الاحتجاجات تتسع في لبنان رفضاً لتردي الأوضاع المعيشية

اشتباكات مع الجيش في طرابلس

حشد من المتظاهرين في طرابلس أمس (الوطنية)
حشد من المتظاهرين في طرابلس أمس (الوطنية)
TT

الاحتجاجات تتسع في لبنان رفضاً لتردي الأوضاع المعيشية

حشد من المتظاهرين في طرابلس أمس (الوطنية)
حشد من المتظاهرين في طرابلس أمس (الوطنية)

عادت التحركات الشعبية إلى شوارع المناطق اللبنانية احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، وشهدت أمس مناطق عدّة قطعاً للطرقات، لا سيّما في طرابلس، حيث حصل اشتباك بين المتظاهرين والجيش اللبناني، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين.
وقطع عدد من المتظاهرين طريقاً في جبل محسن بمدينة طرابلس، احتجاجاً على الغلاء وارتفاع سعر صرف الدولار وانقطاع مادة المازوت، وعندما حاولت قوة من الجيش إعادة فتح الطريق، حصل تدافع مع المحتجين، وقام عناصر الجيش بإطلاق الرصاص في الهواء.
وشهدت الاحتجاجات (شمال) عمليات كر وفر بين الجيش والمحتجين وتبادل رشق بالحجارة، وأشار عدد من المحتجين إلى استخدام الجيش الرصاص المطاطي ضدهم.
وأوضح الصليب الأحمر اللبناني أنّ 5 فرق تابعة له نقلت 19 جريحاً الى مستشفيات ‏المنطقة في جبل محسن، فيما أعلن الجيش عن إصابة 10 عسكريين بجروح جرّاء تعرّضهم للرشق بالحجارة، و5 آخرين نتيجة إلقاء شبّان قنبلة يدوية باتجاهم.
وفي العاصمة بيروت، قطع محتجون عدداً من الطرقات الرئيسية بحاويات النفايات والعوائق، احتجاجاً على الوضع المعيشي وعدم توافر السلع الأساسية مثل الدواء.
كما قطع محتجون أوتوستراد الناعمة جنوب العاصمة بيروت بالاتجاهين، وفي مدينة صيدا قطع شبان الطريق في وسط المدينة بالإطارات المشتعلة.
وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون أكّد أمس، خلال جولة له على المواقع العسكرية في منطقة البقاع، أنه لن يسمح لأحد بزعزعة الأمن ولا عودة إلى الماضي، مهنئاً العسكريين بتفويت الفرص على من يريد نشر الفوضى وخلق الفتن.



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».