الفيروس يحرم الأردنيين صلاة التراويح في المساجد

TT

الفيروس يحرم الأردنيين صلاة التراويح في المساجد

رواد المساجد والمصلون في الأردن يكافحون لقضاء شهر رمضان دون التردد المعتاد على المساجد، حيث تحظر الحكومة التجمعات الكبيرة للحد من انتشار فيروس «كورونا» للعام الثاني على التوالي. ولا يكاد إياس حاجبي، وهو إمام مسجد في عمان، يتحمل فكرة عدم إمامة المصلين في صلاة التراويح خلال شهر الصوم بمسجده.
فقمة سعادته لم تكن فقط في أداء تلك الصلاة بعد فريضة العشاء، لكنها كانت تتمثل في إحساسه بخضوع المحيطين به لربهم، ومناجاتهم لله، وإقرارهم بارتكاب المعاصي، وطلبهم العفو والمغفرة من الله. وقال حاجبي لوكالة رويترز للأنباء: «والله القلب حزين لا شك بفراق المساجد في أعظم شعيرة من شعائر رمضان. رمضان له روحانيته الخاصة، وهو الملجأ والغار، المساجد في رمضان هي الغار للقلوب اللي أنهكتها الدنيا وشغلتها المادية والفتن في خارج المساجد».
وأضاف «هو أعظم؛ يعني الأمور اللي بتشعر بها في رمضان وفي العشر الأواخر إنك بتشوف الناس اللي كان (مسرف) على نفسه في غير رمضان، جاي بقلب كسير بيناجي ربه؛ يعني بيعرف إنه أخطأ، وإنه أسرف فيه على نفسه... يا رب أنا جيتك. لما تدعي في رمضان في العشر الأواخر في الأيام هاي المباركة، تسمع أنينهم... تسمع صرخاتهم... يعني مشهد بيخلع القلب». وتسمح الحكومة الأردنية للناس بأداء أربع صلوات فقط في المساجد بينما تحظر التجمع لأداء صلاة العشاء والتراويح التي تليها. كما حظرت الحكومة التجمعات لأداء صلاة الجمعة لأنها عادة ما تجتذب عدداً أكبر من المصلين.
وقال المواطن الأردني أبو ثائر: «هو شيء مؤسف جداً يعني كونه أولاً شهر رمضان شهر فضيل والناس تلجأ إلى الله، تلجأ إلى المساجد، إلى بيوت الله حتى يزول أو يزيل ربنا عنهم البلاء والوباء. يعني دائماً دور المساجد هو هذا الدور إنه الناس تلجأ إلى الله وتتضرع حتى ربنا يفك الأزمة، يفك البلاء، ويفك الوباء، مش لنمنع الناس من المساجد ونمنعها أنها تتضرع إلى الله». ويتجمع أبو ثائر وجيرانه في العمارة السكنية التي يقطن بها لأداء صلاة العشاء والتراويح معاً.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.