شهدت مناطق لبنانية عدة، أمس، احتجاجات ومشادات وصلت أحياناً إلى حد إطلاق النار في ظل طوابير من السيارات أمام محطات توزيع الوقود المفقود من السوق، واعتصامات وإضرابات للعاملين في القطاع الصحي الذي يواجه انهياراً. وجاء تفاقم هذه الأزمات في وقت كشفت معلومات أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يدرس الاعتذار في ظل تعثّر الجهود للوصول إلى صيغة توافقية مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وتياره السياسي ممثلاً بصهره جبران باسيل زعيم «التيار الوطني الحر».
ودعا مصدر سياسي إلى عدم الاستخفاف بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أنه يعمل مع شركاء دوليين لإنشاء آلية مالية تضمن استمرار الخدمات العامة اللبنانية الرئيسية في الوقت الذي تواجه فيه البلاد سلسلة من الأزمة الحادة. ورأى المصدر أن ماكرون لم يقْدم على خطوته الجديدة هذه إلا بعدما أدرك أن مشاورات تأليف الحكومة تراوح في مكانها.
وقالت مصادر مواكبة لجهود تذليل العقد أمام تشكيل الحكومة إن «صبر الحريري لن يطول إلى ما لا نهاية، وهو ينتظر أجوبة نهائية ليبني على الشيء مقتضاه». ويُفترض أن يقوم الحريري بمروحة من الاتصالات والمشاورات تمهيداً للموقف الذي سيتخذه، ومن خياراته الاعتذار عن عدم تكليفه بشكيل الحكومة، على أن يأتي من ضمن خطة سياسية، ليس للتفرغ لخوض الانتخابات النيابية فحسب، وإنما لمصارحة اللبنانيين بلا مواربة بكل شاردة وواردة كانت وراء اتخاذ خياره بالاعتذار، ما لم تحمل الأيام القليلة المقبلة مفاجأة بتذليل العقبات التي تملي عليه التريث.
وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة، فإن الحريري اتخذ قراره بالتنسيق مع حلفائه من جهة وبالتشاور مع الرئيس نبيه بري الذي أطلق، من جهته، مبادرة للإسراع بتشكيل الحكومة.
... المزيد
لبنان: الحريري يدرس الاعتذار
تفاقم أزمتي المحروقات والصحة... وإضرابات
لبنان: الحريري يدرس الاعتذار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة