الصحة العالمية: ارتفاع عدد إصابات «كورونا» في أوروبا بعد تراجعه لعشرة أسابيع

شاب بعمر 18 عاماً يتلقى جرعة لقاح ضد فيروس كورونا فى بريطانيا (د.ب.أ)
شاب بعمر 18 عاماً يتلقى جرعة لقاح ضد فيروس كورونا فى بريطانيا (د.ب.أ)
TT

الصحة العالمية: ارتفاع عدد إصابات «كورونا» في أوروبا بعد تراجعه لعشرة أسابيع

شاب بعمر 18 عاماً يتلقى جرعة لقاح ضد فيروس كورونا فى بريطانيا (د.ب.أ)
شاب بعمر 18 عاماً يتلقى جرعة لقاح ضد فيروس كورونا فى بريطانيا (د.ب.أ)

أعلن الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الخميس)، أن عدد الإصابات ب«كوفيد - 19» ارتفع مجدداً الأسبوع الماضي في أوروبا بعد تراجعه لعشرة أسابيع متتالية، على خلفية تزايد انتشار المتحورة «دلتا» الأشد عدوى، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أن جرعتين من لقاح مضاد لـ«كوفيد» تحميان كما يبدو من المتحورة «دلتا» لفيروس «كورونا».
وأكد مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوغه، في أثناء مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: «ستكون هناك موجة جديدة في المنطقة الأوروبية، إلا إذا بقينا منضبطين».
ورداً على سؤال حول القلق المرتبط بالمباريات الأخيرة لكأس أوروبا لكرة القدم فيما تتزايد الحالات في المدن المنظمة (لندن وباكو وسان بطرسبرغ)، دعت منظمة الصحة العالمية فرع أوروبا إلى تتبع المشجعين بشكل أفضل وليس فقط في الملاعب.
وبعد عشرة أسابيع شهدت تراجعاً متواصلاً في الحالات، ارتفع الأسبوع الماضي عدد الإصابات بنسبة 10% في منطقة أوروبا التي تضم 53 دولة بسبب «تزايد الاختلاط والرحلات والتجمعات وتخفيف القيود الاجتماعية».
وقال كلوغه إن «هذا الارتفاع يندرج في سياق وضع يتطوّر بسرعة، نسخة متحوّرة مقلقة -هي المتحوّرة (دلتا)- وفي منطقة حيث لا يزال ملايين الأشخاص غير ملقحين رغم الجهود الكبيرة من جانب الدول الأعضاء».
وتوقع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن تمثّل المتحوّرة «دلتا» شديدة العدوى 90% من الإصابات الجديدة بـ«كوفيد - 19» في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أغسطس (آب).
من جهته، توقع الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية اليوم، أن تصبح متحوّرة «دلتا» مهيمنة بحلول نهاية أغسطس في القارة العجوز.
وقال كلوغه: «لكن في أغسطس لن يكون سكان المنطقة ملقحين كلياً»، مذكراً بأن 63% من الأوروبيين لم يتلقوا بعد الجرعة الأولى.
من جهته، أكد مسؤول استراتيجية اللقاح في الوكالة الأوروبية للأدوية، ماركو كافاليري، خلال مؤتمر صحافي أن «المعطيات النابعة عن أدلة واقعية تُظهر أن جرعتين من لقاح تحميان من المتحورة دلتا».
وحذرت كاثرين سمالوود، وهي مسؤولة أخرى في منظمة الصحة من أن موجة جديدة «قد تحصل قبل الخريف».
وهذه المتحورة التي رُصدت في بادئ الأمر في الهند تنتقل بسرعة 40 إلى 60% أكثر من المتحورة «ألفا» التي رُصدت أولاً في بريطانيا، حسب الدراسات المتوافرة.
كذلك، أجمعت الدراسات على أن تلقي جرعة واحدة من اللقاح لا يقدم سوى حماية محدودة من المتحورة «دلتا».
ورداً على سؤال حول خطورة أن تكون مباريات كأس أوروبا لعبت أو تلعب دوراً في تزايد الإصابات، قال كلوغه: «آمل ألا يكون ذلك السبب، لكن لا يمكنني استبعاده».
وتعتبرت منظمة الصحة العالمية أن المدن المضيفة للمباريات الأخيرة من بطولة كأس أوروبا لكرة القدم يجب أن تضمن تتبعاً أفضل لحركة تنقل المشجعين، بما في ذلك قبل وصولهم وبعد مغادرتهم الملعب.
وقالت سمالوود، رداً على سؤال حول التوصيات في مواجهة تزايد الحالات في لندن وسان بطرسبرغ ومنذ فترة في باكو: «نحن بحاجة للنظر إلى ما هو أبعد من الملاعب نفسها».
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة البريطانية دور نصف النهائي ونهائي البطولة الأسبوع المقبل، فيما تقام في ثانية مدن روسيا مباراة ربع النهائي غداً (الجمعة)، بين سويسرا وإسبانيا. أما العاصمة الأذربيجانية فتستضيف (السبت) مباراة الدنمارك والتشيك.
ورُصدت مئات الحالات بين المشجعين في مباريات كأس أوروبا خصوصاً لدى الاسكوتلنديين العائدين من لندن أو الفنلنديين العائدين من سان بطرسبرغ أو مشجعين في ملعب كوبنهاغن تبين أنهم مصابون بمتحورة «دلتا».
وأكدت سمالوود أن «ما يجب أن ننظر إليه حول الملاعب هو كيف يصل الناس إلى هناك، هل يتحركون في قوافل حافلات مزدحمة أم أنهم يطبّقون إجراءات فردية؟».
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية في أوروبا تدعو أيضاً إلى متابعة أفضل لما يمكن أن يقوم به المشجعون «حين يغادرون الملعب، هل يتوجهون إلى الحانات؟».
ودعت المنظمة إلى التيقظ في كل التجمعات الصيفية الكبيرة بشكل عام سواء في بطولة كأس أوروبا أم غيرها.
ودخلت شهادة «كوفيد» التي فرضها الاتحاد الأوروبي لتسهيل السفر حيّز التطبيق، اليوم، تزامناً مع انطلاق موسم عطلات الصيف، لكنّ تفشي المتحورة «دلتا» يهدد بالحد من استخدامها.
وسجّلت روسيا، اليوم، 672 وفاة جرّاء فيروس «كورونا» خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق ما أعلنت الحكومة، في حصيلة قياسية للوفيات لثالث يوم على التوالي.
وتواجه البلاد تفشياً واسعاً للوباء نجم عن انتشار متحورة «دلتا» في إطار وضع يتدهور جرّاء بطء حملة التطعيم، فيما حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الأربعاء)، السكان على تلقي اللقاحات.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.