مصر تدعو العالم للتكاتف في مواجهة تصاعد «العمليات البربرية» للجماعات الإرهابية في ليبيا

لقاء بين رئيس البرلمان وحفتر.. ومعلومات عن قرار وشيك بتعيينه قائدا عاما للجيش

الدخان يتصاعد من منطقة في بنغازي خلال مواجهات بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمتطرفين أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من منطقة في بنغازي خلال مواجهات بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمتطرفين أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر تدعو العالم للتكاتف في مواجهة تصاعد «العمليات البربرية» للجماعات الإرهابية في ليبيا

الدخان يتصاعد من منطقة في بنغازي خلال مواجهات بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمتطرفين أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من منطقة في بنغازي خلال مواجهات بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمتطرفين أمس (أ.ف.ب)

دعت مصر دول العالم أمس للتكاتف في مواجهة تصاعد «العمليات البربرية» للجماعات الإرهابية في ليبية وأكدت أنها لن تتخذ قرارات تحت «أي ضغوط» للرد على عملية اختطاف 21 من رعاياها المسيحيين في ليبيا، على يد تنظيم متطرف. وبينما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في إطار متابعته للتطورات المتعلقة بمصير المختطفين. وفيما بدا أنه رد على تسريبات بشأن تأهب بتدخل عسكري مصري في ليبيا، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري إن «بلاده لن تتخذ قرارات تحت أي ضغوط دون دراسة وتقييم دقيق للمصلحة العامة».
وتداولت مواقع إلكترونية محسوبة على المتطرفين صورا نشرتها مجلة إلكترونية تدعى «دابق» منسوبة لتنظيم داعش، للمصريين الأقباط المختطفين في ليبيا يرتدون الزي البرتقالي (زي تنفيذ الإعدام) ويقفون مكتوفي الأيدي ويقتادهم ملثمون على شاطئ البحر. وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا معلومات واضحة حول مكان احتجازهم»، لكن أحد الناشطين الليبيين قال في المقابل إنه «علم بوجودهم في مجمع قاعات واغادوغو بمدينة سرت، حيث كان العقيد القذافي يستخدمه لإقامة مؤتمرات القمة العربية والأفريقية».
وتعاني ليبيا من الفوضى ومن الميليشيات المتطرفة التي تحمل أسماء مختلفة وتشن حربا مستعرة ضد السلطات الشرعية في البلاد، في وقت تحاول فيه هذه السلطات ممثلة في البرلمان والجيش الوطني، التنسيق لبسط الأمن، حيث علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعا مهما هو الأول من نوعه عقد أمس بين قادة من الجيش والبرلمان، وسط معلومات عن قرار وشيك بتعيين اللواء خليفة حفتر قائدا عاما للجيش، في وقت تواصل فيه مصر اتصالاتها لإنقاذ رعاياها. وأكدت مصادر ليبية أن المعلومات المتوافرة لدى السلطات الشرعية في ليبيا أن المصريين ما زالوا على قيد الحياة حتى هذه اللحظة لكنه امتنع عن ذكر أي تفاصيل أخرى.
وفي القاهرة قال بيان للرئاسة المصرية إن «السيسي أكد لبابا الإسكندرية متابعته شخصيا لتطورات أوضاع 21 عاملا قبطيا يحتجزهم (داعش) في ليبيا، وإن كل الأجهزة المعنية بالدولة تسخر كافة جهودها واتصالاتها للوقوف على حقيقة الموقف». وشدد الرئيس السيسي على أن أبناء مصر المختطفين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري، بمسلميه ومسيحييه، وهم يعبرون وبصدق عن الغالبية العظمى منه التي تنتمي للطبقة الكادحة، مؤكدا على تعاطف الدولة التام مع قضيتهم.
وأشار إلى التوجيهات الصادرة إلى الحكومة بضرورة إيلاء الرعاية اللازمة لعائلات المختطفين وتقديم المساعدة اللازمة لهم، مجددا دعوته لضرورة تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تتخفى وراء الدين الإسلامي الحنيف، وهو منها براء
وفي غضون ذلك، قال شكري، خلال مؤتمر صحافي أمس في مقر الخارجية: «نتابع عن كثب الوضع الحساس في ليبيا.. ويجب ألا يتم التلاعب بنا من قبل الإرهاب». وتابع أن التحالف الدولي في كل من العراق وسوريا له طبيعة خاصة، وتتم في إطاره ضربات جوية بعيدة عن أي تهديدات مباشرة لمواطني الدول المشاركة فيه أو أراضي هذه الدول.
وأشار إلى أنه نظرا للحدود المشتركة مع ليبيا ووجود أعداد من المصريين هناك فلا بد من اتخاذ قرارات بعد دراسة جيدة، مشيرا إلى أن الأعمال العسكرية تتم بحسابات دقيقة ولظروف وأطر مناسبة وتأخذ في الاعتبار كل المتغيرات. وطالب دول العالم بالتكاتف لمواجهة ما وصفه بـ«التصاعد في العمليات البربرية للجماعات الإرهابية في ليبيا». ولفت إلى أنه أجرى عددا من الاتصالات المكثفة مع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وروسيا للتشاور حول كيفية التنسيق على مستوى الأجهزة الأمنية لاستخلاص المعلومات الدقيقة فيما يتعلق بأوضاع المصريين هناك، وللتنسيق حول الدعم الذي قد تلجأ له مصر من هذه الدول والمنظمات الدولية.
وقال شكري إنه «سيجري اتصالات كذلك مع وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن ومفوضية الاتحاد الأوروبي لمعرفة ما هي المعلومات المتوفرة حول المصريين في ليبيا، ومحاولة السيطرة على الأوضاع كي لا تتفاقم».
وعلى الصعيد الليبي علمت لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء بين رئيس البلرلمان عقيلة صالح وحفتر شارك فيه أيضا اللواء عبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان العامة للجيش والسفير إبراهيم الدباشي مبعوث ليبيا في الأمم المتحدة، قد أسفر عن نتائج إيجابية للغاية. وبات من المنتظر أن يتم قريبا الإعلان رسميا عن ترقية اللواء حفتر إلى رتبة الفريق أول مع تعيينه قائدا عاما للجيش الليبي، علما بأن مظاهرات خرجت أمس في مدينة بنغازي تطالب بتعيين حفتر رئيسا لمجلس عسكري جديد لتوحيد الجهود لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وعاودت أمس الميلشيات المسلحة استهداف حقول النفط في ليبيا، حيث انفجرت قنبلة في خط أنابيب نفط يمتد من حقل السرير إلى ميناء الحريقة مما أوقف تدفق الإمدادات إلى الميناء، بينما هاجمت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية محطة حقل الباهي الواقع على بعد 250 كم جنوب شرقي مدينة سرت السالية.
وقال محمد الحراري الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط إن «النيران اشتعلت في الخط النفطي عند النقطة (80 كم) في حقل السرير النفطي التابع لشركة (الخليج العربي للنفط)»، مشيرا إلى أن البلاد ستفقد كميات كبيرة من إنتاج النفط الذي يعادل قرابة 180 ألف برميل يوميا من حقلي السرير ومسلة إلى ميناء الحريقة.
وأوضح أن ناقلة كان يجري تحميلها في الميناء وأن إصلاح خط الأنابيب قد يستغرق ما يصل إلى 3 أيام.
من جهته كشف رجب عبد الرسول المشرف على ميناء الحريقة أن قنبلة انفجرت في خط الأنابيب الذي ينقل النفط من حقل السرير إلى ميناء الحريقة في نحو الساعة الخامسة صباحا أمس على بعد كيلومترات شمال حقل السرير.
وتابع أن رجال الإطفاء ما زالوا يحاولون إخماد النيران، مشيرا إلى أن ما حدث تخريب.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير لكن عادة ما تستهدف جماعات مسلحة البنية التحتية النفطية والمرافئ وخط الأنابيب.
وكان ميناء الحريقة قد استأنف عملياته الأسبوع الماضي بعد إضراب للحراس لكن المرفأين الرئيسيين للنفط في البلاد والحقول المجاورة لهما ما زالت مغلقة بعد اشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة التي تحاول السيطرة عليها.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أن محطة حقل الباهي الواقع على بعد 250 كم جنوب شرقي مدينة سرت وعلى مسافة 90كم شرق حقل المبروك قد تعرضت أول من أمس لهجوم من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية. وقالت المؤسسة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنيت، «نعتقد أنها نفس المجموعة التي هاجمت حقل المبروك خلال الأيام الماضية»، مشيرة إلى أنه لم تحدث أضرار بشرية خلال الهجوم كما لم يتم تحديد الأضرار المادية التي لحقت بالمحطة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.