بعد تجميدها لأسابيع.. الصدر يوجه «سرايا السلام» لتحرير الموصل بالتنسيق مع الجيش

اتهام زعيم التيار الصدري أهالي نينوى بـ«التراخي» يثير حفيظة نواب المحافظة

بعد تجميدها لأسابيع.. الصدر يوجه «سرايا السلام» لتحرير الموصل بالتنسيق مع الجيش
TT

بعد تجميدها لأسابيع.. الصدر يوجه «سرايا السلام» لتحرير الموصل بالتنسيق مع الجيش

بعد تجميدها لأسابيع.. الصدر يوجه «سرايا السلام» لتحرير الموصل بالتنسيق مع الجيش

بعد قيامه بتجميدها لعدة أسابيع بسبب ما عده أدوارا تخريبية لما سماه «الميليشيات الوقحة»، على خلفية مقتل الشيخ قاسم سويدان الجنابي واختطاف ابن شقيقه النائب البرلماني زيد الجنابي، أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفصيل المسلح التابع له «سرايا السلام» بالتنسيق مع الحكومة لإنهاء التجميد والاستعداد للمشاركة في تحرير مدينة الموصل.
وقال الصدر، في بيان أمس، إنه «صار لزاما علينا بعد قرار الحكومة العراقية بالتحشيد لتحرير الموصل، وبعد تراخي أهاليها في تحريرها والرضوخ النسبي لشذاذ الآفاق، صار لزاما علينا إعطاء الأمر لمسؤول (سرايا السلام) بالعمل على التنسيق مع الجيش العراقي والحكومة العراقية على إنهاء التجميد والعمل على التحشيد الشعبي». ولفت الصدر إلى أن «اشتراك السرايا سيقلل من حدة التصاعد الطائفي ضد السنة غير الدواعش لعنهم الله، خصوصا بعد التصرفات من بعض الميليشيات الوقحة التي تسيء لسمعة الإسلام والمذهب». ودعا الصدر أتباعه في «سرايا السلام» إلى «البقاء على التجميد لحين الانتهاء من التحضيرات وعدم التدخل في الأمور السياسية والعمل المدني، وعدم مسك الأرض بل تحريرها فحسب»، مجددا «مطالبته بعدم التدخل الأميركي في تلك الحرب، فنحن قادرون على إنهاء (داعش) بفضل الله وعونه».
بدوره، نفى الشيخ أحمد مدلول الجربا، عضو البرلمان عن محافظة نينوى، وجود تراخ من قبل أهالي الموصل لتحرير مدينتهم، محملا في الوقت نفسه الحكومة العراقية مسؤولية التأخير في التسليح بالقياس إلى سرعتها في تسليح وتجهيز الحشد الشعبي وغالبيته من المتطوعين الشيعة أو الفصائل المسلحة الشيعية، وهي الرؤية التي يشاطره فيها القيادي في كتلة متحدون والنائب عن نينوى عز الدين الدولة.
وقال الجربا لـ«الشرق الأوسط» إن «أهالي نينوى لم يتعاونوا مع أحد من هؤلاء ولم يقدموا لهم دعما بأي شكل من الأشكال، وبالتالي فإن أي كلام بهذا الاتجاه غير سليم ويجافي الحقيقة»، مشيرا إلى أنه «بالقياس إلى سكان نينوى والأعداد التي يجري الحديث عنها من مسلحي (داعش) فإن نسبة مؤيدي التنظيم من المحافظة لا تتجاوز الـ2 في المائة من سكانها، وهي نسبة تكاد لا تذكر ولا تحتاج إلى هذا التهويل». وبشأن ما إذا كانت الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية على صعيد عدم إقرار قانون الحرس الوطني أو تسليح العشائر، قال الجربا إن «الأمر المهم قبل هذا وذاك هو أين الدولة من تسليح الجيش وتجهيزه؟ لأنها لو عملت على إعداد الجيش إعدادا حقيقيا لما احتجنا اليوم إلى كل هذه الأسماء، وبالتالي فإن الخلل يوجد في الدولة قبل العشائر والفصائل وغيرها، لكن المشكلة أنه لا توجد جدية واضحة في هذا المجال».
في السياق نفسه، أكد عضو البرلمان عن نينوى ووزير الزراعة السابق، عز الدين الدولة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية التأخير لأنها لم تكن جادة ليس في تسليح آلاف المتطوعين ممن يجرون تدريبات في معسكراتهم بإقليم كردستان بل هي ليست جادة حتى في صرف رواتبهم». وأضاف أنه «لدى أهالي الموصل حماس منقطع النظير لتحرير مدينتهم ومحافظتهم، لكنهم يحتاجون إلى دعم الدولة تجهيزا وتسليحا وإنفاقا على غرار ما تعمله مع الجهات الأخرى».
من جهته، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق والنائب الكردي شوان محمد طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظر إلى عملية تحرير الموصل سيكون بعيون تكريتية إن صح التعبير، حيث إن عملية تحرير تكريت ومحافظة الموصل، وما يمكن أن يترتب عليها من ملابسات، هي التي ستحدد الكيفية التي يمكن من خلالها التعامل مع الموصل». وأضاف طه أن «هناك أسئلة مهمة في هذا المجال، مثل: هل الحشد الشعبي سيكون بإمرة الجيش أم أن الجيش تحت إمرة الحشد الشعبي؟ ومن سيسيطر على المنطقة؟.. وهل سيتم استيعاب أهالي المنطقة؟.. بل هل سيتم الاكتفاء بالتحرير وطرد (داعش) والانسحاب أم أن هناك حسابات أخرى؟»، مؤكدا أن «عملية تكريت الآن مرصودة من جهات عالمية ومنها التحالف الدولي، وبالتالي على غرارها سيتم تحديد كيفية التوجه إلى الموصل لا سيما أن التحالف الدولي هو من سيمسك بملف الموصل». وبين طه أن «البيشمركة الكردية مستعدة لتحرير الموصل، وفي حال كان الهدف هو تحرير الموصل وجعل أهلها في المقدمة وهم من يتولى مصيرها فإن خطوة الصدر مرحب بها في حال كانت ضمن هذه السياقات».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».