ألمانيا تحدد أجندة «برلين 2» وسط دعم غربي للانتخابات الليبية

حفتر يلتقي يان كوبيش

المشير حفتر مستقبلاً في مكتبه ببنغازي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا (أ.ف.ب)
المشير حفتر مستقبلاً في مكتبه ببنغازي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تحدد أجندة «برلين 2» وسط دعم غربي للانتخابات الليبية

المشير حفتر مستقبلاً في مكتبه ببنغازي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا (أ.ف.ب)
المشير حفتر مستقبلاً في مكتبه ببنغازي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا (أ.ف.ب)

بينما أعلنت ألمانيا استعدادها لاستضافة مؤتمر «برلين 2» حول ليبيا في 23 من الشهر الحالي بمقر وزارة الخارجية في برلين، أكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، الذي بدأ أمس زيارة إلى فرنسا في إطار جولته الأوروبية الحالية، أن حكومته «تعمل على إنهاء المرحلة الانتقالية، والوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة بالقوة والمصداقية كلتيهما؛ للتمهيد لليبيا المستقبل».
ودعا وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الدول والمنظمات الإقليمية المشاركة في عملية برلين إلى حضور المؤتمر الجديد المرتقب، الذي سيمثل وفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية الألمانية، أمس، المرة الأولى التي يتم فيها تمثيل حكومة «الوحدة الوطنية» في مثل هذا الحدث.
وحددت الوزارة في بيانها أهداف المؤتمر بـ«تقييم التقدم المحرز منذ مؤتمر برلين حول ليبيا في 19 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، ومناقشة الخطوات التالية اللازمة لتحقيق الاستقرار المستدام في البلاد»، لافتة إلى أن التركيز الرئيسي «سينصب على الاستعدادات للانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وعلى انسحاب القوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا، على النحو المتفق عليه في وقف إطلاق النار».
وبالإضافة إلى ذلك، قالت «الخارجية» الألمانية، إنه ستتم مناقشة الخطوات نحو إنشاء «قوات أمن ليبية موحدة»، مشيرة إلى أن «المؤتمر هو تعبير عن الدعم الدولي المستمر لتحقيق الاستقرار في ليبيا، حيث لا يزال المجتمع الدولي على استعداد لمواصلة دعمه الوثيق والبناء لعملية السلام، التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا».
من جانبه، قال أوليفر أوفتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا، إن عماد السائح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أطلعه مساء أول من أمس على التقدم في الاستعدادات القانونية واللوجيستية للانتخابات الوطنية، لافتاً إلى أنه كرر دعم حكومته السياسي والعملي، كما شدد على ضرورة ضمان مشاركة جميع الليبيين.
بدوره، اعتبر الدبيبة الذي وصل أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس، أن ليبيا ينتظرها عمل كبير في مجال إعادة الأعمار والتنمية. وأعلن في هذا السياق عن ترحيبه بجميع الشركات «من الدول الصديقة والشقيقة» للمساهمة في الإعمار والتنمية، لافتاً إلى أن الشركات الإيطالية ستكون أحد أهم هذه الشركات لخبرتها في العمل في ليبيا.
وقال الدبيبة في بيان صحافي مشترك، عقب محادثاته في العاصمة الإيطالية روما مع رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي، إن عودة إنعاش الحركة الاقتصادية بين البلدين يتطلب التسريع في فتح أجواء الطيران الأوروبي من وإلى ليبيا لأهميته في رفع معاناة المرضى والحالات الطبية الطارئة، وكذلك تخفيف أعباء السفر وتكاليفه على الطلبة الدارسين بالجامعات الإيطالية والأوروبية عامة.
كما أكد الدبيبة في أول زيارة له إلى روما، منذ توليه مهام منصبه، حرص حكومته على الدفع بالتعاون الثنائي، واستئناف العمل ضمن اللجان المشتركة لمتابعة تنفيذ بنود معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون، المبرمة عام 2008.
كما اعتبر الدبيبة، أنه من الضروري إعادة بناء البنى التحتية في قطاع النفط في ليبيا، وقال أمام منتدى الأعمال الإيطالي – الليبي، إنه «يجب إعادة إطلاق جميع قطاعات اقتصادنا».
من جانبه، أكد رئيس الحكومة الإيطالية على موقف بلاده بضرورة إبعاد «المرتزقة»، والقوات الأجنبية كافة، والوصول لهيكلية مؤسساتية على أسس دستورية للوصول لعملية مصالحة وطنية قبل نهاية العام.
في غضون ذلك، التقى القائد العام لـ«الجيش» الوطني، المشير خليفة حفتر، في مكتبه بمقر القيادة العامة، أمس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش، واكتفى مكتب حفتر بالقول، إن اللقاء استهدف مناقشة آخر المُستجدات على الساحة الليبية، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».