«جيبكا»: البلاستيك المادة الأكثر استدامة ويساهم في تقليل البصمة الكربونية

«جيبكا» يؤكد أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحياد الكربوني من دون البلاستيك (رويترز)
«جيبكا» يؤكد أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحياد الكربوني من دون البلاستيك (رويترز)
TT

«جيبكا»: البلاستيك المادة الأكثر استدامة ويساهم في تقليل البصمة الكربونية

«جيبكا» يؤكد أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحياد الكربوني من دون البلاستيك (رويترز)
«جيبكا» يؤكد أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحياد الكربوني من دون البلاستيك (رويترز)

شدد «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)» على وجود إجماع على أهمية البلاستيك بوصفه منتجاً قيماً أسهم في رفع جودة الحياة وتقليل الأثر البيئي من خلال استخداماته المتعددة؛ سواء في قطاع الرعاية الصحية، والتغليف، والبناء المستدام، والنقل... وغيرها.
وقال «جيبكا» إن «البلاستيك المادة الأكثر استدامة عند مقارنتها بالبدائل الأخرى، وذلك لمساهمته في الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية، إلى جانب خصائصه مثل المرونة والوزن الخفيف وأدائه العالي»، لافتاً إلى أن «التوسع في استخدام البلاستيك صاحبه تنامٍ في حجم النفايات البلاستيكية، والتي ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات والصحارى وحتى في المدن؛ الأمر الذي يشكل منذ عقود أزمة عالمية استحوذت على اهتمام المشرعين والهيئات التنظيمية والقطاع الصناعي والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني».
وتطرق «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات» لتقرير منظمة «مينديرو» الأسترالية، الذي حمّل 20 شركة عالمية مسؤولية 55 في المائة من مخلفات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد التي تلوث البحار والمحيطات، موضحاً أنه «ليس الأول الذي يتناول هذه المشكلة، إلا إنه تضمن كثيراً من المغالطات، ولم يقدم رؤية متوازنة تحدد جذور المشكلة المتمثلة في التخلص غير المسؤول من النفايات البلاستيكية، وغياب البنية التحتية لإدارة النفايات البلاستيكية، في العديد من دول العالم».
وأضاف: «التقرير تعمد إغفال دور البلاستيك في تعزيز الاستدامة، راسماً صورة مضللة حول العلاقة بين البلاستيك خلال دورة حياته وبصمته الكربونية، متجاهلاً نتائج العديد من الدراسات من أوساط أكاديمية واستشارية عالمية أثبتت علمياً مساهمة البلاستيك في الاستدامة»، متابعاً: «من بين تلك الدراسات دراسة شركة (تركوست) البيئية التي خلصت إلى أن التكلفة البيئية لاستخدام البلاستيك في المنتجات الاستهلاكية والتعبئة والتغليف تكون أقل بنحو 4 مرات منها في حال استخدام مواد بديلة كالورق مثلاً، واستنتجت الدراسة أن الاستبدال بالبلاستيك مواد أخرى من شأنه أن يؤدي إلى زيادة في النفايات وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري».
من جانبه، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام لـ«الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)»: «يتطلب توفير حلول ناجحة لمشكلة النفايات البلاستيكية، رؤية شاملة وإحاطة تشمل جميع العوامل التي تساهم في وصول النفايات البلاستيكية إلى بيئاتنا، والتي من بينها؛ على سبيل المثال لا الحصر، الافتقار إلى وجود بنية تحتية متطورة لإدارة النفايات البلاستيكية، ونظام بيئي يعمل بكفاءة عالية لجمع وفرز وإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، إلى جانب غياب التشريعات والحوافز التي من شأنها النهوض بصناعة إعادة التدوير على المستوى المحلي».
وأضاف: «الأهم من ذلك كله ممارسات وسلوكيات أفراد المجتمع التي تشكل الدعامة الأساسية للانتقال إلى مجتمع أكثر استدامة، وذلك عندما يبدأ الناس بتجنب التخلص غير المسؤول من النفايات البلاستيكية عبر رميها في البيئة»، مبيناً أنه «لا يمكن تحقيق أهدافنا في الحياد الكربوني من دون البلاستيك».
وواصل السعدون: «نحن في (جيبكا) والأعضاء كافة ندعم بكل قوة الانتقال إلى الاقتصاد الدائري الذي يشكل تدوير البلاستيك معياره الأساسي، ولا توجد مادة أخرى يمكنها تحقيق ذلك. إن إنكار فوائد البلاستيك والدور الحيوي الذي يلعبه في جعل عالمنا أكثر استدامة لن يساعد في إحراز تقدم في قضية إدارة النفايات البلاستيكية. والحل يكمن في العمل الجماعي، ومن خلال صياغة شراكات استراتيجية ضمن سلسلة القيمة، واتخاذ خطوات ملموسة نحو الاقتصاد الدائري للبلاستيك».
وتعدّ منطقة الخليج العربي من أهم مراكز إنتاج البلاستيك عالمياً؛ «فالشركات الخليجية المصنعة لم تدخر جهداً، بالتعاون مع الشركاء في سلسلة القيمة إقليمياً وعالمياً، في تقديم حلول لهذه المشكلة من خلال الاستثمار في تطوير تقنيات لإعادة التدوير الكيميائي والميكانيكي وإنتاج منتجات جديدة قابلة للتدوير الكامل بالتعاون مع الشركاء في سلسلة القيمة، وبموازاة ذلك كانت الشركات الخليجية سباقة في المساهمة بالجهود العالمية لمعالجة مشكلة النفايات البلاستيكية، حيث كانت كل من شركتي (سابك) و(إيكويت) من الأعضاء المؤسسين لـ(تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية) الذي أُطلق في عام 2019»، وهو تجمع طوعي لشركات عالمية يتكون من 80 شركة، تعهد باستثمار 1.5 مليار دولار على مدى 5 سنوات لتطوير ودعم الابتكارات والبرامج الرامية إلى الحد من النفايات البلاستيكية.


مقالات ذات صلة

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)

خاص كيف سينعكس الخفض المرتقب للفائدة الأميركية على اقتصادات الخليج؟

وسط تنامي الترجيحات بخفض «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه يوم الخميس، تتجه الأنظار نحو تأثير هذا الإجراء الذي يلي الانتخابات

زينب علي (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.