دانا حوراني: زمن الجائحة حولني إلى امرأة أكثر هدوءاً وذكاء

أحدث أعمالها أغنية «ياي» لنانسي عجرم

تهدي دانا حوراني ألبومها الجديد إلى المرأة
تهدي دانا حوراني ألبومها الجديد إلى المرأة
TT

دانا حوراني: زمن الجائحة حولني إلى امرأة أكثر هدوءاً وذكاء

تهدي دانا حوراني ألبومها الجديد إلى المرأة
تهدي دانا حوراني ألبومها الجديد إلى المرأة

قالت الفنانة دانا حوراني إن اختيارها لأداء أغنية «ياي» لنانسي عجرم جاء عن طريق الصدفة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنتُ أقوم بتسجيل أغاني ألبومي الجديد، عندما خطر لي تقديم مقطع من أغنية (ياي) بصوتي لمتابعيّ على (إنستاغرام)، مع تغيير على توزيعها الموسيقي. بعدها فكرتُ في الحصول على حقوق نشرها، وأعدتُ توزيعها مع سليمان دميان، وهو المنتج المنفذ الذي أتعاون معه في أعمالي. يومها أردت أن آخذ الأغنية إلى منحى يشبهني، إذ إنني بالتأكيد لن أستطيع تقديمها كما نانسي عجرم أو أن أقلدها».
في المرة السابقة عندما أعدتِ غناء «زوروني» لفيروز، رغبت في تعريف جيل الشباب بالأغنية العربية الأصيلة. اليوم مع «ياي» ماذا أردتِ أن تقولي؟ ترد دانا حوراني في سياق حديثها: «هذه المرة وبما أنني أحب التجدد، رغبت في تقديم نفس أغنية عجرم بأسلوبي، كي أبرهن على أن لكل فنان هويته، وطريقته في الغناء. عادة ما يحب الناس الأغنية بصوت الفنان الأصلي الذي يغنيها. والجميل في أغاني الإعادات والمعروفة بـ«كوفر»، أننا نستطيع أن نجري بعض التغييرات كي تناسبنا. فالهدف لم يكن منافسة نجمة لبنانية بالتأكيد؛ فهناك من أحبها بأسلوبي وآخرون طالبوني بالإبقاء على خطي الغنائي المعروفة به. فالأذواق تتنوع في هذا الموضوع، ويبقى لكل شخص رأيه الخاص».
وعما إذا تواصلت مع نانسي من أجل تقديم الأغنية تقول: «لقد راسلتها وعرفتها بنفسي، طالبةً منها الموافقة على غنائي (ياي). كما تواصلت مع مدير أعمالها جيجي لامارا، وبعد أن نلتُ الموافقة شرعت في تسجيل الأغنية. فأنا من المعجبات بفن نانسي عجرم، وذكرت لها ذلك في رسالتي».
دانا حوراني التي تحضر لطرح ألبومها الجديد في سبتمبر (أيلول) المقبل تستعد حالياً لوضع اللمسات الأخيرة عليه. وتقول: «سأضم أغانيّ الخمس السابقة إلى ألبومي الجديد مع إضافة 5 أغنيات أخرى جديدة. وستكون (ياي) بينها».
وهل فكرت في تقديم أغنية طفولية فيه؟ توضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «سأقدم أغنية طفولية استوحيتُها من ابنتي زوي وعنوانها (زغيرة هالبيت). وستكون تجربتي الأولى في عالم الغناء للأطفال». وستهدي حوراني ألبومها الجديد إلى المرأة بشكل عام، وتعلق: «أغاني ألبومي الجديد منوعة، بينها إيقاعية وأخرى رومانسية. ولكن موضوعاته بمجملها تتعلق بالمرأة، ولذلك قررتُ أن أكرمها من خلاله، وأهديه لها».
وترى الفنانة اللبنانية أنها منذ أن امتهنت الغناء، أصبحت تتمتع بقوة أكبر بحيث أصبحت امرأة شاملة. وتوضح: «كنتُ في الماضي أخاف التحديات الكبرى في الحياة، كأن أعمل في الأزياء والموضة، ووالدة بارعة في تربية أولادي في الوقت نفسه. فكنت حساسة جداً، ودمعتي سخية. اليوم تغيرت؛ تفوقت على نفسي، وصرت أفهم وأستوعب نفسي بشكل أكبر. وهي حالات ستعكسها أغاني ألبومي المقبل».
تحرص دانا حوراني على الإبقاء على هويتها الفنية، ولذلك تبحث دائماً عن التجدد في مشوارها؛ فهي تتأنى في خياراتها، وتفصل بين عمل وآخر بحيث لا يتعدى ذلك الـ6 أو 4 أشهر. وتقول: «في هذه الفترة لم أعد أكترث كثيراً للتوقيت، الذي يجب أن أطرح به أغنية. الأهم عندي هو تقديم منتج جيد، وعلى المستوى المطلوب. ومرات كثيرة يفصل بين أغنية وأخرى فترة زمنية أقل، شرط أن أكون مقتنعة وواثقة بالعمل الذي أنوي تقديمه». وكانت حوراني قد قدمت منذ فترة وجيزة أغنية بعنوان «إنت أنا» أهدتها لبيروت. وتعلّق: «لكل أغنية قصتها عندي و(إنت أنا)، كنت أعمل عليها قبل انفجار 4 أغسطس (آب). وبعد ذلك مباشرة فكرت بطرحها لتشمل بموضوعها عاصمتي التي أحب، وكذلك مناسبة يوم المرأة العالمي. فكلماتها المعبرة وموسيقاها، إضافة إلى كليبها المصور، أكملوا مجتمعين تغليفة ومعاني هذه الأغنية، التي قدمتها إلى كل امرأة، وإلى ست الدنيا بيروت».
وكانت دانا حوراني قد استهلت كليب أغنية «انت أنا» بعبارات إهداء قالت فيها: «أغني لكل صبية وسيدة ولكل أم وأخت وست. لكل رجل يكرم النساء في حياته. أغني إلى سيدة السيدات إلى مدينتي الغالية بيروت...(أنا إنت... وإنت أنا)».
وترى حوراني أن تقديمها أغنية لمدينتها الأم، وهي التي تقيم في دولة الإمارات العربية، يحملها مسؤولية كبيرة. وتتابع: «أي أغنية أقدمها تكون نابعة من قلبي، وهو مبدأ أتبعه في أي عمل غنائي أقوم به». وفي «إنتِ أنا» التي أهديتها إلى بيروت كانت المسؤولية أكبر، وعبرت فيها عن حبي الكبير لها ببساطة، فحصدت نسب مشاهدة عالية، تجاوزت النصف مليون شخص».
وعن سبب استخدامها لوحات راقصة تعبيرية في مجمل أغانيها، تقول: «أعتبر أن هذا الفن يسهم في إخراج معاني الأغنية إلى العلن؛ فتصل إلى المشاهد ببساطة وسهولة. وهذه اللوحات لا تعتمد على فن الكوريغرافيا، بقدر ما هي لغة جسد تتملكني وأنا أغني، وأحب أن ترافقني في أعمالي. ففي أغنية (ياي)، تعاونتُ مع المخرج محمد وفا، أما في (إنت أنا) اشتغلتها مع نديم حبيقة، وهما شخصان أثق بهما كثيراً، بحيث أصبحا يشكلان عنصرين أساسيين في أعمالي».
وتشير حوراني إلى أنها عادة ما تجلس مع أنطوني خوري، ويتناقشان معاً بموضوع الأغنية التي تنوي تقديمها: «نتشارك في كتابتها ونقوم بتلحينها كي يكون المنتج يشبهني إلى حد كبير».
وترى دانا حوراني أن الغناء في زمن الوباء والحجر المنزلي شهد تغييرات عدة. وتقول: «بين هذه التغييرات ما صعّب الموضوع، فيما سهّله من ناحية ثانية. فانكباب الناس على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة أسهم في انتشار الأغاني والأعمال الفنية ولو افتراضياً. ولكن توقف إقامة الحفلات وإلغائها، ترك أثره على الناس وأهل الفن معاً. فلقد خططت لتقديم عدة حفلات غنائية تسمح لي بالتواصل مع محبي مباشرة عبر المسرح، ولكن الوباء جاء ليلغي كل هذا التقارب بين الناس مع الأسف. فالتباعد الاجتماعي هو سيد الموقف حتى إشعار آخر».
وعن التغييرات التي طالت حياتها في زمن «كورونا» تقول: «لقد طالها الوباء على أصعدة كثيرة. اليوم صرتُ أعمل بأسلوب أقل وطأة وضغط من السابق. كنت أقوم بعدة أعمال في وقت واحد، ولا تكفيني الأيام والساعات لإنجازها. فجاء الوباء لينظم حياتي بشكل أفضل، صرت أكثر هدوءاً وذكاء. زودتني هذه التجربة بالقوة، وصار يتسنى لي وقت أطول للتفكير بكل ما أنوي الإقدام عليه. وصرتُ أنسق الأوليات في حياتي وأعطيها المساحة اللازمة. وسأتبع هذه الطريقة حتى بعد انتهاء الوباء، لأنه أراحني، وانعكس علي إيجابيات كثيرة. كما أن (كورونا) انعكس إيجاباً على حياتي العائلية، فتفرغتُ بصورة أكبر لابنتي، خاصة أنها في عمر تحتاجني به كثيراً».



رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
TT

رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)

زَرَع رجل إطفاء البهجة في نفوس عدد لا يُحصى من الأطفال خلال عطلة عيد الميلاد على مرّ السنوات، لكنَّ ديفيد سوندرز (50 عاماً)، يقول إنّ القيام بدور «بابا نويل» يُرخي أثراً سحرياً عليه أيضاً. بالنسبة إلى سوندرز المقيم في مقاطعة فيرفاكس بولاية فرجينيا، فإنّ أداء دور «بابا نويل» يتجاوز التقاليد: «إنه مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة وتغذّيها الرغبة في نشر الفرح». بدأ سوندرز، وهو والد لـ5 أطفال، ذلك العمل الموسميّ منذ 16 عاماً. في ذلك الوقت، كان ابنه البالغ 6 سنوات يعاني مرضاً تسبَّب بتنقّله بين المستشفيات. نقلت عنه «فوكس نيوز» قوله لشبكة «إس دبليو إن إس»: «في كل مرّة كنّا نقصد المستشفى، كان يرى جميع الأطفال المرضى. وخلال المغادرة راح يقول لي: (أتمنّى لو نستطيع فعل شيء لطيف لهم). كنتُ أجيبه: (اكتشف ما تريد فعله، وسنحاول)».

مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة (مواقع التواصل)

تحوَّلت هذه الرغبة دعوةً غير متوقَّعة للأب والابن، اللذين بدآ في ارتداء زيّ «بابا نويل» وجنّيته المساعدة لإسعاد المرضى الصغار. حالياً، يُنجز سوندرز بين 100 إلى 150 زيارة منزلية كل عام؛ مُرفقةً ببعض الإعلانات التجارية وفيلمين لعيد الميلاد. قال: «أحبُّ إسعاد الناس. أستمتعُ برسم البسمة على وجوههم». وكلّ عام، كان يرى أطفالاً اعتاد رؤيتهم منذ أن كانوا رضَّعاً: «استمتعتُ بمراقبتهم وهم يكبرون. تحملهم بكونهم أطفالاً، ثم تشاهدهم يكبرون. أحياناً تعتقد أنهم لن يرغبوا في عودتك هذا العام، لكنَّ أمهاتهم أو آباءهم يتّصلون دائماً ويقولون: (إنهم لا يريدون أن يمرَّ عيد الميلاد من دونك)». ورغم أنّ دور «بابا نويل» مبهج عموماً، فإنَّ سوندرز أقرّ بمواجهة تحدّيات: «أرى بعض الأطفال المرضى أو الذين ليس لديهم الكثير. أحياناً يكون الأمر مُرهقاً عقلياً».

بدأ سوندرز عمله الموسميّ منذ 16 عاماً (مواقع التواصل)

وبعد 30 عاماً من كونه رجل إطفاء، يتطلَّع الآن إلى تحويل عمله الجانبي وظيفةً بدوام كامل. تابع: «عملي رجل إطفاء وظيفة رائعة. إنه أيضاً أحد تلك الأشياء المُرهِقة عقلياً وجسدياً، لكنْ كانت لديَّ مهنة جيّدة. جسدي يؤلمني، وأنا أكبُر في السنّ؛ لذلك حان الوقت للمضيّ قدماً. آمل أن تنمو هذه التجارة أكثر». سحرُ عيد الميلاد هو ما يستمرّ في إلهام سوندرز لإسعاد الأطفال والكبار على السواء: «أعتقد أنّ جميع الأطفال، وحتى البالغين، يريدون شيئاً يصدّقونه، خصوصاً في هذا العيد».