وزير الأوقاف الأردني: الجماعات الإرهابية تفوقت وابتكرت أساليب محترفة لخداع وتضليل الشباب

هايل داود قال لـ«الشرق الأوسط» إن تطوير الخطاب الديني يقطع الطريق على المتطرفين

وزير الأوقاف الأردني الدكتور هايل داود
وزير الأوقاف الأردني الدكتور هايل داود
TT

وزير الأوقاف الأردني: الجماعات الإرهابية تفوقت وابتكرت أساليب محترفة لخداع وتضليل الشباب

وزير الأوقاف الأردني الدكتور هايل داود
وزير الأوقاف الأردني الدكتور هايل داود

قال وزير الأوقاف الأردني، الدكتور هايل داود، إن «أخطاء المنتسبين إلى الإسلام كثيرة وتريد تشويه صورته، ومن هذه الأخطاء ما هو سياسي وفكري واجتماعي.. وهذه الأخطاء لا تمتّ إلى الإسلام بصلة، بل هي امتداد للهمجية والتطرف والتعصب».
وأكد داود لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر «عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه»، أقيم بالقاهرة أمس، أن «معركتنا مع التطرف والتشدد والإرهاب معركة فكرية من الأساس، ولا بد لعلماء الأمة من هذه المواجهة ضد من أساءوا إلى الدين»، لافتا إلى أن «الجماعات المتطرفة موجودة ومنتشرة في العالم الغربي.. وقد تفوقت وابتكرت أساليب محترفة لتخدع وتضلل الشباب.. وأصبح واجبا علينا الآن الارتقاء بمستوى الخطاب الديني وتطويره لقطع الطريق على المتطرفين».
وأوضح وزير الأوقاف الأردني في المؤتمر الذي عقده المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف بأحد فنادق العاصمة المصرية، بمشاركة أكثر من 60 عالما ووزيرا ومفتيا من 33 دولة، أن «من يتهم الإسلام بالجمود نرد عليهم بقول واحد، وهو أن الإسلام أقيم على حضارة إسلامية عريقة، وعندما فقه المسلمون دينهم وانطلقوا من خلال قواعد هذا الدين التي تؤمن بالمعاصرة وتؤمن بالتعاون مع كل الناس على البر والتقوى، أقاموا حضارة امتدت قرونا كثيرة، ولكن أصاب المسلمين الضعف والتراجع، بسبب ابتعادهم عن الإسلام كواقع أو ابتعادهم عن الفهم الحقيقي لهذا الدين».
وتابع بقوله: «حينما يُعقد مؤتمر أو ندوة تثقيفية في مصر فهذا يدل على أن القاهرة تحاول بقدر الإمكان لَمّ شمل المسلمين وتوحيدهم على قلب رجل واحد لمحاربة الأفكار والإرهاب.. والدليل على ذلك عقد الأزهر ووزارة الأوقاف لهذا المؤتمر لتوضيح عظمة الدين الإسلامي الصحيح».
وأكد الدكتور داود أن التطرف لا دين ولا مكان ولا هوية له، فالتطرف يخرج عندما يجنح فرد أو مجموعة أو دولة عما هو متعارف عليه بين الناس ويذهب في الاتجاه الآخر، فمثلا في أميركا قتل أحد الأشخاص 10 أفراد مدنيين في مركز التجارة العالمي، ولو استعرضنا التاريخ المعاصر لوجدنا أن هذا التطرف مارسه الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، والقنبلة النووية التي ألقيت على اليابان»، مضيفا أن «الجماعات المتطرفة موجودة ومنتشرة في العالم الغربي، وهو من صنعنها.. ومسؤولية علماء المسلمين وجميع المسلمين أن يحاولوا القضاء على هذه الجماعات المتطرفة، للحفاظ على الهوية الإسلامية».
وقال وزير الأوقاف الأردني إن «تطوير الخطاب الديني لا يعني الخروج على ثوابت الدين، إنما تطوير مضمونه والالتفات إلى القضايا الحقيقة للأمة، فضلا عن إزالة التشويه عن كثير من المفاهيم والمبادئ الإسلامية التي حاولت الجماعات المتطرفة بثها للشباب والناس بتشويه المعاني والآيات والأحاديث النبوية الشريفة».
وطالب داود بضرورة توفير الآليات والوسائل التي تمكن علماء الأمة من مخاطبة الشباب المسلم لتصحيح مفاهيمه التي علقت بذهنه عن الإسلام، لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة طورت من خطابها - وإن كان هذا الخطاب بالاتجاه السلبي - إلا أنها استطاعت أن تقدمه بطريقة محترفة ومتطورة لخداع وتضليل الشباب للأسف، فلا بد من الارتقاء بمستوى الخطاب الديني، لمواجهة تلك الأفكار وقطع الطريق على هؤلاء المتطرفين والمتشددين».
وعن الدور الواجب على المسلمين لإبراز الإسلام في صورته الصحيحة، قال وزير الأوقاف: «الدور المطلوب كبير جدا، أن نعيد بناء مجتمعاتنا العربية والإسلامية على أسس صحيحة من هذا الدين المعتدل المتوازن، وأن نعيد بناء الإنسان العربي ونعطيه مكانته وكرامته، وأن نعلي من مستواه سواء العلمي والاجتماعي والاقتصادي»، لافتا إلى أنه إذا ظل الإنسان الإسلامي بلا قيمة له ولا كرامة في بلاده ومجتمعه، فلن نستطيع أن نقدم الإسلام إلى الآخرين، لأن لسان الحال أبلغ كثيرا من لسان المقال.. فلو خطبنا آلاف الخطب، لكن واقعنا على غير ذلك، فلن يستمع أحد لنا».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.