«حكومة الوحدة» الليبية تتعهد «تسليماً سلمياً» للسلطة

وزيرة العدل: إطلاق سراح 78 من محتجزي حرب 2019 لبنة أولى للمصالحة

جانب من عملية إطلاق سراح 78 من محتجزي حرب 2019 مساء أول من أمس في أحد سجون طرابلس (أ.ف.ب)
جانب من عملية إطلاق سراح 78 من محتجزي حرب 2019 مساء أول من أمس في أحد سجون طرابلس (أ.ف.ب)
TT

«حكومة الوحدة» الليبية تتعهد «تسليماً سلمياً» للسلطة

جانب من عملية إطلاق سراح 78 من محتجزي حرب 2019 مساء أول من أمس في أحد سجون طرابلس (أ.ف.ب)
جانب من عملية إطلاق سراح 78 من محتجزي حرب 2019 مساء أول من أمس في أحد سجون طرابلس (أ.ف.ب)

بينما نفى مصدر مقرب من محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، اعتزامه نقل مقره من العاصمة طرابلس إلى مدينة سرت الساحلية، الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني»، والتي يقوم حالياً بزيارتها، تعهدت حليمة إبراهيم، وزيرة العدل بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، بالتسليم السلمي للسلطة، وبناء دولة القانون واحترام القضاء، ومواصلة «العمل على تنفيذ كل الاستحقاقات القادمة.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم تعريفه لـ«الشرق الأوسط»، أن المنفي تلقى اتصالاً للتهنئة بحلول العيد من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتجه إلى سرت لقضاء عيد الفطر مع أهل المدينة، على أن يعود لاحقاً إلى مقره في العاصمة طرابلس. كما أدى المنفي أمس صلاة عيد الفطر بساحة الشهداء بمدينة سرت وسط ترحيب المواطنين.
وأكد المنفي، الذي وصل أمس إلى مدينة طبرق (شرق)، منهياً زيارة دامت 3 أيام إلى سرت، خلال استقباله لوفود محلية، على وحدة التراب الليبي، وضرورة الدفع بملف المصالحة الوطنية وجبر الضرر، ومعالجة ملفات النازحين وإعادة الإعمار، وأدرج الاجتماع «في إطار جهود تعزيز المصالحة الوطنية، ورأب الصدع ولم شمل الليبيين».
كما زار المنفي المناطق المدمرة بمدينة سرت، نتيجة الحروب والمعارك المتعددة التي شهدتها المدينة، وأوضح في بيان وزعه مكتبه أنه طلب من وزراء الشؤون الاجتماعية والمرافق والإسكان والصحة الحضور إلى المدينة للوقوف على ما خلفته هذه الحروب على المدينة وأهلها ومعالجتها. كما زار النصب التذكاري «لمعركة القرضابية» ومقبرة الشهداء، بمناسبة ذكراها الـ106. وأوعز إلى حكومة «الوحدة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بالإسراع في إعادة ترميمه.
وأشاد المنفي خلال اجتماعه بوجهاء وحكماء مدينة سرت، في أول لقاء يجمع كل قبائل ومكونات المدينة مع مسؤول رفيع المستوى منذ عام 2011. بالمدينة ودورها التاريخي في المصالحة الوطنية، كما أشاد بجهود أهلها لجمع الليبيين، ورأب الصدع بينهم.
في غضون ذلك، أكدت حليمة إبراهيم، وزيرة العدل بحكومة «الوحدة الوطنية»، أن عملية إطلاق سراح 78 من محتجزي حرب 2019. التي تمت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس بمؤسسة (سجن) الإصلاح والتأهيل الجديدة بالعاصمة طرابلس، تعد اللبنة الأولى للمصالحة الوطنية، مشيرة إلى أنه ستكون هناك مبادرات أخرى مستقبلاً.
ونقلت عنها وكالة الأنباء الليبية قولها، خلال حضور احتفال أقيم بالمناسبة، بحضور مندوب عن مجلس النواب وعدد من وزراء الحكومة، ومندوب عن مكتب النائب العام ورئيس جهاز الشرطة القضائية، وأسر السجناء: «سنعمل على بناء دولة القانون واحترام القضاء، ولن تكون هناك سجون خارج القانون، ولن يتم سجن أي إنسان إلا في إطاره»، متعهدة بمواصلة «العمل على تنفيذ كل الاستحقاقات القادمة، وصولاً إلى التسليم السلمي للسلطة».
في شأن آخر، قالت البعثة الأممية في بيان إن اجتماع رئيسها، يان كوبيش بوزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، أول من أمس، شدد على الحاجة الملحة إلى الإسراع في سحب جميع «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب من ليبيا، على النحو الذي يطالب به الشعب الليبي، كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
كما دعا مع وزيرة الداخلية الإيطالية، لوسيانا لامورجيس، إلى ضرورة احترام سيادة ليبيا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي ذي الصلة، بما في ذلك حظر التسليح، معرباً عن ارتياحه لنية إيطاليا تعزيز التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة لتعزيز نقل المهاجرين من ليبيا وإعادة توطينهم مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».