توصيات حقوقية مغربية لتمكين النساء في الانتخابات المقبلة

تشمل حق الأجانب في التصويت وتحقيق مبدأ المناصفة بين الجنسين

توصيات حقوقية مغربية لتمكين النساء في الانتخابات المقبلة
TT

توصيات حقوقية مغربية لتمكين النساء في الانتخابات المقبلة

توصيات حقوقية مغربية لتمكين النساء في الانتخابات المقبلة

أصدر المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب أمس توصيات للحكومة المغربية بخصوص الانتخابات المحلية المرتقبة في سبتمبر (أيلول) المقبل، والتي تعد أكبر امتحان انتخابي يخوضه الإسلاميون منذ توليهم قيادة التحالف الحكومي.
ومن بين أهم التوصيات التي أصدرها المجلس في مذكرة، حثه للحكومة على تمكين جميع الأجانب المقيمين في المغرب بصفة قانونية لفترة لا تقل عن 5 سنوات، من حقهم في التصويت، إضافة إلى تمكين أكبر للنساء من الوظائف الانتخابية في الانتخابات الجماعية (المحلية) المرتقبة في 4 من سبتمبر المقبل.
ومن بين الأجانب المقيمين في المغرب بصفة كبيرة الفرنسيون، حيث يقدر عددهم بنحو 80 ألفا، إضافة إلى نحو 2000 إسباني، وقرابة 18 ألف مهاجر ينحدرون من دول جنوب الصحراء تمت تسوية وضعيتهم القانونية أخيرا، في إطار عملية استثنائية أطلقها المغرب طيلة سنة 2014.
وأوصى المجلس الحكومة أيضا بـ«تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء (...) عبر مقتضيات قانونية تشجع تكافؤ الفرص بين النساء والرجال في ولوج الوظائف الانتخابية» على المستوى المحلي والجهوي. كما طلبت هذه المؤسسة الوطنية، التي تمول من طرف الدولة، لكن تعمل باستقلالية عنها وفق مبادئ باريس المنظمة لعمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في العالم بضرورة «تعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية»، طبقا لما ينص عليه دستور 2011.
من ناحية ثانية، أوصى المجلس بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من حقوقهم السياسية وفق ما ينص عليه الدستور والاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة، من خلال تسهيل عملية ولوجهم لمختلف جوانب ومراحل العمليات الانتخابية، بما في ذلك استعمال لغة الإشارة والبرامج السمعية والبصرية.
كما تطرقت المذكرة إلى حقوق الرحل والسجناء، حيث أوصت بإنشاء مراكز اقتراع متنقلة تسهيلا لتسجيل الرحل، إضافة إلى إنشاء مكاتب مؤقتة داخل المؤسسات السجنية من أجل قيد المعتقلين غير المعنيين بفقدان الأهلية الانتخابية.
وتضمن المذكرة أيضا توصيات أخرى تتعلق بمسائل قانونية تنظيمية تهم مراجعة طريقة تقسيم الدوائر الانتخابية، وتدبير الحملات الانتخابية، والولوج إلى الإعلام العمومي وتمكين الشباب والنساء، وكذلك إشراك المنظمات الدولية في مراقبة الانتخابات.
وسجلت آخر انتخابات محلية تم إجراؤها في يونيو (حزيران) 2009 نسبة مشاركة قاربت 51 في المائة حسب الأرقام الرسمية، وتصدر نتائجها حزب الأصالة والمعاصرة.
في المقابل، فإن انتخابات 2011 البرلمانية التي فاز بها حزب العدالة والتنمية الإسلامي لأول مرة في تاريخه، سجلت نسبة مشاركة بلغت حسب الأرقام الرسمية 45 في المائة، أي بزيادة 8 نقاط (37 في المائة) مقارنة مع انتخابات 2007، فيما بلغت نسبة المشاركة 52 في المائة في 2002.
وأفاد استطلاع رأي قامت به «مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد» (مؤسسة خاصة) بداية 2015 أن 80.3 في المائة من المستجوبين لا يعرفون اسم رئيس البلدية التي يقطنونها، كما اعتبرت الأغلبية أن الولاة أو العمال، الذين يعينهم الملك، هم أصحاب السلطة في المدينة وليس المنتخبون.
وتعتبر الحكومة المغربية التي يقود تحالفها الإسلاميون، آخر حكومة صمدت في دول الربيع العربي، عكس ما حدث في تونس ومصر، كما تعتبر الانتخابات المحلية أهم امتحان أمام إسلاميي المغرب للتثبت من ثقة المغاربة فيهم بعد 4 سنوات في الحكومة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».