قراءات افتراضية تستكشف الفن الإسلامي عبر القرون وحول العالم

TT

قراءات افتراضية تستكشف الفن الإسلامي عبر القرون وحول العالم

يعتبر «متحف هيوستن» الواقع في ولاية تكساس الأميركية من أكبر المتاحف في الولايات المتحدة. ويوجد فيه أعمال يعود تاريخها إلى لـ6 آلاف سنة، وتتألف من 64 ألف عمل موزعة على 6 أقسام مختلفة. الجزء الأكبر من مجموعة المتحف هي في مجالات رسم عصر النهضة الإيطالية، والانطباعية الفرنسية، والتصوير الفوتوغرافي، والفنون الزخرفية الأميركية والأوروبية، والذهب الأفريقي وما قبل الكولومبي، والفن الأميركي وما بعد عام 1945 الأوروبي. كما يتضمن أقساماً تحكي عن الرسم والنحت الأميركي. وتشمل الجوانب الأخرى لمجموعاته، الفن الأفريقي الأميركي ورسم تكساس. ومن محتوياته المجموعة الناشئة لفن أميركا اللاتينية الحديث والمعاصر والفن الآسيوي والفن الإسلامي. ويسهم هذا الأخير في تعزيز تنوع مجموعة المتحف الموسوعية.
وفي تعاون يجري بينه وبين متحف «بيما» (بيروت للفن) يقام في 14 و15 مايو (أيار) الحالي، حدث فني يسلط الضوء على مجموعة الفن الإسلامي في المتحف الأميركي. فتقدم محاضرتين تتضمن قراءات عن استكشاف الفن الإسلامي عبر القرون وحول العالم.
وسيتولى تلاوة هذه القراءات عبر الإنترنت من أميركا وعلى يومين متتاليين، دكتور ستيفاني مالدر وزميلتها ندى شبوط. وتعد الأولى من الباحثات المتخصصات في عالم الفن الإسلامي. وتعطي هذه المادة أستاذة في جامعة تكساس. وسيكون عنوان محاضرتها «ما هو الفن الإسلامي؟» عارضة خلالها التوسع الذي يشهده هذا الفن عبر حدوده التقليدية.
أما الأستاذة الجامعية الثانية المشاركة في هذه القراءات دكتور ندى شبوط، فستتناول موضوع «الوساطة» الإسلامية «في الفن المعاصر: تأمل في المصطلحات واللقاءات الجديدة. وهي الرئيس المؤسس لجمعية الفن الحديث والمعاصر من العالم العربي وإيران وتركيا. وتولت بصفتها مستشارة جامعية فنية، مشروع الجناح الوطني السعودي في مهرجان بينالي البندقية 2019. ومن مؤلفاتها «الفن العربي الحديث: تشكيل الجماليات العربية».
وتقول ميشيل حداد إحدى المشرفات على هذا التعاون بين متحفي «بيما» (BEMA) في بيروت وهيوستن الأميركي: «هذا التعاون بين المتحفين ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن نظمنا في شهر أبريل (نيسان) الماضي، قراءات تناولت أيضاً الفن الإسلامي في متحف هيوستن، وكان عنوانها «الشرق الأدنى القديم قبل العصر الإسلامي». وتتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في المحاضرتين المقبلتين سنقف على أهمية الفن الإسلامي وطبيعة هندساته المعمارية. كما سنطل من خلالهما على التطور الذي شهده هذا الفن عبر العصور، ومدى انتشاره من باب مصطلحات ولقاءات أسهمت في ذلك».
ويتم هذا التعاون بين المتحفين بدعم من مؤسسة المشرق العربي ومركز أبحاث العلوم الإنسانية، وجامعة رايس، بالشراكة مع فن العوالم الإسلامية، ومتحف هيوستن للفنون الجميلة.
وتواكب هذه القراءات حول الفن الإسلامي نشاطات عالمية أخرى تحدث في مناسبة الشهر الكريم، بحيث تلقي الضوء على المجموعة الفنية الإسلامية التي استحدثها متحف هيوستن في أحد أقسامه منذ عام 2007. ومنذ ذلك الوقت عمل على توسيعها وتطويرها. وتعلق ميشيل حداد: «في عام 2013 استطاع متحف هيوستن ومن خلال تعاونه مع المركز الثقافي الكويتي (دار الأثار الإسلامية)، وشركة الصباح للمجموعات الفنية، أن يحصل على إحدى أهم المجموعات الفنية الإسلامية. وهي تتألف من 67 قطعة تتراوح بين سجاد وقطع سيراميك ومجوهرات ووثائق مكتوبة وغيرها».
وتعد ستيفاني مولدر المشاركة في المحاضرة الأولى من أهم الباحثات المطلعات على الفن الإسلامي. وعملت لأكثر من عشر سنوات كخبيرة خزف في باليس، وهي مدينة إسلامية من العصور الوسطى في سوريا. كما أجرت أعمالاً ميدانية أثرية وفنية في جميع أنحاء سوريا ومصر وتركيا وأماكن أخرى في المنطقة. حصلت الدكتورة مولدر على الجائزة الكبرى لجائزة هاملتون للكتاب، وجائزة جمعية الدراسات السورية.


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس يتحدث خلال اجتماع ترشيح الحزب في أوسنابروك ودائرة ميتيلمس في ألاندو بالهاوس (د.ب.أ)

زعيم المعارضة الألمانية يؤيد تدريب أئمة المساجد في ألمانيا

أعرب زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن تدريب الأئمة في «الكليةالإسلامية بألمانيا» أمر معقول.

«الشرق الأوسط» (أوسنابروك (ألمانيا))
المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.