مضيفا أن تعليمات الرئيس السيسي واضحة بضرورة تحقيق المزيد من التعاون مع دول القارة الأفريقية وخصوصا دول حوض النيل.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».