نوع جديد من المطاعم أخذ ينتشر في أرجاء لندن في الآونة الأخيرة يقوم على التخصص في وجبة واحدة يقدمها لزبائنه. وتلقى هذه المطاعم الإقبال المتزايد من جميع فئات المجتمع حيث يرى البعض أن التخصص في وجبات محددة يعني التألق فيها وتقديم الأفضل بالمقارنة مع مطاعم تقدم قوائم عريضة من الأطعمة المختلفة. الوجبات الواحدة تعني أيضا أنها طازجة لأنها تستهلك أولا بأول من جميع رواد المطعم. وهي أيضا قد تكون أرخص ثمنا من المطاعم متعددة الوجبات.
ويفضل بعض الزبائن هذه المطاعم لأنها توفر لهم البساطة في الاختيار، كما أنها تتيح لهم أفضل الوجبات بالمقارنة مع المطاعم متعددة الوجبات. وهي تعفيهم من متاعب البحث في قوائم طعام طويلة لا يعنيهم فيها سوى الوجبة المفضلة لهم التي قد لا يجدونها. ويعني التخصص في وجبة واحدة خفض معدلات الطعام الهالك يوميا لعدم استخدامه، وهو شيء جيد للبيئة ويخفض من تكاليف المطعم ويؤدي بالتالي إلى خفض ثمن الوجبة.
وتوفر مطاعم الوجبة الواحدة سهولة اختيار تجعل الذهاب إلى تناول وجبة لا يحتاج إلى تفكير واختيار بعد يوم عمل شاق. كذلك يعني توفير وجبات واحدة أن الخدمة تكون سريعة حيث لا يضطر المطبخ إلى الانتقال بين وجبات متنوعة لإرضاء الزبائن.
وهناك مطاعم تجمع بين وجبتين فقط، وهناك الكثير من هذه المطاعم في طريقها قريبا إلى ضواحي لندن. وبعد نجاح التجربة في لندن انتشرت الظاهرة إلى مدن بريطانية أخرى مثل بريستول وليدز ومانشستر، وبعضها فروع لمطاعم لندنية متخصصة في وجبات بعينها.
ولكن البداية الحقيقية لهذا النوع من المطاعم كانت في نيويورك التي بدأت فيها نشأة مطاعم تقدم وجبات المعكرونة بالجبن والبطاطس المقلية وحلوى الأرز بالحليب. ويبدو أن مطاعم لندن لاحظت مدى نجاح هذا النوع من المطاعم في نيويورك، قياسا بالطوابير الطويلة عليها كل ليلة، فقررت استيراد الفكرة وتقديم وجبات تناسب الذوق الإنجليزي.
ويقول جاي راينر، أحد نقاد المطاعم في بريطانيا، إن «هذه الفكرة ليست بلا أخطار»، وذلك في تقرير له عن مطعم يقدم وجبة الريزتو الإيطالية. فهو يقول إن «على المطعم الذي يقدم وجبة واحدة أن يقدمها جيدا وإلا كانت نهايته في السوق سريعة. فمن لا يريد أن يكون متعدد الوجبات، يتعين عليه أن يكون قديرا في الوجبة الواحدة التي اختارها».
هناك أيضا متاعب ليست في الحسبان عندما يقدم المطعم وجبة واحدة بينما ينقسم الزبائن بين من يفضل هذه الوجبة ومن لا يفضلها، وينتهي الأمر بالأزواج أو المجموعات بالذهاب إلى مطاعم أخرى متعددة الوجبات.
كذلك تشكو المطاعم التقليدية في لندن من صعوبة تعيين طباخين متعددي المواهب خصوصا بعد ظهور هذا النوع من المطاعم الذي يبدو أنه أثر سلبيا على مهارات الطباخين من صغار السن الذين يفتقرون إلى الخبرة المناسبة. فهذه المطاعم تكتشف أن الجيل الجديد يتفوق في وجبات معينة دون غيرها مما لا يصلح للعمل في مطبخ متنوع الوجبات.
ولكن شعبية هذه المطاعم ما زالت منطلقة بلا هوادة ويقبل عليها الزبائن أحيانا من أحياء بعيدة.
وتمتد مطاعم لندن وحيدة الوجبات إلى الأقليات التي تعيش في لندن أيضا حيث توجد مطاعم روسية وبولندية وبلجيكية وآسيوية تقدم الوجبات الواحدة.
ومن منطقة الشرق الأوسط بدأت أيضا مطاعم الكشري في الظهور في لندن، وهو ما يمكن اعتباره وجبة واحدة.
وعلى النمط نفسه يمكن اعتبار منافذ بيع الفلافل أو الشورمة من هذا النوع من المطاعم وإن كانت قد سبقتها جميعا حيث تعمل في لندن منذ سبعينات القرن الماضي.
* فما أنواع الأطعمة التي تقدمها مطاعم الوجبة الواحدة؟
هذه النخبة من المطاعم اللندنية توضح توجهات أحدث صيحة في مطاعم العاصمة:
* بابلدوغز: وهو يتخصص في صنع السجق الأميركي «هوت دوغز» ولا يتنوع في هذا المطعم إلا أنواع الصلصة التي يفضلها الزبائن مع الهوت دوغز. ويقع المطعم في شارع شارلوت في الحي الغربي في لندن.
* برغر أند لوبستر: وهو مطعم يقع في دين ستريت غربي لندن ويتخصص فقط في وجبات الهامبورغر واللوبستر (سرطان البحر). ويفضل معظم الزبائن اللوبستر على البورغر خصوصا وأن ثمن البورغر الواحد لا يقل عن 20 جنيها (30 دولارا)، وهو نفس الثمن الذي يطلبه المطعم في وجبة اللوبستر. وهو مطعم متعدد الفروع بـ7 مطاعم في لندن أهمها في سوهو ونايتسبريدج وأكسفورد سيركس، بالإضافة إلى فروع في مدينة كارديف في ويلز، وآخر في نيويورك.
* بون داديز: وهو يقدم أنواع الشوربة والنودل التي يفضلها البعض في طقس لندن البارد. ويقال إن بعض الأنواع يتم طبخها لمدة 20 ساعة متواصلة. ويوجد المطعم في حي سوهو الصيني ويصطف الزبائن يوميا في انتظار طاولة شاغرة.
* أونست برغر: مع تعدد أنواع مطاعم الهامبورغر ومنها أسماء مشهورة، إلا أن البعض يصف أونست برغر بأنه يقدم أفضل أنواع البورغر في لندن. وبدأت شهرة هذا المطعم في جنوب شرقي لندن حيث كان الزبائن يذهبون من مناطق بعيدة إلى حي بريكستون لتناول وجبتهم المفضلة، ولكن المطعم افتتح مؤخرا فرعا آخر له في حي سوهو يقدم فيه البورغر والبطاطس لإعداد متزايدة من الزبائن.
* فلات ايرون ستيك: لم تشتهر لندن في الماضي بالمهارة في طهي شرائح اللحم التي تسمى «ستيك» حيث كانت المطاعم تبالغ في طهيها حتى الحرق. ولكن مطعم فلات ايرون ستيك غير هذه الفكرة تماما بتخصصه في تقديم وجبة «ستيك» فقط لزبائنه مع أطباق جنبية محدودة تشمل السلاطة أو البطاطس المقلية. وهو أيضا يقع في حي سوهو الصيني ويقبل عليه الزبائن يوميا من أجل هذه الوجبة الوحيدة.
* تشيكن شوب: وهو يتخصص في طهي الدواجن ويقدمها في أحجام تتراوح بين الربع والنصف والدجاجة الكاملة. ويقول المطعم إن الدجاج مصدره مزارع بريطانية تتخصص في تربية الدجاج الحر الطليق وليس المحبوس في أقفاص. ويختار الزبائن بين البطاطس المقلية أو أنواع السلاطة في ديكور داخلي بسيط لهذا المطعم الذي يقع في منطقة «هاي غيت» شمال غربي لندن.
من المطاعم الأخرى ما يقدم كرات اللحم فقط أو الدجاج واللحم أو البيتزا أو المعكرونة بالصلصة والجبن. ومعظم هذه المطاعم يوفر وجباته السريعة بلا حاجة إلى الحجز المسبق.