مصر تتطلع لانطلاقة جديدة تدعم استقرارها عبر مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي

السيسي يفتتح القمة اليوم بحضور 25 زعيمًا عربيًّا ودوليًّا

شرطي مصري بالحراسة خارج منتجع {ريد سي} في شرم الشيخ حيث ينعقد المؤتمر اليوم (أ.ف.ب)
شرطي مصري بالحراسة خارج منتجع {ريد سي} في شرم الشيخ حيث ينعقد المؤتمر اليوم (أ.ف.ب)
TT

مصر تتطلع لانطلاقة جديدة تدعم استقرارها عبر مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي

شرطي مصري بالحراسة خارج منتجع {ريد سي} في شرم الشيخ حيث ينعقد المؤتمر اليوم (أ.ف.ب)
شرطي مصري بالحراسة خارج منتجع {ريد سي} في شرم الشيخ حيث ينعقد المؤتمر اليوم (أ.ف.ب)

يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تمام الساعة الرابعة عصر اليوم بتوقيت القاهرة، مؤتمر «مصر المستقبل» لدعم الاقتصاد المصري، وذلك في حضور وفود من أكثر من 90 دولة و30 منظمة دولية وإقليمية، ومئات الشركات العملاقة. بينما أكد وزير الخارجية المصري، لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، في مؤتمر «مصر المستقبل»، تشكل إضافة مهمة للتنسيق الكامل مع المملكة العربية السعودية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية، السفير حسام القاويش، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرئيس سيفتتح القمة في حضور ما بين 22 إلى 25 زعيما، عربيا ودوليا، من ملوك وأمراء ورؤساء دول، أو رؤساء وزراء تنفيذيين، مثل رئيس الوزراء الإيطالي، إلى جانب رئيس وزراء لبنان في غياب منصب الرئيس اللبناني».
وتأمل مصر أن يجذب المؤتمر استثمارات محلية وأجنبية بمليارات الدولارات، إلى البلاد التي عانت من اضطرابات أمنية وسياسية على مدار أربع سنوات ماضية، أضرت بواقع الاقتصاد المصري. ويهدف المؤتمر، الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، إلى دعم الاستقرار الذي بدأت تتحسسه البلاد مؤخرا، وتحسين مستوى معيشة المواطن المصري عبر توفير المزيد من فرص العمل، حيث يقدر عدد المشروعات التي سيتم عرضها بالمؤتمر نحو 40 مشروعا استثماريا كبيرا.
ووصل السيسي إلى مدينة شرم الشيخ ظهر أمس، وذلك بالتزامن مع توالي وصول القادة، حيث وصل إلى المدينة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، قد وصل إلى شرم الشيخ.
وقال السفير القاويش، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القادة يتوافدون على شرم الشيخ تباعا في الساعات المقبلة (مساء أمس)، وإن ذلك يخضع لظروف الطيران الخاصة بكل منهم»، موضحا الاهتمام الكبير الذي توليه مصر تجاه المؤتمر، وكذلك الإقبال الطيب من أغلب الدول.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن مشاركة ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، في مؤتمر «مصر المستقبل»، تشكل إضافة مهمة للتنسيق الكامل مع المملكة العربية السعودية، والذي ظهر بشكل جلي وواضح خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للملكة مؤخرا، والمباحثات التي أكدت تطابق وجهات النظر في كل القضايا الثنائية والإقليمية والعربية وركزت على دعم العلاقات الثنائية.
وأضاف أن المملكة مواقفها داعمة لمصر وللاستقرار وللأمن القومي العربي والمصري الذي يتكامل مع بعضه البعض. وأشار إلى اتصالات مع الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، للتنسيق في القضايا المختلفة وبما يخدم المصالح العربية. كما أشاد شكري بمستوى المشاركة العربية والدولية في المؤتمر، مؤكدا أنه يعكس روح التضامن والثقة في الأوضاع الاقتصادية والأمنية ومسيرة خريطة المستقبل.
ويترأس الأمير مقرن وفد المملكة في المؤتمر. وقال السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين في القاهرة، إن ولي العهد السعودي سيترأس وفدا رسميا رفيع المستوى يضم مجموعة من الوزراء وعددا من كبار رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، مضيفا أن العلاقات السعودية المصرية لها جذور تاريخية، وأن أوجه التعاون بين البلدين في نمو في كل المجالات.
وأكد وزير الخارجية المصري أن المشاركة الكثيفة سواء على المستوى الرئاسي أو الوزاري في المؤتمر تعتبر دليلا على الاهتمام بمصر والتقدير بأنها تنطلق مع الاستقرار الذي تسعى لتحقيقه، وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي ومشروعات التنمية التي سيتم طرحها في المؤتمر. ووصف شكري المشاركة الكثيفة من جانب دول العالم في المؤتمر بأنها تعكس الدعم الدولي لمصر وللقيادة المصرية في «مصر الجديدة»، مشيرا إلى مشاركة نحو 120 وفدا تمثل أكثر من 90 دولة، منها 20 وفدا على المستوى الرئاسي، و25 منظمة دولية وعربية.
ومن المنظمات المالية الدولية المشاركة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية، والمفوضية الأوروبية، وجامعة الدول العربية، وبنك التنمية الأفريقي، وتجمع الكوميسا، والاتحاد من أجل المتوسط، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة اليونيدو، والصندوق الكويتي للتنمية، وصندوق النقد العربي، والصندوق العربي للإنماء. ويرأس وفد البنك الدولي حافظ غانم نائب رئيس البنك.
من جانبه، أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن «المملكة تكن تقديرا خاصا لمصر، ونتذكر دائما الدور الرائد الذي قامت به ولا تزال في دعم البحرين في مجالات تنموية عديدة في مقدمتها مجال التعليم منذ عشرينات القرن الماضي، والرعاية الصحية، وغيرهما. وفي الوقت الحاضر تسهم مصر ومثقفوها وعلماؤها وخبراؤها في المجالات القانونية والثقافية والاقتصادية في البحرين».
وأضاف العاهل البحريني أنه حضر بدعوة كريمة من أخيه الرئيس السيسي، لحضور المؤتمر «الذي أطلق الدعوة له منذ بضعة أشهر المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بن عبد العزيز، وواصل المسيرة من بعده الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة».
ويصل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والوفد الرسمي المرافق له، إلى شرم الشيخ اليوم، لترؤس وفد بلاده في المؤتمر، حيث تشارك الكويت بوفد يضم مختلف الجهات الحكومية والخاصة، منها هيئة الاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية وبيت التمويل الكويتي ومختلف البنوك الكويتية، بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال. ويشارك الرئيس السوداني عمر البشير في المؤتمر، يرافقه وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والمالية والاستثمار ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، فضلا عن مشاركة وفد اقتصادي كبير يضم أكثر من 20 من كبار رجال الأعمال والمستثمرين السودانيين.
ووصل إلى شرم الشيخ أيضا رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال. في حين يترأس وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفد بلاده لحضور المؤتمر، حيث من المقرر أن يجتمع مع السيسي، كما يلتقي أيضا بكبار المسؤولين في مصر لمناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والدولية.
وأعلن سفير فرنسا في القاهرة أندريه بارون أن بلاده ستشارك في المؤتمر الاقتصادي بوفد رسمي برئاسة ميشال سابان، وزير المالية، ومن 40 إلى 50 شركة فرنسية في مجالات الطاقة والدواء والنقل إلى جانب المعاملات المالية والسياحة.
من جهته، صرح السفير محمد حجازي، سفير مصر في برلين، بأن المشاركة الألمانية في المؤتمر غير مسبوقة، حيث يرأس الوفد الوزير زيغمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الاقتصاد والطاقة. كما يضم ثمانين مشاركا يمثلون كبرى الشركات الألمانية العالمية.
وكان السيسي قد عقد أمس اجتماعا أمنيا في القاهرة قبل توجهه إلى شرم الشيخ، ضم كبار المسؤولين الأمنيين على رأسهم الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وكذلك رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن الاجتماع تضمن استعراضا لتطورات الأوضاع الأمنية الداخلية، والاستعدادات وخطط مختلف أجهزة الأمن ارتباطا بانعقاد مؤتمر شرم الشيخ، مضيفا أن السيسي وجه بضرورة أن يتمتع كل رجال الأمن بأعلى درجات اليقظة لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة والمخططات التي تستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد.
وعلى صعيد آخر، أكدت وزيرة التعاون الدولي نجلاء الأهواني أن أجندة المؤتمر تركز على ثلاثة محاور، أولها افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لأعمال المؤتمر وكلمات الوفود المشاركة. وقالت إن المحور الثاني سوف يتناول الرؤية التوضيحية لفرص الاستثمار، ثم أهداف المؤتمر والخطط الطموحة التي قدمها للاستثمار في قطاعات البترول والزراعة والكهرباء والنقل واللوجيستيات. وأشارت الأهواني إلى أن هناك شخصيات عامة ستتحدث أمام المؤتمر وتشارك في جلساته، منهم الدكتور أحمد زويل، والدكتور محمد العريان، وكذلك رجال أعمال عرب وأجانب.
وقال أشرف سالمان، وزير الاستثمار، إن المؤتمر تقدمت له أفكار كثيرة تصل إلى 180 مشروعا، لكن تم اختيار 60 مشروعا لاستيفائها كل الإمكانيات المؤهلة للتنفيذ. وذكر أن المشروع الرائد أمام المؤتمر هو محور تنمية قناة السويس الذي سيمثل نحو 30 في المائة من الاقتصاد المصري الجديد.
وأكد وزير المالية المصري هاني قدري دميان أن المشاركة الكبيرة بالمؤتمر تعكس نجاح الخطة التسويقية لمصر دوليا من خلال سياسات متسقة عن فرص الاستثمار بمصر، موضحا أن هذه الفرص الاستثمارية تشمل مجالات مختلفة، منها السياحة والبتروكيماويات واستكشافات الغاز والبترول.
من جهة أخرى, وصل إلى مطار شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء المصرية، عصر أمس، وفد قطري رسمي برئاسة سلطان بن راشد الخاطر، وكيل وزارة الاقتصاد القطرية، قادما من السعودية، للمشاركة في فعاليات مؤتمر «مصر المستقبل» الاقتصادي والذي يبدأ اليوم.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».