ترتيبات جنازته أُعدت 5 مرات... بريطاني عانى أطول إصابة بـ«كورونا» في العالم

البريطاني ديف سميث الذي أصيب بفيروس كورونا لما يقرب من 10 أشهر (الغارديان)
البريطاني ديف سميث الذي أصيب بفيروس كورونا لما يقرب من 10 أشهر (الغارديان)
TT

ترتيبات جنازته أُعدت 5 مرات... بريطاني عانى أطول إصابة بـ«كورونا» في العالم

البريطاني ديف سميث الذي أصيب بفيروس كورونا لما يقرب من 10 أشهر (الغارديان)
البريطاني ديف سميث الذي أصيب بفيروس كورونا لما يقرب من 10 أشهر (الغارديان)

مثل الآلاف، أصيب ديف سميث بفيروس «كورونا» في بداية الموجة الأولى في المملكة المتحدة عام 2020. ولكن في حين أن معظم المصابين، بمن في ذلك أولئك الذين يعانون من «كوفيد طويل الأمد»، يزيلون الفيروس الحي من أجسادهم في غضون أسبوعين، عانى سميث من نوع مختلف تماماً من المشاكل طويلة الأمد: عدوى مستمرة لأكثر من 290 يوماً، أو ما يقرب من 10 أشهر.
وكانت هذه أطول إصابة نشطة مسجلة لـ«كوفيد - 19» حتى الآن، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
خلال تلك الفترة، سجل سميث، البالغ من العمر 72 عاماً، من بريستول، 42 اختباراً إيجابياً لـلفيروس، وتم نقله إلى المستشفى سبع مرات.
وقال: «عندما يكون وضعي سيئاً، أشعر بأنني في حالة تعيسة حقاً - وصلت إلى حافة الموت. وقامت زوجتي بترتيب جنازة لي نحو خمس مرات».
وفي مقابلة كشف فيها عن تجربته المروعة والنادرة لأول مرة، أضاف مازحاً: «لقد اتصلت بجميع أفراد العائلة لأتصالح معهم. أتمنى أن أبقي فمي مغلقاً الآن».
وتم علاج سميث، مدرب القيادة المتقاعد، في النهاية، بنفس تركيبة الأجسام المضادة التي طورتها «ريغينرون»، الذي تم استخدامه لعلاج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وتم منح سميث حق الوصول إلى الدواء من خلال برنامج «الاستخدام الرحيم»، حيث يمكن إعطاء علاج غير مصرح به في حالة عدم وجود علاج آخر مُرضٍ معتمد. ومع ذلك، لم يعد الدواء متاحاً على هذا الأساس، ولم تتم الموافقة عليه سريرياً للاستخدام في المملكة المتحدة.
يطالب أطباؤه الآن بتحسين الوصول إلى مثل هذه العلاجات للمرضى الآخرين مثله، للتخفيف من معاناتهم خاصة بسبب الخطر المتوقع للسلالات الجديدة التي تتطور أثناء مسار العدوى.
وقال إد موران، استشاري الأمراض المعدية في مؤسسة نورث بريستول «إن إتش إس تراست»: «لا يوجد عدد هائل من هؤلاء المرضى... بعضهم يمرض حقاً في وقت مبكر، ويموت، ولكن يبدو أن عدداً منهم قد أصيب بهذا النوع من (كوفيد طويل الأمد)».
وأضاف: «نحن نعلم أن هؤلاء المرضى يكتسبون بالفعل طفرات مماثلة لتلك التي شوهدت في بعض المتغيرات الجديدة. إنها مخاطرة نظرية، لكنها موجودة بالتأكيد، ولهذا السبب لا نعتقد أنه يمكنك التغاضي عن هؤلاء المرضى عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى العلاجات».
ومثل سميث، فإن معظم الأشخاص المصابين بالعدوى المستمرة لديهم مستويات منخفضة من الأجسام المضادة المعادلة للفيروسات، إما بسبب العلاج الحديث لسرطان الدم، أو بسبب حالة وراثية تؤدي إلى خلل في الخلايا المنتجة للأجسام المضادة.
وتلقى سميث علاجاً كيماوياً لمحاربة اللوكيميا في عام 2019. وكان قد تعافى من السرطان عندما أصيب بفيروس «كورونا» في مارس (آذار) 2020.
وقال سميث: «لقد استنزفت تماماً من الطاقة وفقدت حاسة الشم، التي لم تعد بعد. لم أتأكد من إصابتي بالفيروس قبل أبريل (نيسان)، وعندها تم نقلي إلى المستشفى لأنني أصبت بعدوى في الصدر».
وركز سميث على الجوانب العملية لوفاته، وتأكد من أن زوجته لديها إمكانية الوصول إلى الأوراق ذات الصلة ورموز المرور المصرفية، وحرية فرز ممتلكاتهم، وتخصيص الأشياء لبيعها أو التخلص منها. في وقت من الأوقات، استخدم «سكايب» للاتصال بأقاربه في نيوزيلندا لتوديعهم.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».