موريتانيا: حزب إسلامي يدعو إلى «نضال سلمي» ضد النظام

TT

موريتانيا: حزب إسلامي يدعو إلى «نضال سلمي» ضد النظام

دعا حزب «التجمع الوطني للإصلاح والتنمية» في موريتانيا (تواصل)، ذو المرجعية الإسلامية إلى «النضال السلمي لتحميل النظام المسؤولية، وإلزامه بمواجهة الوضع الصعب، الذي يعيشه المواطنون في وحدتهم الوطنية وحريتهم وأمنهم ومعيشتهم».
وقال الحزب في بيان صحافي أمس، تلقت وكالة الصحافة الألمانية نسخة منه، إنه بعد اجتماع طارئ لمكتبه التنفيذي «قررنا اعتماد برنامج عمل نضالي سلمي، والدعوة لحوار شامل ينهي الديمقراطية الشكلية». مجدّداً الدعوة إلى حوار وطني شامل يحصن الجبهة الداخلية، ويفضي إلى تحول توافقي يضع الأسس الصلبة لحل مشكلات البلد الجوهرية، وينهي عهود التحكم والديمقراطية الشكلية.
وكان حزب «تواصل» الإسلامي المعارض، وهو الأكبر تمثيلاً في البرلمان الموريتاني من بين أحزاب المعارضة، قد منح نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه السلطة في أغسطس (آب) 2019 مهلة لتطبيع الأجواء السياسية والتهدئة، عكس أسلوب المواجهة الساخنة مع سلفه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
ويأتي موقف الحزب في خضم غضب شعبي كبير ومتزايد إزاء وقوع سلسلة من أعمال القتل وغياب الأمن، راح ضحيتها مواطنون أبرياء عدة قتلتهم عصابات الجريمة في أحياء من العاصمة نواكشوط.
وقد دفع التوتر الأمني الرئيس الموريتاني إلى القيام بجولة بعدد من أحياء العاصمة ليل أول من أمس، زار خلالها وحدات أمنية.
في سياق ذلك، دعت أربعة أحزاب معارضة الحكومة الموريتانية إلى وضع حد للانفلات الأمني، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين، في ظل استمرار موجة غير مسبوقة من الفلتان الأمني في العاصمة، أسفرت عن مقتل مواطنين عزل.
وقالت أحزاب «التكتل» و«قوى التقدم»، و«الصواب« و«التناوب الديمقراطي» المعارضة، إن ما سمّته «الانفلات الأمني الحالي يقوّض بشكل خطير هيبة الدولة، وينذر بكارثة حقيقية قد تطال كافة مناحي الحياة اليومية للمواطنين».
وأوضح بيان وقّعته الأحزاب الأربعة، أن الأمر قد «يُشكّل تهديداً جديّاً للوئام الأهلي والسلم الاجتماعي، لا سيما في الأحياء الفقيرة والنائية، حيث لا أمن ولا أمان للمواطنين». معبرة عن استيائها «الشديد إزاء عدم المبالاة، وتراخي السلطات العامة في مواجهة خطورة آفة المخدرات، التي تجرُّ أعداداً متزايدة من أطفالنا وشبابنا إلى دائرة الانحراف والإجرام؛ ومن البديهي أن مكافحة جرائم الأحداث تمر، قبل كل شيء، بالحماية من المخدرات».
وخلال الأسابيع الماضية، تعرض للقتل مواطنون عدة طعناً بالسكاكين على يد عصابات الجريمة المنظمة تحت وقع تعاطي المخدرات.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.