الحكيم يدعو إلى «تسويات كبرى».. ورئيس مجلس ثوار العشائر يطالب باعتقال المالكي

رئيس المجلس الأعلى الإسلامي: نحن أمام خيارات محدودة وقرارات مصيرية

الحكيم يدعو إلى «تسويات كبرى».. ورئيس مجلس ثوار العشائر يطالب باعتقال المالكي
TT

الحكيم يدعو إلى «تسويات كبرى».. ورئيس مجلس ثوار العشائر يطالب باعتقال المالكي

الحكيم يدعو إلى «تسويات كبرى».. ورئيس مجلس ثوار العشائر يطالب باعتقال المالكي

في الوقت الذي دعا فيه زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم السياسيين في بلاده إلى ما سماه بـ«تسويات تاريخية كبرى»، طالب الزعيم العشائري من محافظة الأنبار علي حاتم السليمان من مقر إقامته في أربيل، رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، إلى اعتقال رئيس الوزراء السابق والنائب الحالي لرئيس الجمهورية نوري المالكي كشرط لمصالحة حقيقية مع العرب السنّة.
وقال الحكيم الذي يقود وساطة لإنهاء تعليق النواب السنّة في البرلمان في كلمة له في مؤتمر ببغداد أمس إن «الذي نواجهه اليوم يمثل التحدي الأكبر الذي واجه هذا الوطن منذ أمد بعيد»، مشيرا إلى أن «المستقبل القريب يعتمد علينا في تحديد ملامح الوطن الذي سيجمعنا، فبإمكاننا أن نجعل من هذه المحنة سببا لتوحيدنا، وبداية لانطلاقتنا نحو مستقبل واعد وآمن، ويمكننا أن نجعل منها بداية للتشرذم والتشظي والانفصال». وأضاف الحكيم: «إننا أمام خيارات محدودة وقرارات مصيرية كبيرة وسيحكم علينا التاريخ من خلال ما نقرره في هذه المرحلة وأمامنا خياران لا ثالث لهما، إما خيار الدولة وإما خيار الفوضى».
وعلى صعيد المفاوضات الجارية بين تحالف القوى العراقية وقيادات من التحالف الوطني ورئيس الوزراء حيدر العبادي، بشأن إنهاء تعليق المشاركة في جلسات البرلمان، فقد أكد مصدر سياسي مطلع في اتحاد القوى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك مؤشرات على أن جلسة البرلمان غدا «ستشهد عودة نواب تحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية إلى اجتماعات البرلمان بعد أن حققت المفاوضات تقدما، سواء على صعيد قضية حصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الميليشيات المسلحة، لا سيما بعد حادثة اختطاف أحد أعضاء البرلمان العراقي ومقتل عمه قبل نحو 10 أيام أو على صعيد تطبيق ما تبقى من بنود وثيقة الاتفاق السياسي».
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة المجلس الأعلى الإسلامي سليم شوقي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «دعم الحكومة الجديدة أمر مهم، وهو ضمن أولويات المجلس الأعلى وزعيمه السيد عمار الحكيم، ولكوننا نملك علاقات طيبة مع الجميع، فإن ما يقوم به الحكيم من أدوار في هذا المجال تلقى دائما صدى وقبولا»، مشيرا إلى أن «المسائل المتفق عليها مثل الحرس الوطني أو المساءلة والعدالة أو النظام الداخلي لمجلس الوزراء وإخراج الأبرياء من السجون هي من الأمور التي نعمل عليها، وقد تحقق جزء منها، وهو ما يتطلب مواصلة الجهود من أجل الانتهاء من هذه الملفات وهو ما يعكف عليه السيد الحكيم».
في سياق متصل، اشترط علي حاتم السليمان أحد شيوخ قبائل الدليم ورئيس مجلس ثوار العشائر، اعتقال نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، كمصالحة حقيقية من السنّة، فيما رفض دخول قوات الحشد الشعبي إلى محافظة الأنبار.
وقال السليمان خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل أمس «إذا أراد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والحكومة مصالحة حقيقة مع السنة، فعليه إلقاء القبض على المالكي»، متهما الأخير «بإحضار تنظيم (داعش)». وأضاف السليمان أننا «لن نقبل بوجود قوات الحشد الشعبي في مناطقنا للتصدي لتنظيم (داعش)»، مهددا «باستهدافهم من قبل أبناء العشائر في حالة وجودهم هناك». وشدد السليمان على أن «التنظيم لن يخرج من الأنبار إلا بإرادة أبناء العشائر»، مشيرا إلى أن «من يمثل الأنبار هو من يحارب (داعش) ويخرجه من مناطقه ويعيد النازحين إلى ديارهم».
لكن عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار محمد الكربولي، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المسألة الأهم بالنسبة لنا اليوم هي تحرير مناطقنا بجهود كل العراقيين ومن كل الأطياف»، مشيرا إلى أن «ما نعمل عليه الآن على صعيد الحرس الوطني هو من أجل أن يكون أبناء كل منطقة هم من يتولون حمايتها وفقا للقانون والدستور، وأن لا تكون الأمور فوضى والسلاح بأيدي الخارجين عن القانون».
وأضاف الكربولي: «ليس لدينا موقف مسبق من الحشد الشعبي، فهم إخواننا ولكننا ضد ممارسات فردية هنا وهناك وعلى صعيد مناطقنا؛ فنحن لدينا الرجال القادرون على تحريرها، ولكننا بحاجة إلى السلاح الذي هو مسؤولية الدولة التي يفترض بها توفيره لأبناء العشائر، أسوة بأبناء الحشد الشعبي».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.