سفير أميركا لدى إسرائيل: علاقات التعاون مستمرة بيننا بغض النظر عن الخلافات

فرض قيود على خطاب نتنياهو في الكونغرس

سفير أميركا لدى إسرائيل: علاقات التعاون مستمرة بيننا بغض النظر عن الخلافات
TT

سفير أميركا لدى إسرائيل: علاقات التعاون مستمرة بيننا بغض النظر عن الخلافات

سفير أميركا لدى إسرائيل: علاقات التعاون مستمرة بيننا بغض النظر عن الخلافات

صرح دان شابيرو، سفير أميركا لدى إسرائيل، بأن «علاقات التعاون والمشاورات بين الجانبين مستمرة بغض النظر عن الخلافات القائمة في بعض القضايا».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه القول، أمس، إن «الولايات المتحدة ملتزمة بمنع إيران من حيازة أسلحة نووية». لكن مارتين إنديك، السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل، أوضح أن «الأزمة التي تمر بها العلاقات الإسرائيلية - الأميركية تشكل خطرا على إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء، كما تعرض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر». وأشار إلى أنه لا يتفهم ماذا ستكون الفائدة التي ستجنيها إسرائيل من خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس المقرر مطلع الشهر المقبل.
وعلى صعيد متصل، قال الجمهوري جيب بوش، المرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية لسنة 2016، أمس، إنه يتوق لسماع الكلمة المثيرة للجدل، التي من المقرر أن يلقيها رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس الشهر المقبل.
وقال بوش الحاكم السابق لولاية فلوريدا إنه مندهش من رد فعل البيت الأبيض على الكلمة التي يرتب لها الجمهوريون في الكونغرس.
أما الرئيس باراك أوباما فقال إنه لن يلتقي الزعيم الإسرائيلي حتى لا يظهر وكأنه يتدخل في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في إسرائيل الشهر المقبل.
وكان سليم جبران، رئيس لجنة الانتخابات الإسرائيلية، قد اتخذ قبل يومين خطوات لتقييد أي تعزيز محتمل لموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الانتخابات بسبب الخطاب الذي سيلقيه في الثالث من مارس (آذار) المقبل أمام الكونغرس الأميركي، حيث سيحذر في خطابه من التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني.
وأدى الخطاب المرتقب لنتنياهو إلى بروز إشكالية في إسرائيل والولايات المتحدة، حيث إن الديمقراطيين والبيت الأبيض غاضبون من دعوة جون بينر، رئيس مجلس النواب الجمهوري، لنتنياهو من أجل التحدث في توقيت حساس في موضوع المحادثات النووية بين إيران والقوى الدولية الست، ومنها واشنطن. ويأتي ذلك أيضا قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى في 17 من مارس، وتشهد منافسات محتدمة.
وبعد ورود شكاوى من الأحزاب المعارضة قرر جبران أنه ينبغي إذاعة كلمة نتنياهو بتأخير خمس دقائق في إسرائيل، وهو ما سيمنح محرري الأخبار الوقت الكافي لقطع أي عبارات تعتبر حزبية. وأضاف جبران في بيان أن محرري الأخبار «سيتابعون في قنوات البث الخطاب، وسيضمنون ألا يقول رئيس الوزراء شيئا يمكن استغلاله في الدعاية الانتخابية.. أي دعاية انتخابية ستحذف من الخطاب المذاع».
وتعرض نتنياهو لانتقادات من جانب بعض حلفائه اليمينيين لأنه وضع علاقته مع الحزب الجمهوري الأميركي قبل علاقة إسرائيل الوثيقة المستمرة منذ أمد بعيد مع الولايات المتحدة. وبعد أسابيع من التعليقات السلبية قال مسؤولون مقربون من مكتب نتنياهو إن شكل إلقاء الخطاب يمكن تغييره. وربما يتحدث نتنياهو خلف أبواب مغلقة أو في مجموعات أصغر من أعضاء الكونغرس، بدلا من توجيه خطاب مذاع في فترة ذروة المشاهدة التلفزيونية.
وبينما لم يتبق سوى شهر على الانتخابات الإسرائيلية، تفيد بعض استطلاعات الرأي بأن الناخبين غير راضين عن ذهابه إلى واشنطن، وقد أظهر استطلاع أجراه راديو الجيش الإسرائيلي أن 47 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أنه على نتنياهو أن يلغي الكلمة، بينما قال 34 في المائة إن عليه أن يمضي قدما في ذلك. ولكن بشكل عام ما زال حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، متقدما بفارق طفيف، حيث تتوقع معظم الاستطلاعات فوزه بنحو 24 أو 25 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، أي بتقدم طفيف عن المعارضة التي تمثل يسار الوسط. وحتى في حال فوز يسار الوسط فإن معظم المحللين يتوقعون أن يكون نتنياهو الوحيد الذي يستطيع تشكيل ائتلاف ناجح من أحزاب اليمين والأحزاب الدينية، وهو ما سيسمح له بالعودة إلى مقعد رئيس الوزراء لفترة رابعة.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.